بين الممثل الهندي شاروخان ودبي، علاقة خاصة، لا تكاد تحدها حدود، فلطالما عدّ نفسه ولا يزال بمثابة «سفير» لـ«دانة الدنيا»، ولا سيما بعد تقديمه سلسلة أفلام «كن ضيفي» القصيرة، التي أبدعها بالتعاون مع دائرة السياحة والترويج التجاري في دبي، وحازت إعجاب الجميع، وفي الوقت الذي أطلق فيه شاروخان العنان لفيلمه الأخير «زيرو» (صفر) للمخرج أناند أل. راي، كان قد انتهى من تصوير جزء ثالث من «كن ضيفي» سيرى النور قريباً، وفق ما قاله لـ«البيان» التي التقته أخيراً في فندق فيرساتشي الواقع في منطقة الخليج التجاري، حيث أكد عشقه لدبي وأنه لا يحاول أبداً إضاعة أي فرصة تقوده لزيارة دبي، مبيناً أن ما تمتلكه من قوة في البنية التحتية، وتطور تكنولوجي وتوافر شركات الإنتاج فيها، تشكل أسباباً مقنعة له لتصوير أفلامه فيها، مشيداً في الوقت نفسه بما تمتلكه من مواقع تصوير جميلة، منوهاً إلى أن دوره في «زيرو» كان من أصعب الأدوار التي شهدتها مسيرته السينمائية.
في «زيرو» يلعب شاروخان شخصية «قزم» يدعى «راج» المشغول طوال الوقت بالبحث عن الحب، ليجد نفسه مرتبطاً بفتاة، يرغب الجميع في الارتباط بها، لتختاره من بين العموم، من دون أن يكون مجبراً على تقديم أي شيء في مقابل ذلك. وفي الوقت الذي يتوقع فيه أن تبدأ عروض الفيلم الذي تولى تأليفه هيمانشو شارما، ويشارك في بطولته كاترينا كييف وأنوشكا شارما، في 21 الجاري، في الصالات المحلية، أطلق شاروخان حملة ترويجية خاصة بالفيلم، والتي لأجلها حل ضيفاً على دبي، التي كانت جزءاً من حكاية العمل، الذي يمكن اعتباره نقطة تحول بارزة في مسيرة الممثل الهندي، رغم ما حمله من صعوبات وتحديات كثيرة بالنسبة لشاروخان، كما جاء في الحوار التالي:
تجسيد شخصية «قزم» في فيلم «زيرو» كان تحدياً كبيراً بالنسبة لك، واستطاع هذا الدور أن يرهقك نفسياً وجسدياً، هل يمكن أن تحدثنا عن طبيعة هذه التجربة التي يتوقع النقاد أن تكون نقطة تحول في مسيرتك المهنية؟
بالفعل كان الدور صعباً للغاية، ويمكن تقسيم التحديات على جزأين، الأول يتعلق بالشق التكنولوجي وصناعة المشاهد وما تتطلبه من مؤثرات بصرية خاصة، وأعتقد أنه كان صعباً للغاية، كونه يتطلب تقليص الشخصية إلى النصف أو أكثر، بحيث يعكس واقع القصة، وهنا لعبت المؤثرات البصرية دوراً مهماً في ذلك. أما الشق الثاني فهو يتعلق بالأداء التمثيلي للشخصية، فقد كان يتعين عليّ دائماً أن أبقى حاضر الذهن، وأن أتخيل دائماً أنني شخص «قزم»، حتى أتمكن من تجسيد الدور وإتقانه، وهو ما فرض علي تحديات كبيرة، أرهقني نفسياً وجسدياً، لأن مثل هذه الشخصيات تتطلب خيالاً خصباً، واستيعاباً لحدودها، ولذلك كان عليّ دائماً التفكير في كل مشهد أقوم به، وفي كل جملة أقولها، بحيث تظل مرتبطة بنوعية هذه الشخصية وضمن حدودها، وهو ما أرهقني نفسياً، وخاصة أنه كان عليّ مراجعة كل مشهد أقدمه، وأحياناً كنت أظن أنني قدمت مشهداً جميلاً وصحيحاً، ولكن بعد مراجعته أكتشف أنه يحتاج إلى إعادة تقديم، والعكس صحيح.
