يرى بعض الناس أنه عليك أن تساعد الآخرين من دون قيود أو شروط، وحتى ربما لو لم يطلبوا منك ذلك، قد يكون هذا ليس فيه من الخطأ من ناحية نظرية، فالأفعال العشوائية من اللطف الذي تتعامل به، قد تجعل حياة الشخص أفضل.
لكن كما يقال إن لكل عملة وجهين، لهذا يجب أن تنظر إلى هذا الوجه الثاني وأنت تفكر في مساعدة الناس، هكذا ينصح خبراء العلاقات الإنسانية.
قد يكون ليس كل شيء جيدًا بالمطلق أو العكس، حيث قد يوجد الجيد داخل السيئ وهكذا. بهذا ففكرة أن تساعد الناس قد لا تكون هي الأسوأ أو الأحسن بشكل نهائي.
هناك أربع حالات يقدمها خبراء يجب عليك أن تتوقف فيها عند مساعدة الناس حسبهم ، وهي:
الحالة الأولى: توقف عن مساعدة الناس الذين لا يستحقون مساعدتك
قد يكون من الصعب فعل ذلك من الوهلة الأولى، فقد تعلمنا وتمت تربيتنا على أن مساعدة الآخرين أمر صحيح. وهنا فإنك تحتاج إلى إلغاء هذا الاعتقاد الشائع.
يقول الفكاهي الأميركي سام ليفنسون (1911 – 1980م): “عندما تكبر سوف تكتشف أن لديك ساعدين، واحد لمساعدة الناس والآخر لمساعدة نفسك”.
الأمثلة كثيرة على ما يجب أن تفعله، فالناس الذين لا يقدرون وقتك مثلًا لا يستحقون التقدير، كذلك الذين لا يهتمون بك، فلا ينبغي عليك مساعدتهم؛ فهم ببساطة لا يستحقون.
إن الناس سوف تتعامل معك بجدية عندما تعرف أسلوبك وطريقتك، لهذا تدرب على أن تكون ما أنت عليه ببساطة.
الحالة الثانية: لا تنسى “القاعدة الأولى”، لا تعمل مجاناً
في المرة القادمة إذا طلب منك أحد أن تتحدث في مؤتمر أو مناسبة مجانا فلا تقبل، فاوض على أن يكون ذلك مدفوع الأجر.
وإذا لم يكن ممكنا لهم أن يدفعوا لك، ففاوض على أمور أخرى كخدمات تتحصل عليها أو ترويج لأعمالك، أي شيء من هذا القبيل، فهناك أشياء لها قيمة لك وليست بالشرط هي مال مباشر.
من خلال هذا التفاوض سوف تكتشف إن كانوا هم جادين لأجلك، بأن تحضر معهم أم لا.
الحالة الثالثة: لا تترك للناس فرصة استغلالك فنفسك أولى
تذكر بأن الناس دائمًا سوف تحاول استغلالك إذا سمحت لهم بذلك، وأنت ليس لديك الوقت لتساعد كل الناس، لهذا فقط ساعد الذين يستحقون مساعدتك.
إليك القاعدة، تذكر أن أول شخص يستحق المساعدة هو نفسك في المقام الأول.
وإذا كانت مساعدة الناس لن تجعلك سعيدًا فتوقف عنها.
في بعض الأحيان فإن الأمر يتطلب منك أن تكون أنانيًا وهنا تجاهل ما يدعوك المجتمع إليه في كلامه الشائع.
الحالة الرابعة: توقف عن المساعدة إذا لم تكن مفيداً
بمعنى أوضح إذا لم تكن قادراً على العون مئة بالمئة فالأجدى ألا تضيع وقت الآخرين ووقتك. وكثيرون يفعلون ذلك ثم يندمون، كلا الطرفين يخرج بعدم الرضا، حتى لو أن البدايات كانت رائعة.
إن الرغبة في مساعدة الناس إذا لم تكن تمتلك المهارات لفعل ذلك، كأن يطلب منك أحدهم رعاية حديقة منزله في سفره، ثم تبرعك بذلك وأنت لا تفهم في الأمر سوف يأتي بنتائج كارثية.
لا تخجل أن تقول إنني لا أعلم أو لا أفقه أو لا أملك الفرصة أو الوقت لمساعدتك، حتى لو أن الآخر لم يصدقك أو أبدى غضباً منك.
العربية نت