أنا راجل
فيديو مدته ثلاث دقائق أظهر شاباً يحمل في يده مسدساً ويرتدي نظارة سوداء.. الشاب كال السباب والشتائم للمتظاهرين أو الذين ينوون التظاهر ضد الأزمة والضائقة المعيشية الأخيرة، ولم يكتفِ الشاب بسيل الشتائم وإنما توعد المواطنين بالويل والثبور والتنكيل بهم.
الصورة القاتمة التي رسمها ذلك الفيديو للشاب الذي تحدث باعتباره أحد أبناء الحكومة أو كما قال، تصور الحكومة بأنها دولة بلطجية، لا كلمة للقانون فيها، وإنما دولة يستباح فيها الدم والضرب وكل أساليب قمع الحريات.
هل تشعر الحكومة بأن ذلك الشاب يمثلها، وأن هذه هي الصورة التي ترغب في عكسها عن نفسها؟.. ألا يوجد عاقل ليخبرها بأن هذا الفيديو ينسف كل رسائلها التي ظلت تطلقها عن الحريات وتقبل الآخر والدعوة إلى التسامح ونبذ العنف.
أمام الحكومة أمران.. إما أن تتبرأ مما جاء في هذا الفيديو وتلاحق مطلقه وتصدر أمر قبض في مواجهته، أو أن تؤمن على ما جاء فيه وتصدح بالفم المليان.. نعم هذا يمثلنا.
قبل فترة ليست طويلة انتشرت ظواهر مخيفة على شاكلة أفراد ينتحلون شخصيات رجال شرطة ويقومون بابتزاز الناس.. البعض كان يمارس الأمر جهاراً نهاراً في شارع النيل وشوارع جانبية أخرى.
وكان يكفي لسلب أموال أحدهم أن يجده برفقة فتاة.. لا يهم ما الذي يجمع بينهما، فوجودهما معاً إدانة واضحة في دولة المشروع الإسلامي.
المشكلة لم تكن أبداً في انتحال شخصيات نظاميين، بقدر ما كانت في رضوخ الفتيات والنساء والشباب للابتزاز، وهذا يعود لجهل كبير لدى طائفة كبيرة في المجتمع بحقوقها.
السؤال الذي يفرض نفسه لماذا يقوم شاب بارتداء عباءة البلطجة ويعتبر نفسه ممثل الحكومة؟ ولماذا يقوم لص بانتحال صفة رجل شرطة ليبتز المواطنين؟
خارج السور
قال لهم: سنلبسكم طرح مثل أخواتكم.. بمعنى أنه راجل.. يااااخ إنعل أبو الرجالة لو زيك كده.
سهير عبد الرحيم
الانتباهة