الطلاق تجربة مريرة لكل أنثى تجبرها الظروف للانفصال عن زوجها وتَصعب العودة مَرّةً أخرى، ولأن المُجتمع لا يحرم، يبدأ التفكير في خوض تجربة جديدة لتحمي نفسها وأُسرتها لتبقى التجربة الثانية فُرصة أُخرى للحياة وحُلُماً اضطرارياً لأنثى نُصبت لها المحاكم من قِبل المُجتمع بسبب انفصالها وأصبحت في نظرهم مذنبة بجرم حَلّله الله تعالى، تلك النظرة تنعكس على حياتها بشكلٍ سلبي بمعنى أنّها تبحث في الخوض عن تجربةٍ أُخرى قبل التفكير في خوض تجربة ثانية ربما تكون أيضاً فاشلة ولا يُكتب لها النجاح.
(1)
نجلاء انفصلت عَن زوجها بعد أن استعصت الحياة بينهما بسبب الخلافات التي لا تنتهي وكَانت لأُسرة زوجها الضلع الأكبر بها فاختارت الطلاق ليكون آخر المطاف لنزاعات عانت منها كثيراً، ولكن الظروف هزمت نجلاء وأصبحت عَاجزةً عن مُواجهتها وهي أم لثلاثة أطفال فآثرت تكرار التجربة مرةً رغم اعتراض الأهل، نجلاء كشفت في حديثها لـ(كوكتيل) أنّها قرّرت خوض التجربة مَهما كانت النتائج، فهي تبحث عن فُرصة أُخرى للحياة وبالفعل تمّ عقد قرانها على زميلها بالعمل ومضت أكثر من ثلاثة أعوام لزواجهما وما زالت تعيش في رغدٍ معه برفقة أطفالها.
(2)
شكّت لمياء من نظرة المُجتمع للمُطلقة دُون أن يقفوا على الأسباب التي أدّت إلى طلاقها، لكنها أكّدت أنّها لم تكترث لأحاديثهم، بل قرّرت خوض التجربة مرة أخرى رغبة للعيش في هُدُوءٍ رغم تخوفها من نظرة بعض الرجال الذين يرفضون الاقتران بمُطلقة، لكن ابتسم لها الحظ وعاشت استقراراً بعيداً عن ظُلم التجربة الأولى، لافتةً إلى أنّ المُطلقة من حقها أن تتزوّج مرّة واثنين بحثاً عن الاستقرار النفسي وحياةٍ كريمةٍ.
(3)
أين المُشكلة في خوض تجربة جديدة بعيداً عن الأولى، هكذا ابتدرت خنساء حَديثها، لافتةً إلى أنّه حَال فشل استمرارية الاستقرار يجب الانفصال، ولها الحق أن تَتَزَوّج عسى أن تكون الزيجة الثانية ناجحةً ومُثمرةً، مُؤكِّدةً أنّ كُل أُنثى عاقلة يجب عليها الاستفادة من الفُرصة التي تَأتي إليها ولا تلتفت إلى الوراء فهي طبيعة الحياة، لذا يجب أن نُدير حياتنا بحكمةٍ بعيداً عن أحكام المُجتمع الذي لا يرحم، ويجب استكمال حياتنا كما نحب، وقالت إنّ الطلاق لا يُعتبر وصمة عَارٍ أو نقطة سُوداء، لذا يجب مُواجهة المُجتمع بتجربةٍ جديدةٍ تحمل أحلاماً وواقعاً أفضل على أن لا تترك التجربة الأولى آثارها السالبة في حياتنا.
الخرطوم: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني