هل يسبب البرد فعلاً الزكام؟ هذا ما يقوله الأخصائيون

لعدة قرون، تسببت أسطورة علاقة البرد بالزكام في إصرار الجدات على أن يجلس الأطفال بعيداً عن النوافذ، وارتداء الكثير من الملابس والقبعات، وتجنب الخروج إلى الشارع قبل أن يجف الشعر. لكن إذا كانت هذه مجرد أسطورة، فلماذا تزداد الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا في الشتاء؟

بحسب ورقة نشرها موقع “هيلث لاين” وراجعتها أخصائية التمريض، ديبورا ويثرسبون، ليس الطقس البارد من يجعلك مريضاً بل الجراثيم، إذ يجب أن تكون على اتصال مع فيروسات الإنفلونزا للإصابة بنزلة برد.

البرد بريء

الناس الذين يعتقدون حقاً أن الطقس البارد يسبب الأمراض المعدية قد لا يفهمون كيف تؤثر الجراثيم على الجسم. على الرغم من أهمية الحماية من درجات الحرارة القصوى لأسباب أخرى، إلا أنها ليست سبباً للمرض.

ووجدت الأبحاث في جامعة جورج واشنطن أن الصغار هم أكثر عرضة للاعتقاد بأن الطقس البارد يسبب المرض. وهذا يعني أن الأطفال قد لا يفهمون أفضل طريقة لمنع المرض من الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا.

وتتزايد الفيروسات القرنية في الربيع والخريف، لكن فيروسات الإنفلونزا تتفوّق في الشتاء.

لكن ما علاقة المرض بالبرد والشتاء؟

بينما لا يمكن أن يكون البرد هو السبب الوحيد، هناك علاقة بين البرودة والمرض: فقد يساهم الهواء البارد في الحالات التي تؤدي إلى المرض.

فمثلاً من المحتمل أن تنتشر بعض الفيروسات في الطقس البارد، إذ يتكاثر فيروس Rhinovirus (سبب نزلات البرد) بشكل أفضل في درجات الحرارة المنخفضة، مثل تلك الموجودة في الأنف (33 إلى 35 درجة مئوية)، مقارنة بدرجة حرارة الجسم الأساسية (33 إلى 37 درجة مئوية).

ومع ذلك، وجدت إحدى الدراسات أن الجسم قد لا يقاوم الفيروس إذا تم خفض درجة الحرارة في الأنف والمجرى الهوائي العلوي بسبب البرد في البيئة.

وتؤكد بعض الدراسات أن فيروس الإنفلونزا هو الأكثر استقراراً في درجات الحرارة الباردة والجافة. ومع ذلك، تظهر دراسات أخرى أن المرض ينتشر أيضاً في المناخات الرطبة الدافئة. هناك عوامل أخرى قد تُؤثر على الاستجابة المناعية وتشمل التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة أو تأثير الدورات المظلمة والضوء.

لكن خلاصة القول هي أن البرد لا يسبب المرض، على الرغم من أن الطقس أو عوامل أخرى قد تضعف قدرتك على محاربة المرض.

الهواء الجاف مشكلة

يزيد الهواء الجاف المرتبط بالتدفئة المركزية سهولة وصول فيروسات البرد والإنفلونزا إلى ممرات الأنف الجافة. الهواء الجاف الداخلي نفسه لا يصيبك بالمرض، ولكنه قد يلعب دوراً في ترك قطرات العطس في الهواء على قيد الحياة وازدهارها.

ووفقاً للمعهد الوطني للصحة في بريطانيا، يسمح الهواء الشتوي الجاف لفيروس الإنفلونزا بالبقاء ونقل نفسه. وتشير الأبحاث الإضافية للمعهد إلى أن طلاء فيروس الإنفلونزا يصبح أكثر صلابة في درجات الحرارة القريبة من التجمد، مما يجعله أكثر نشاطاً، وأكثر مرونة، ويسهل نقله في الشتاء.

الاحتماء من البرد ضروري

من المحتمل أن كونك بالخارج في الطقس البارد يثبط قدرة المخاط والشعر الأنفي على العمل.

ومن المحتمل أيضاً أنه عندما تعود إلى الداخل حيث غرفة بها نوافذ، وتغلق النوافذ، وينتقل الأشخاص إليها، فمن المرجح أن يتعرضوا للجراثيم. فمع عودة الناس إلى الكلية، والمدرسة، والعمل في الخريف، تجد الفيروسات الظروف المثالية للقفز من مضيف إلى آخر، حتى قبل أن يصبح الطقس بارداً.

يُذكر أن انخفاض حرارة الجسم حالة طارئة تتطلب رعاية طبية فورية. تحدث هذه الحالة عندما يفقد جسمك الكثير من الحرارة. يمكن أن ينتج من التعرض لعوامل الطقس شديدة البرودة.

ويمكن أن يسبب التعرض لدرجات الحرارة الباردة ارتعاش المتجولين والمشردين والشباب والشيوخ، وحتى فقدان وعيهم. لذا قد تواجه مشكلاً صحياً بعد التعرض للكثير من الرياح أو المطر، والغرق في العرق أو الماء، وعندما يخسر جسمك الكثير من الحرارة.

العربي الجديد

Exit mobile version