الفرصة.. من ينتزعها؟
لم يحدثْ طيلة السنوات الماضية أن سيطر الإحباط بين الناس لهذه الدرجة، ربما لأنَّ الضائقة تضيق كل يوم ولا حل يلوح في الأفق…وكل يوم يمر نغرق أكثر ويتلاشى الأمل في الذين يتسيدون المشهد، حكومة ومعارضة.
لكن رغم ذلك لا تزال البلاد في بر آمن ولا تزال هناك فرصة، تحتاج لمن يملك الشجاعة والمغامرة لينتزعها..على أقل تقدير نحن لم نصل مرحلة الانفجار لكننا أوشكنا، الآن الانفجار لم يصل الشارع لكنه على أعتابه.
لم ألمس سخرية وفقدان ثقة في كل القيادات السياسية الحالية مثل ما يحدث الآن، وكأنَّ الجميع يمضون في طريقهم بلا هادٍ.
غياب موجع للمعارضة التي لم يكلف حزب واحد من أحزابها نفسه ليصدر بياناً بشأن مجزرة الدستور التي بدأت ملامحها، أما الأزمة الاقتصادية والطحن الذي يتعرض له المواطن يومياً، فيبدو أنَّها غير معنية به، فبعضها فرح منتشٍ ويرقص والبعض الآخر غير مبالٍ.
هل ما يحدث الآن وما سيؤول إليه الوضع، مسؤولية الحكومة وحدها، لا، الحكومة والمعارضة والشعب، صحيح أنَّ السلطة تتحمل المسؤولية الأكبر لكن أن يصل الحال مرحلة تمزيق كرامة الناس وتسول أموالهم وتسول وسائل النقل وتسول أي شيء، هنا المسؤولية تقع على الجميع، تمادي السلطة في إهانة مواطنيها بكل السبل، لا ينبغي أن نرمي اللوم فيه على السلطة وحدها.
الأزمة الاقتصادية باتت هي المستقر الثابت وكلما مر يوم ازدادت حدة، ما يعني أنَّ الحديث المكرر عن أنَّ هناك حلولاً وشيكة ليس إلا دعواتٍ للسماء، بينما الواقع أنَّ أيدي الجميع مكتوفة، بل حتى حديث الوعود الكاذبة لم يعدْ موجوداً لأنَّ صلاحيته انتهت وأنَّ الوضع استقر على هذا الحال.
قبل فترة طالب بعضهم باستقالة وزير المالية، الذي ذهب أصلاً، بحجة أنَّ الميزانية “فارقة” لكن حديث الوزير الذي جاء فيه، أنَّ حكومته جلست إلى أية جهة وعدت بالمساعدة لحل الضائقة الاقتصادية كذباً كان أم جداً، كان كافياً لكشف الفعل الرسمي إزاء الأزمة، حيث لا فعل والجميع في الانتظار أن تعطف عليهم بعض الدول.
الحلول تجاوزتْ مقاس وزير مالية أو رئيس وزراء، الآن الوضع فقط يحتاج لمغامرة شجاعة لانتزاع آخر فرصة.
بقلم
شمائل النور