مساء الخميس الماضي عاد الوفد الحكومي المشارك في مشاورات أديس أبابا إلى الخرطوم، بعد أن خاض في اجتماعات ومشاورات مع الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثابو امبيكي، وكان وفد الخرطوم قد وصل العاصمة الإثيوبية مساء السبت الثامن من ديسمبر، كأول وفد مشارك في المشاورات.. وسبقته بعض كيانات (نداء السودان) التي لم تُقدم لها الدعوة، وهي الأطراف (غير الموقعة) على خارطة الطريق باعتبار أن الدعوة اقتصرت فقط على الموقعين الخمسة (الحكومة السودانية وحركتي العدل والمساواة وتحرير السودان والحركة الشعبية والامام الصادق المهدي).
انحصرت المشاورات في القضايا القومية التي ينبغي أن تضاف إلى خارطة الطريق، وهي إعداد الدستور والانتخابات القادمة في 2020، وكان المأمول نقاش هذه القضايا إلى جانب مسارات التفاوض في المنطقتين التي تشمل وقف إطلاق النار ووقف العدائيات والموقف الإنساني، ومعلوم أن تدخلات (غير الموقعين) في خارطة الطريق تسببت في شرود كثير من القضايا المهمة التي لم تصل فيها الآلية إلى آراء توافقية، ما اضطرها لتعليق المشاورات لوقت يحدد لاحقاً.. في هذه المساحة نعرض بعضاً من ما شاهدناه في الزهرة الجميلة، وماذا كان يدور في كواليس ورُدهات فنادقها الفخيمة بين المعارضين والحركات من جانب ، وبين الحكومة السودانية من الجانب الآخر.
جاء الوفد الحكومي بموقف ثابت ومعلن، بخصوص المشاورات، وموقفه محدد بمشاركة الأطراف الموقعة دون غيرها، وكما ذكر رئيس وأعضاء الوفد في أكثر من تصريح وظهور اعلامي أنهم جاءوا بقلوب مفتوحة لسماع وجهة النظر الأخرى عن طريق الآلية رفيعة المستوى، وقال أعضاء الوفد بصريح العبارة إن اللقاءات لمجموعة الموقعين على الخارطة دون غيرهم، ومن رأى في نفسه تقديم آرائه والاستعداد للمشاركة عليه أن يدخل في حوار مباشر مع الخرطوم بضمانات الآلية وتحت مظلة الحوار الوطني.. ذات موقف الحكومة السودانية هو موقف الآلية التي أكدت في بيانها الختامي أن الدعوة اقتصرت فقط على الموقعين على الخارطة، وبالفعل الآلية لم تلتق كتلة نداء السودان (مجتمعة) والتقت فقط بثلاثة أشخاص أنابوا عنها وهم (رئيس نداء السودان الصادق المهدي، وأمينه العام مني أركو منّاوي، وعمر الدقير كبير المفاوضين بالنداء).. وبسؤالنا عن هذا اللقاء، تمت إفادتنا أن اللقاء تم بغرفة امبيكي كلقاء شخصي وغير رسمي غير موضوع في أجندة الآلية.
رئيس وفد الحكومة للمشاورات الدكتور فيصل حسن ابراهيم أكد في مؤتمر صحفي بالمطار عقب عودة الوفد أن رد الحكومة كان ايجابياً، حول ما طرح من أجندة ، وقال تم التشاور حيث تمكنت الأطراف الموقعة على خارطة الطريق من تقديم وطرح وجهة نظرها على الآلية رفيعة المستوى، لذلك أي حديث عن (انهيار) للمشاورات غير وارد لأنها مشاورات وليست مفاوضات، ووصف د. فيصل اللقاء بأنه (مهم جداً) لجهة ماتم حوله من مشاورات.. وفد الحكومة ضم الدكتور أمين حسن عمر الذي لحق بالوفد، ود. محمد المختار رئيس قطاع العلاقات الخارجية الذي التحق بالوفد قادماً من برلين، بالاضافة الى وزير الاعلام والاتصالات بشارة جمعة أرور، ومحمد أحمد سالم منسق العون الانساني.
صحيفة الانتباهه.