اتصلت الخميس لليوم الثاني على التوالي احتجاجات شعبية واسعة في عدة مدن بالولايات، تعاملت معها القوات الأمنية بالقوة وسط أنباء عن سقوط قتيل بمنطقة بربر شمال الخرطوم بإصابة مباشرة في الرأس، كما جرى تداول صورة لقتيل ثاني لقى حتفه في احتجاجات بورتسودان، بجانب طالبين في القضارف.
وشهدت مدن القضارف في شرق البلاد وسنار بالوسط ودنقلا شمالا خروج أعداد كبيرة من المواطنين وطلاب المدارس منذ صباح الخميس هاتفين ضد النظام وساخطين على تردي الأوضاع المعيشية.
وأحرق المحتجون في القضارف أحد مقار المؤتمر الوطني قرب السوق، كما تم احراق 3 سيارات حكومية احداها تابعة للشرطة، ووقعت مواجهات عنيفة بيت المتظاهرين والقوات النظامية.
وأفاد شهود عيان أن قوات الجيش في القضارف قامت بحماية المواطنين بينما شوهد قناصة من جهاز الأمن بزي مدني يطلقون الرصاص مما أدى الى مقتل طالبين.
وفي دنقلا أضرم المتظاهرون النار في مباني أمانة الحكومة وأحرقوها بالكامل.
وفي مدينة بربر بولاية نهر النيل تعاملت الأجهزة الأمنية بالقوة المفرطة مع المتظاهرين وأطلقت الرصاص الحي ما أدى لمقتل المواطن محمد عيسى الشهير بـ(ماكور) وهو من أصحاب الاحتياجات الخاصة حسبما أفاد ناشطون على (تويتر)، مؤكدين تعرضه لإصابة مباشرة في الرأس.
وتمددت الاحتجاجات في نهر النيل الى مناطق شمال عطبرة وصلت حتى منطقة (الباوقة) حيث أغلق السوق الرئيسي وعمت حالة من الشلل التام.
وأعلنت حكومة نهر النيل ليل الأربعاء حالة الطوارئ وحظر التجوال في عطبرة اعتبارا من السادسة مساء حتى السادسة صباحا، كما تم تعليق الدراسة لمرحلتي الأساس والثانوي، وقررت تبعا لهذه التطورات التراجع عن تسعيرة الخبز الباهظة التي أدت لانفجار الغضب الشعبي.
وكانت شرارة المظاهرات الساخطة انطلقت من مدينة عطبرة التي خرجت عن بكرة أبيها في تجمع غير مسبوق، بعد ارتفاع قيمة وجبة الفطور في المدراس لأكثر من الضعف كما أعلنت المخابز عن رفع سعر القطعة لثلاثة جنيهات.
وأفادت مصادر موثوقة (سودان تربيون) إن المحتجين خرجوا لليوم الثاني برغم الطوارئ وأن جنود من سلاح المدفعية التابعة للجيش يقومون بحمايتهم بينما تطلق قوات الشرطة اعيرة نارية في الهواء.
وأعلن نائب دائرة الدامر في البرلمان أحمد الطيب المكابرابي ممثل الحزب الاتحادي الديموقراطي (الأصل) انحيازه الى أهالي منطقته قائلا في بيان أنه لن يقف على الحياد.
وأضاف ” اهلي الآن في قلب المعركة بعد أن ضاق بهم الحال فليس من العدل والاخلاق أن نتأخر عنهم فأنا منهم تحت كل الظروف”.
وأكد البرلماني على مشروعية مطالب الأهالي، لكنه ندد بأعمال التخريب التي تطال ممتلكات الدولة وشدد في ذات الوقت على رفضه أن تكون تلك التصرفات ذريعة لضرب المواطنين.
وحذر المكابرابي قوات (الدعم السريع) من “ممارسة سلوكها الهمجي الذي قد يستدعي ثأرات تاريخية تستبطنها ذاكرة اهل تلك المناطق مما يؤدي الي ردود فعل غير محمودة العواقب”.
الخرطوم تنضم للاحتجاجات
وبدأت في العاصمة السودانية مظاهرات متفرقة كان أكبرها في موقف (جاكسون) للمواصلات العامة وسط الخرطوم حيث طارد المحتجون سيارات الشرطة التي أطلقت الغاز المسيل للدموع بينما سمع دوى رصاص في مناطق أخرى.
كما شهدت مناطق الصحافة والعرضة بأم درمان خروج العشرات هاتفين ضد النظام.
سودان تربيون.