أعمال أخرى
في الواقع أن المخرج أناند أل. راي، كان لديه نفس الرأي، وقد صرح أكثر من مرة أن الفيلم كان صعباً وأنه تسبب في إرهاقك، فما تعليقك على ذلك، وكيف تصف التعاون مع المخرج وتوقعاتك للفيلم؟
فكرة فيلم «زيرو» هي للمخرج أناند أل. راي، وقدمها لي قبل 3 سنوات، حينها كان ردي عليه واضحاً، بأنه «سيكون صعباً للغاية علي، وسيكون مكلفاً»، ولذلك طلبت أن نقوم بتنفيذ أعمال أخرى مختلفة، وقد أبدى سعادته لذلك، مؤكداً لي عزمه تنفيذ الفيلم رغم ما فيه من صعوبات وتكلفة، وأعتقد أن المعرفة بحجم الصعوبات والقناعة بوجودها، قد زاد من وتيرة الحماس ليس لدى المخرج فقط، وإنما على مستوى فريق العمل بالكامل، وهو ما أرى أنه كان أحد أسرار نجاح الفيلم، الذي استغرق معنا وقتاً طويلاً في عمليات التصوير والتنفيذ، والمونتاج.
خصوصية
مواقع دبي كانت جزءاً من تصوير مشاهد الفيلم تحديداً، كيف تصف تجربتك فيها، رغم أنها لا تعد المرة الأولى لك فيها؟
بالفعل، هذا الفيلم ليس تجربتي الأولى في دبي، فقد سبق أن صورت فيها نحو 4 أعمال من بينها مشاهد من فيلم «رئيس» وكذلك «هابي نيو يير» الذي كانت تقريباً كل مشاهده في دبي التي أفضل التصوير فيها، بسبب ما تمتلكه من تكنولوجيا حديثة، وكذلك بنية تحتية قوية، إلى جانب توافر شركات الإنتاج المختلفة، ومواقع التصوير الجديدة والجيدة، وتنوع أصناف الطعام، والثقافات، وبتقديري أن كل ذلك يمهد لأن تكون دبي موقعاً مهماً بالنسبة لي.
ولتجربة تصوير «زيرو» في دبي خصوصية أكثر، حيث تم السماح لي، بالتصوير في مركزين للتدريب الرياضي، أحدهما خاص بسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وهو ما عزز من جاذبية الفيلم.
ترتبط مع دبي بعلاقة خاصة جداً، ولديك الكثير من المعجبين فيها، فما سر تلك العلاقة؟
نعم لدي علاقة خاصة مع دبي التي أعدّها بيتي الثاني، حيث أعيش فيها، وأطفالي كبروا وتربوا في أحضانها، كما لدي بيت فيها، ولذلك أحب كثيراً زيارة دبي، وكلما أتيحت لي الفرصة لأن أتواجد فيها لا أتأخر أبداً، فضلاً عن قربها من الهند، حيث لا يتطلب الأمر أكثر من ساعتي طيران.
في المقابل، نعرف جميعاً أن للأفلام الهندية حضوراً ومكانة خاصة في المجتمع المحلي وكذلك المجتمعات العربية بشكل عام، والهند ودبي ترتبطان بعلاقة خاصة، ومن خلال تجربتي هناك قصص كثيرة تحدث في هذا المجال، وهناك تبادل كبير في الزيارات والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية، وبالنسبة لي يعجبني كثيراً هذا العمق في العلاقة بين الهند ودبي، وخاصة من الناحية الثقافية، التي تستطيع أن تمهد لأي شيء مستقبلي، كما أن ذلك يدعم بلا شك تواجد وانتشار الأفلام الهندية في الإمارات.
صحيفة البيان