رسميا … السودان يكشف مفاجأة تسعد الشعب وتخمد نار الغضب بعد 18 يوما

قال الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية بشارة جمعة أرور، إن الأحداث الأخيرة التي شهدتها عدة ولايات في البلاد أحدثت أضرارا بالغة بالممتلكات العامة والخاصة.

وأوضح بشارة جمعة أرور، وهو أيضا وزير الإعلام والاتصالات، في مؤتمر صحفي عقده مساء الجمعة بمقر وكالة السودان للأنباء، أن التظاهرات “كانت في بدايتها سلمية ولم تتدخل الشرطة في قمعها بل قامت بحماية المتظاهرين إلى أن حدثت التفلتات والتخريب”.

وأضاف: “هناك جهات خارجية وداخلية حاولت استغلال هذه الأحداث لتنفيذ أجندة”، منتقدا التصريحات “السالبة” التي أطلقتها منظمة العفو الدولية التي حاولت استغلال هذه الظروف والكيد للسودان بجانب جهات أخرى”.

وقالت منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان إنها أحصت مقتل 37 متظاهرا برصاص قوات الأمن السودانية خلال خمسة أيام شهدت احتجاجات على غلاء المعيشة في البلاد.

وشدد أرور على أن الدولة تسعى حاليا لمعالجة الأوضاع الاقتصادية عبر تدابير ومعالجات تعكف عليها الحكومة لمعالجة الظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد.

وكشف عن مفاجأة للشعب، عندما لفت إلى أن “الأمور ماضية في الانفراج”، موضحا أن أزمة الخبز والنقود والوقود ستنجلي بعد 15 يناير القادم عبر إجراءات وتدابير تقود لاستقرار اقتصادي في البلاد.

وقال إن “كل من يريد تغيير النظام عليه الاحتكام لصناديق الاقتراع، مبينا أن تغيير النظام أمر مشروع لكل من يعمل في الحقل السياسي، وأضاف “لا يمكن أن ندمر البلاد من أجل صراعات سياسية”، وأكد ضرورة إعمال العقلية والعقلانية في التعامل والتنافس الشريف في إطار العمل السياسي.

وفي رده على سؤال حول موعد فتح المدارس والجامعات قال ارور إن هذا من اختصاص وزارتي التعليم العام والتعليم العالي ويتم بناء على قراءات ودراسات حسب مقتضى الحال، إلا أنه توقع فتح المدارس والجامعات بعد نهاية أعياد الاستقلال.

وأصدرت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم، تعميما صحفيا، قالت فيه “تقرر تعليق الدراسة فى جميع مدارس الولاية، الثانوية والأساس ورياض الأطفال، بالمنهجين الوطني والأجنبي اعتباراً من يوم (الأحد) 23 ديسمبر التجارى، إلى حين إشعار آخر”.

ويشهد السودان، احتجاجات واسعة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، انطلقت في 19 ديسمبر/ كانون الأول، عقب قرار الحكومة زيادة سعر الخبز ثلاث مرات في بلد يعاني من ركود اقتصادي.

وشهدت مدن عطبرة، والدامر، وبربر، وكريمة، وسنار، والقضارف، والخرطوم وأم درمان، تظاهرات كبيرة، أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المواطنين، حسب تصريحات مسؤولين محليين.

وأعلن وزير الإعلام السوداني، بشارة أرور، أمس الخميس، أن “عدد القتلى في فترة الاحتجاجات 19 بعضهم قتل بسبب بين عراك تجار ومحاولين للنهب والسرقة، وعدد الجرحى 178 من القوات النظامية و219 من المواطنين”.

وأضاف الوزير أنه “تم رصد 107 من المنظمات وحركات المسلحة تعمل وتحرض على الاحتجاجات”.

وشدد أرور على أن “الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة لتغيير النظام ولا داعي للتخريب”.

ويشهد السودان صعوبات اقتصادية متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم نحو 70% وتراجع سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الأميركي وسائر العملات الأجنبية.

ويبلغ سعر الدولار رسميا 47.5 جنيه، لكنه يبلغ في السوق الموازية 60 جنيها سودانيا، كما يعاني 46% من سكان السودان من الفقر، وفقا لتقرير أصدرته الأمم المتحدة سنة 2016.

وفي اليوم السادس من الاحتجاجات، وعد الرئيس السوداني عمر البشير المواطنين، الاثنين، بإصلاحات حقيقية “لضمان حياة كريمة” لهم.

وأضاف خلال خطاب جماهيري، أن “ما يحدث من ضائقة هو ابتلاء سنصبر عليه حتى ينجلي لأن الحكم والقوة والأرزاق بيد الله وهو أمر تأمرنا به عقيدتنا”، بحسب صحيفة “الانتباهة”.

وزاد: “الأزمة الاقتصادية الله بحلها (سيحلها). الناس في عهد الصحابة أكلت صفق الأشجار”، وفقا لصحيفة “التيار” الورقية.

وقوبلت هذه التصريحات باستياء لدى كثير من رواد وسائل التواصل الاجتماعي، فقال أحدهم “يعني من الواضح أنه لا يملك حلا للأزمة الاقتصادية”.

كما قال البشير إن السودان يتعرض، ودولا عربية، لمحاولات الابتزاز الاقتصادي والسياسي من الدول الكبرى.

وأوضح في خطاب ألقاه في حفل لتخريج قادة عسكريين في الخرطوم، اليوم الخميس، أن تلك الدول تسعى “لفرض التبعية على الشعوب والذات الوطنية وتركيع الأنظمة ودفعها تجاه تحقيق مصالحها في السيطرة على موارد الشعوب”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية.

وسخر البشير ممن يطلقون شائعات حول هروبه والقبض عليه، مؤكدا أنه باق في مكانه ولن يرحل إلا بأمر الشعب.

سبوتنيك

Exit mobile version