بين رئيس الوزراء معتز موسى وبين (صغار) المضاربين الميدان.. هو قال دون تحديد (الصغار) منهم .. لكنه يقصدهم.. ولن تموت الشجرة لو قطعت فروعها دون استئصال جذورها.. ونخشى أن تكون هي شجرة مسكيت.. تحتاج إبادتها لمصارحة رئاسة الجمهورية .
> ولا تعالج قضية تفاقم الغلاء يومياً بالصورة التي يراها رئيس الوزراء وزير المالية معتز موسى ..وهو يؤكد بحديثه حول المضاربات في العملة إنه لا يملك حل المشكلة بتاتاً.. و لا تستشرف حكومته أملاً في تجاوز مشكلة الزيادة اليومية للغلاء وسعر الصرف مهما عمل ..
> و معتز يقول بشأن المضاربات (الصغيرة) التي يعتبرها سبباً لتصاعد حدة الغلاء يومياً.. إن الميدان بينه وبين المضاربين.. ويقصد (المضاربين الصغار) خارج عشرات الشركات والمؤسسات الحكومية التي أصبحت بها الحكومة أكبر مستهلك للنقد الأجنبي بشهادة وزير المالية السابق الركابي .
> وهي المؤسسات التي تجنب الأموال العامة.. وإن سبب التضخم المتسبب في ارتفاع الأسعار يومياً هو تجنيب الأموال العامة .. ويخبركم الخبراء الاقتصاديين ماذا يفعل تجنيب الأموال العامة من خلال إنشاء مؤسسات حكومية للخدمات التأمينية والمصرفية والعلاجية والتعليمية.. يفعل في قيمة العملة الأفاعيل ..
> وهذا هو الميدان المفترض أن ينازل فيه رئيس الوزراء و وزير المالية رئاسة الجمهورية لاتباع كل هذه الشركات والمؤسسات إلى إدارته المباشرة كوزير مالية.. فلماذا لا تكون كل إيرادات الخدمات الحكومية المالية داخل الموازنة ..؟ لأن في ذلك فرملة لارتفاع الأسعار اليومي .
> لو يريد معتز أن ينازل في الميدان من يتسببون في الارتفاع اليومي لسعر الدولار و ازدياد الغلاء اليومي لغلاء الأسعار من أجل أن يعيد الأوضاع المعيشية على الأقل إلى التسعينيات في ظل اقتصاد الحرب والحصار وقبل استخراج النفط والذهب وقبل تدفق المنح والقروض.
: > بالفعل نريد من رئيس الوزراء أن ينزل الميدان.. ميدان الحسم من أجل كبح جماح الغلاء ..لكن ينازل من..؟ هذا هو السؤال.. هل منازلة صغار المضاربين الذين يتوفر لهم النقد الأجنبي في الصرافات بالسعر (الموازي) من احتياطي النقد عن طريق الاستهلاك الحكومي الفاحش.. دون منازلة مصدر المشكل الحقيقي هل هو الحل ..؟ كلا و الله.
> إن قافلة الغلاء تسير ..وقافلة ارتفاع سعر الصرف تسير .. والحكومة دون جدوى تظل تصرح .. وتخاطب وتناقش ..فهي تفعل ذلك مع غير الخبراء الاقتصاديين ..تفعله مع من لا يدركون جذور المشكلة.. مع من يتصورون الأمر مثلها..
> فمتى سيجتمع معتز مع الخبراء الاقتصاديين المختصين في الشؤون النقدية؟.. فهم أو مثلهم هم من أداروا اقتصاد البلاد بصورة جيدة في التسعينيات في ظل فواتير الحرب والحصار وقبل استخراج النفط والذهب، وقبل تدفق المنح والقروض.. ولم يكن رغم تلك الظروف القاسية مثل هذا الغلاء وبهذه السرعة الصاروخية..
> ففي تلك الحقبة رغم قسوة الظروف ما كانت البلاد تتضرر من أموال عامة مجنبة بعض بصماتها تظهر كغابات أسمنتية وسيارات فارهة فاحشة الثمن.. وما كانت تتضرر من سعر صرف تخفيضي يسمى السعر الرسمي يوفر للحكومة فرصة المضاربات عالية المستوى ورفيعة المستوى كما يحدث الآن .. فلا تقل بمنازلة صغار وحقار المضاربين في الميدان.. فالميدان يستحقه أولئك .
غداً نلتقي بإذن الله.
خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة