نص اتفاق ما قبل التفاوض الموقع أمس الاول ببرلين بين الحكومة وحركتين مسلحتين بدارفور، على التوصل لاتفاق وقف عدائيات لدى استئناف المفاوضات بالدوحة في يناير القادم. وعند بدء هذه المفاوضات ستكون الأولى من نوعها بعد أن رفضت حركتا تحرير السودان والعدل والمساواة بقيادة مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم التوقيع على اتفاق الدوحة لسلام دارفور في يوليو 2011م. ومازالت حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور ترفض الحوار مع الحكومة. وبحسب نص اتفاق ما قبل التفاوض فإن الطرفين يقران الدخول في مفاوضات حول القضايا الجوهرية لدى توقيعهما على الاتفاق، على أن يسبق المناقشات اتفاق لوقف الأعمال العدائية.
وشدد على أنه في سياق مفاوضات وقف إطلاق النار يتفق الطرفان على معالجة القضايا المعلقة ذات الصلة بوقف العدائيات. ودرجت الحكومة وحركتا مناوي وجبريل على تجديد وقف لإطلاق النار قبل حوالى ثلاث سنوات، كما نص اتفاق ما قبل التفاوض على أن تكون المفاوضات بين الحكومة وحركة العدل والمساواة وجيش تحرير السودان، على أن يتم السماح لأية أطراف إضافية بموافقة جميع الأطراف الثلاثة. وسمى الاتفاق بطلب من الطرفين ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة والنرويج وفرنسا والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وهيئة (إيقاد) أن يكونوا مراقبين أو ضامنين لأي اتفاق يتم التوصل إليه، وعدّ وثيقة الدوحة للسلام في دارفور أساساً للمفاوضات المستقبلية شريطة أن تكون جميع القضايا التي تعتبرها الحركات ذات دور فعال لأي سلام مستدام ودائم مفتوحة للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق، وأن جميع الأطراف تتفق على إنشاء آليات تنفيذ جديدة ومستقلة، والتفاوض بشأن طرائق هذه الآليات.
وتقود مجموعة حركات مسلحة بإقليم دارفور تمرداً ضد الحكومة المركزية في الخرطوم منذ عام 2003م.
وفي ذات السياق قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في بيان له إن الاتفاقية التي توسطت فيها ألمانيا تضع الأسس لاستئناف مفاوضات السلام الرسمية في إطار وساطة قطر، وأشار إلى أن اتفاق ما قبل التفاوض يأتي تتويجاً لنحو عامين من الوساطة غير الرسمية بين الحكومة وحركتين مسلحتين بدارفور قادتها وزارة الخارجية بدعم من مؤسسة (بيرغوف)، وقال ماس: (في وقت مبكر من يناير 2019م ستبدأ مفاوضات قطر الرسمية في الدوحة وقد وافق الطرفان أيضاً على ذلك)، وأبدى الوزير سعادته بنجاح مسار برلين في إعادة فتح مفاوضات السلام الرسمية وإظهار جميع الأطراف استعدادها لتقديم تنازلات، وحث جميع الأطراف على مواصلة المشاركة البناءة في عملية السلام.
ومن جانبه قال وزير الدولة رئيس مكتب سلام دارفور مجدي خلف الله إن وزارة الخارجية الألمانية التي أشرفت على التفاوض الذي أفضى لاتفاق برلين بدعم من مؤسسة (بيرغوف) الألمانية تشير إلى الاهتمام الدولي بهذا الشأن، وأكد خلف الله في تصريح لوكالة السودان للأنباء أن كافة الجهات أكدت منح الثقة الكاملة لدولة قطر وهي الراعي الوحيد والمشرف على المفاوضات، وتابع قائلاً: (إن ما تحقق من اتفاق والتأكيد على تسليم راية الملف لدولة قطر يعد خطوة مهمة في عملية تحقيق السلام في دارفور، وأن ذلك وضح جلياً في الاهتمام الدولي الذي حظي به الحدث وحضور ممثلين للاتحاد الأوروبي والنرويج والمملكة المتحدة وفرنسا للتوقيع. وجدد موقف السودان الثابت بأن التفاوض السلمي هو الأداة الفعالة والنافذة والمثالية ليس لفض النزاعات فقط بل وإيجاد الحلول الناجعة لها أيضاً، ونوه بأن التوقيع على اتفاقية ما قبل مفاوضات الدوحة بمباني وزارة الخارجية الألمانية واستئناف المفاوضات تحت الإشراف والوساطة القطرية سيصل بالمفاوضات إلى غاياتها.
وأعلن أن اللجنة الدولية لمتابعة إنفاذ سلام الدوحة ستلتئم بالأحد المقبل بفندق كورنثيا بالخرطوم بحضور الوسيط المشترك الأممي ومبعوث وزارة خارجية قطر لدارفور والشركاء الدوليين الآخرين إضافة لكافة أطراف وثيقة الدوحة.
صحيفة الانتباهه.