الاحتجاج بالفرنساوي .. وموسم الهجرة إلى سوريا !!
1- بعد أن أنفقت دول عربية نحو (400) مليار دولار على دعم الفصائل والحركات ومليشيات المعارضة السورية ، تعود الآن ذات الدول للاعتراف بنظام “بشار الأسد” ، وتفتح سفاراتها المغلقة في “دمشق” بعد (7) سنوات طويلة من حرب شاملة دمرت غالب البنى التحتية في بلاد الشام .
هل كانت تقديرات تلك الدول خاطئة ، فصححتها اليوم بعد كل هذا الخراب والدمار والموت الجماعي الذي تجاوز (نصف مليون) قتيل منذ العام 2011 ؟!
هل كانت الدبلوماسية العربية تنتظر موت نصف مليون سوري ، لتعرف بعدها أن سوريا دولة عربية مهمة ، وأنه لابد من فتح السفارات للحيلولة دون التدخلات الأجنبية ؟!
المضحك والمبكي أن قرار الأوبة العربية إلى سوريا صدر من ذات الجهات (الأجنبية) التي زعموا أنهم يعودون للحيلولة دون تدخلاتها !!
مؤسف حقاً ومحزن جداً أن يستمر العرب في تمثيل دور التابع معصوب العينين، مسلوب الإرادة .
2
شاهدت مقطع فيديو لطالبة جامعية مليحة .. بسامة المحيا .. ناشطة في الاحتجاجات الأخيرة ، تهتف بثورية وسط زملائها وزميلاتها مستخدمة اللغة الفرنسية !!
تكرر المشهد في تظاهرة للسودانيين المهاجرين في بريطانيا .. وكان الهتاف إنجليزياً صرفاً أمام السفارة السودانية بعاصمة الضباب !
استمرار التمرين على الاحتجاج في السودان بمختلف لغات العالم هو بلا شك تطور نوعي ، قد يقود إلى نشوء تنظيمات وكيانات حديثة يصبح تشكلها وتناميها مؤشراً قوياً على إمكانية حدوث تغيير كبير في التركيبة السياسية بالسودان خلال السنوات المقبلة .
وما لم تنتبه قيادة المؤتمر الوطني لما يحدث حولها من تفاعلات تتجاوز الاحتجاج على الوضع الاقتصادي إلى تشكل تيارات مناوئة بأدوات مختلفة ، فإنها ستصحو ذات صباح لتجد نفسها خارج المشهد .. خارج الحدث .
الأمر تجاوز الرغيف والبنزين .. وصار الهتاف فرنساوياً .. دون حاجة لسترات صفراء !!
الهندي عزالدين
المجهر