دراسة جديدة .. لهذه الأسباب تعيش الإناث أكثر من الذكور

نشر موقع “ميديكال إكسبرس” تقريرا للمسؤولة عن الأخبار الطبية في جامعة كاليفورنيا قالت فيه إن النساء في أنحاء العالم يعشن أكثر من الرجال. ويصحّ ذلك في الصحة والمرض، وفي الحرب والسلام، وحتى عند انتشار الأوبئة والمجاعات. وحتى في الحيوانات تعيش الإناث فترة أطول من الذكور.

وبحسب التقرير الذي ترجمته “عربي21″، يلفت العلماء في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو إلى آلية محتملة لتفسير هذه الظاهرة، تشير إلى الدور المهم الذي يلعبه كروموسوم “X الثاني” الموجود في أنثى الثدييات، مع عدم استثناء العوامل البيولوجية والاجتماعية والبيئية الأخرى. ويحتوي كروموسم X على جينات كثيرة تتعلق بالدماغ وهو ضروري للحياة. وبدون كروموسوم X واحد على الأقل لا يمكن للحيوان أن يعيش. أما كروموسوم Y، والموجود فقط في الذكور فلا يحتوي إلا على عدد قليل من الجينات عدا عن تلك التي تشكل المميزات الجنسية الإضافية مثل الأعضاء الذكرية وشعر الوجه، وهو ليس ضروري للحياة.

وقام الباحثون بإعطاء فئران التجارب 4 تركيبات كروموسومات وغدد تناسلية. الصنفان الموجودان في الطبيعة XX مع مبيضين وXY مع خصيتين، وهناك صنفان آخران من إنتاج المختبر عبارة عن XX مع خصيتين وXY مع مبيضين. وكانت الفئران متشابهة جينيا ما عدا كروموسومات الجنس، ولكن حتى مع عيشها في نفس الظروف بما في ذلك البيئة، كان وجود كروموسومي X مساعدا على البقاء، ومع وجودهما ومبيضين عاشت الفئران إلى أبعد حدود حياة الفئران.

وقالت البروفيسورة دينا دوبال، أستاذة الأعصاب في جامعة كاليفورنيا وقائدة البحث: “لقد تساءلنا لفترة طويلة عن سبب تعمير الإناث.. ويمكن للشخص أن يتخيل أن تكون الطبيعة قد دفعت بالإناث للتطور بهذه الطريقة. فعندما تعيش الإناث أطول، يمكنها التأكد من الاعتناء بنسلها وحتى نسلهم”.

وقامت الطالبة إميلي ديفيس بإجراء الدراسة، وهي أول دراسة حية تظهر أن الإناث يعشن أكثر من الذكور وأن كروموسومي X يتحكما بهذه الصفة في الفئران الكبيرة. وأخذت الدراسة عدة سنوات لإتمامها حيث كان يجب مراقبة الفئران حتى تموت أو تعيش ليصل عمرها 30 شهرا. واستخدمت دوبال وفريقها ما يسمى بنموذج (Four Core Genotypes (FCG، والذي تم تطويره قبل عقدين من العالم آرثر أرنولد من نفس الجامعة لدراسة الفروق بين الجنسين.. والنموذج هو ما شرح سابقا من حيث تركيبات الكروموسومات والغدد الجنسية.

وبحسب هذا الأسلوب يتم التلاعب بجين Sry الموجود على كروموسوم Y ويتسبب بتكوين الخصيتين وغيرها من الصفات الذكرية. وفي نموذج فئران FCG تم نقل جين Sry إلى كروموسوم آخر لا يحدد الجنس حتى يتم توريثه بغض النظر عن كون الفأر يحمل كروموسوم Y أم لا.

ووجد الباحثون أنه عندما كان لدى الفئران كروموسومات أنثوية وغدد جنسية أنثوية طال عمر الفئران التي كانت 12 إلى 30 شهرا، وهو في عالم الفئران يساوي نصف العمر إلى الشيخوخة. ولكن معظم الأثر كان متعلقا بكروموسومي الجنس. فالفئران التي كان لديها XX عاشت أطول من الفئران التي كانت تحمل XY، سواء كانت تحمل مبيضين أو خصيتين. ولكن الفئران التي عاشت الأطول هي الأنثى الطبيعية التي تحمل كروموسومي X ومبيضين.

وقالت دوبال: “وهذا يشير إلى أن الهرمونات التي تنتجها الغدد الأنثوية تزيد من الحياة عند الفئران التي تحمل كروموسومي X إما بالتأثير على الطريقة التي يتطور بها الفأر أو بتفعيل بعض المسارات البيولوجية خلال حياتها”.

وعندما تمت مقارنة النتائج من الفئران الأنثى جينيا – كلا من الصنفين بالمبايض وبالخصيات – وجد الباحثون أن الفئران التي حملت كروموسومي X ومبيضين تمكنت من العيش فترة أطول ابتداء من 21 شهرا، وهي تقريبا نهاية الحياة الطبيعية للفأر العادي. ولكن الفئران التي كانت إناثا جينيا وذكورا هرمونيا – كروموسومي X وخصيتين – فقد ساعد كروموسوم X الثاني على حمايتها في بداية حياتها، ولكن بالقرب من نهاية الدورة الطبيعية كانت تموت. وتراجعت هذه الفوائد عندما وصل سن الفأر 23 شهرا.

وقالت الدكتورة آيرينا لوباتش، أستاذة علم الأوبئة في جامعة كاليفورنيا: “لمدة حياة أطول احتاجت الفئران إلى مبايض تعمل مع كروموسومي X، ولكن لتعيش المدة العادية لم يكن مهما إن كان لديها مبايض أو خصيات. فما دام لديها كروموسومي X، فإنها تتجنب الموت المبكر”.

دوبال، وهي عالمة أعصاب ومختصة في الشيخوخة الصحية بحثت في كيفية تأثير كروموسمي X و Y بهذا الشكل وقالت: “لا نعلم بعد كيف يقلل كروموسوم X الثاني من الوفيات خلال الشيخوخة”.
ولكن هناك الكثير من المنشورات العلمية التي تشير إلى المفعول الوقائي لكروموسوم X الثاني.

ففي الإناث يتم “إسكات” نصف كروموسومي X أي أنه يتم إقفال هذا الكروموسوم في كل خلايا الجسم. وعندما يكون هناك خلل في الكروموسوم تقوم الخلايا التي فيها كروموسوم X سليم بالتعويض عن تلك التي فيها كروموسوم X مصاب. وحتى بدون خلل؛ فإن كروموسوم X الصامت يقوم بالتعبير عن نفسه شيئا ما متسببا بعدد أكبر من كرومسوم X في كل خلايا الأنثى مقارنة مع خلايا الذكر. وانتهت دوبال إلى القول إن هناك احتمالا آخر ويحتاج إلى بحث، وهو أن يكون كروموسوم Y ضارا بشكل ما.

عربي21

Exit mobile version