شمائل النور: الحكومة التي تفشل في توفير الوقود والخبز، لا تستحق صفة حكومة، سمها ما شئت

أدركوها.!
على مدى اليومين الماضيين تفاقمت أزمة الوقود وتبعاً لها زادت أزمة المواصلات حدة. مشهد المواطنين وهم ينتظرون المركبات العامة أو الخاصة لتقلهم إلى الوجهة التي يقصدونها أو حتى تقصير المسافة، مشهد محط للكرامة الإنسانية، مشهد هرولة الشيوخ والنساء خلف المركبات وعلى مدى شهور كافٍ لتقديم استقالة هذه الحكومة، هذا على أقل تقدير.
الحكومة التي تفشل في توفير الوقود والخبز، لا تستحق صفة حكومة، سمها ما شئت.

أمس نشر مواطنون متفاعلون في صفحات وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لبصات تتبع لقوات الشرطة، تحاول تخفيف زحام مواقف المواصلات، وهو تدخل نادر لحل الأزمة، ورغم أنه يمثل لفتة نادرة إلا أنه يعبر بل يشير إلى أن الأزمة مستمرة وسوف تطول، حينما تلجأ لحلول تبدو في صورتها تعاطفية أو تضامنية، يعني هذا أن لا حل قريب.

أن تضطر السلطات إنزال مركباتها لنقل المواطنين، هذا إعلان الحلقة الأخيرة، ثم، وماذا بعد أن تلحق بهذه المؤسسات الحكومية أزمة الوقود، ماذا بعد نفاد وقود الشرطة، هل تنزل مركبات الجيش والدعم السريع، وماذا أيضاً بعد نفاد وقودها.

قبل أيام اجتمع مدير جهاز الأمن مع والي الخرطوم، لبحث أزمة دقيق الخبز، والصورة كانت كافية لعكس حجم الأزمة. واليوم تضطر الشرطة لإنزال مركباتها، هذا وذاك خلاصته قاتمة، أنَّ الوضع بلغ مرحلة تنتظر صالح الدعوات.

حينما تنغمس أجهزة الدولة السيادية في متابعة الأزمات التي يفترض أنها صغيرة، هذا المشهد بقدر ما أنه ربما يرسل رسالة سياسية ذكية، إلا أنه بالمقابل محبط للغاية، حسناً إذا كان الأمن والشرطة باتت مهمتهما مراقبة توزيع الدقيق ونقل المواطنين، فلمن تسند المهام الكبرى.

لأسبوع ويزيد توقفت تماماً تلك التصريحات الرسمية التي ظلت على الدوام تحاول تخدير الرأي العام بأنَّ هناك عملاً يتم لتدارك الأزمة، والخشية كل الخشية أن يكون هذا الرصيد نفد هو الآخر.
أدركوها قبل الانفجار فلا تزال هناك فرصة.

بقلم
شمائل النور

Exit mobile version