انفجار طائرة مروحية وسقوط الفضائيات السودانية

1) حرصت على متابعة تغطية الفضائيات السودانية لحادث سقوط الطائرة المروحية التي كانت تقل والي ولاية القضارف ميرغني صالح صباح أمس (الأحد)، إثر انفجار طائرة كانت تقله ووزير الزراعة الولائي، ومدير مكتبه ومدير الاستخبارات العسكرية ومدير الشرطة بالإنابة وعدد آخر من أعضاء حكومته، في زيارة لهم إلى منطقة القلابات المتاخمة للحدود السودانية الإثيوبية. رحمة الله عليهم جميعاً.
> تعاملت الفضائيات السودانية مع الحادث على طريقة التيمم في وجود الماء، كما كان من تلفزيون السودان القومي الذي قطع برمجته تحت مسمى (غرفة المتابعة) دون أن تكون هناك متابعة او خدمة يقدمها التلفزيون القومي للناس، وقدم التلفزيون القومي فاصلاً من المدائح النبوية مع إشارة عن طريق (خبر عاجل) لحدث وقع قبل أكثر من 4 ساعات دون أن يذكر التلفزيون القومي تفاصيلاً للحادث، مع أن شبكة مراسلي التلفزيون القومي ينتشرون في كل البقاع، ولا أثر لهم إلّا في تغطية الدورة المدرسية او مهرجانات التسوق والسياحة، أما في مثل هذه الأحداث، فإن التغطية المهنية والشاملة ننتظرها من قناة الجزيرة وقناة العربية والقنوات العالمية الأخرى.
> تلفزيون السودان اتصل بأحد المسؤولين في ولاية القضارف بعد أكثر من 4 ساعات من وقوع الحادث ليسأله عن تفاصيل الحادث بحسب موقعه، فقال المسؤول في اتصال التلفزيون القومي الهاتفي معه إنه لا يعرف شيئاً عن الحادث وربما لم يسمع به بعد.. لتغلق مذيعة التلفزيون القومي الهاتف مع المسؤول وتخرج لفاصل لا علاقة له بالحادث.

(2)
> قناة النيل الأزرق اكتفت بشريط إخباري أسفل الشاشة، عن سقوط الطائرة وواصلت في برمجتها المعتادة، إذ كانت تقدم في ذلك التوقيت برنامج (البحث عن هدف) مع عضو مجلس المريخ علي اسد.
> والقناة لا تعلم أن الهدف الحقيقي لها في مثل هذه الأحداث أن تقدم تغطية لهذه الأخبار..فلماذا تبحث القناة عن هدف مع (علي اسد) وتترك مثل ذلك الحدث الذي يعتبر الهدف الأهم لمشاهد القناة في تلك الأثناء؟!.

> قناة الشروق ربما كانت القناة الوحيدة التي قطعت برمجتها بصورة مباشرة وانتقلت الى ولاية القضارف مع مراسل القناة في الولاية لينقل الحدث من منزل الوالي الراحل ميرغني صالح، ولهذا فإن قناة الشروق وطاقهمها الإخباري يستحق التقدير على ذلك النذر المقدم من التغطيات لمثل هذه الأحداث التي تتواجد فيها القناة بصورة دائمة ومستمرة.

(3)
> قناة سودانية 24 كانت تغرد خارج السرب، فقد كانت القناة تقدم أثناء وقوع الحادث او أثناء تغطية بعض القنوات للحدث برنامجاً للمذيعة آلاء مبارك (أعرف أكثر) وهي غائبة عن حدث يريد الناس أن يعرفوا عنه أي شيء..ثم قدمت القناة بعد ذلك البرنامج، برنامج (الضوء الأخضر)، ولم تفرد القناة أي حيز لذلك الحدث، واكتفت بخبر عادي ضمن الشريط الإخباري للقناة الذي يأتي تحت عنوان (أخبار سياسية) وهي تقول: أنباء عن تحطم طائرة مروحية تقل والي ولاية القضارف وعدد من مرافقيه وأعضاء حكومته قرب القلابات).

> بهذا الخبر، ودون حتى أن تعنونه بخبر عاجل، بل اكتفت القناة بـ (أنباء عن تحطم طائرة)، وكأن هذه الطائرة تحطمت في المحيط الهندي او تحطمت في منطقة مجهولة.
> يتحدثون عن (أنباء) لخبر لم يعد مجهولاً ولا هو ضرباً من الخيال..إذ تجود تفاصيله في الكثير من المواقع.
> ثم ذكرت القناة بعد الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر في خبر عاجل: (استشهاد والي القضارف ميرغني صالح وخمسة من مسؤولي الولاية في حادث تحطم طائرة).
> القناة التي ترفع شعار (بلد في شاشة) لم يكن لها وجود في ذلك الحدث رغم اهتمامها الكبير بالاحداث السياسية.
> أعرف أن الحدث سوف يعطى حيزاً كبيراً في برنامج (حال البلد) الذي تكرس كل القناة وتختزل فيه.
> مثل هذه الأحداث الفجائية تبقى هي الاختبار الحقيقي لاكتشاف قدرات القناة وعبرها يمكن أن يحدث التنافس والتميز.
> لا يعقل حدث مثل أن تنتظر به القناة برنامج (حال البلد) لتقدم تغطية عنه، وهي تشكل غياباً تاماً عند وقوعه.

(4)
> انفجرت طائرة مروحية هذه حقيقة لكن الفضائيات السودانية هي التي سقطت بعد هذا الانفجار.
> و»إنا لله وإنا إليه راجعون».

محمد عبدالماجد
الانتباهة

Exit mobile version