في وسط الخرطوم بالتحديد غرب مجمع الذهب بالسوق العربي، عند الجانب الشمالي من عمارة الضرائب، يقع زقاق الـ(C D) هو أحد الأسواق القديمة التي تهتم بالمستلزمات النسائية بمختلف الأعمار. بدأ السوق بشكله الحالي منذ عام 2001 عندما اضطر عدد من الفريشة الذين كانوا يبيعون بعض الملابس النسائية مقابل مجمع الذهب للانتقال إليه، نتيجة لكشات المحلية التي لم ترحمهم بمصادرة بضاعتهم وتغريمهم بمبالغ لا طاقة لهم بها. وفي إحدى المرات علم محمد جمعة وهو أحد مؤسسي CD أن الدكان المستأجر لأحد تجار الأقمشة قد أُخلي، فقرر أن يتكلم مع مالكه الذي رحب بالفكرة، لكن المبلغ كان فوق استطاعته، لذلك جمع عدداً من أصحابه الفريشة ليخبرهم أن الدكان سيحميهم من الكشات المحلية، ومن هنا جاءت فكرة الأمتار التي أخذها فيما بعد التجار الصغار بأسواق العاصمة حتى يخففوا من حمل الإيجار الغالي.
ويعتبر (إسماعيل حميد، عصام ود اللواء، ربيع عبد الغني، وردي أبكر، الطيب الأمين، كابو، جمعة علي)، مؤسسي سوق الـ CD .
(1)
بدأ محمد جمعة حديثه لـ(سوداني) قائلاً إن فكرة الأمتار تقوم على أن يتفق عدد من التجار الصغار على استئجار دكان ويتقاسمون الإيجار، وكان في السابق يبلغ (جنيهين ونصف على 8 أفراد) وأصبح الإيجار في ارتفاع متزايد، فكان يجمعهم دكان واحد، وبدأوا في جلب البضائع من السعودية بكميات كبيرة تناسب التوسع الذي حدث لهم بعد أن افتتحوا مكانهم الخاص، مبينا أن السوق العربي في عام 2001 كان به دكاكين بسيطة حيث كان بجوارهم عطارة البربري ومحلات بيع الأقمشة، فبدأوا في تنظيم الدكان بشكل يسع الجميع حيث يقف بعضهم في ذاك المكان الذي بدأوا فيه عند مجمع الذهب حتى يعرف الزبائن مكانهم الجديد، وكانوا يشترون البضاعة من تجار الشنطة، وهم تجار يجولون في الدول العربية، ويجلبون الملابس النسائية ويبيعونها للتجار الخرطوم، حيث تكون بماركات عالمية ومواصفات جيدة، غير التي تأتي خصيصاً للسودان، موضحاً أن الفتيات في الجامعات والتجار عرفوا من الـ CD الماركات العالمية، ومنها انتقل إلى الأسواق الأخرى في بحري وأم درمان.
(2)
فيما أفاد محمد جمعة، أن بضاعة الشنطة علّمتهم تنسيق الألوان، وقال: (كنا نطقّم البلوزة مع الإسكريت، ونعرضه على باب الدكان)، فيما أوضح أن الملابس التي تأتي من القاهرة هي إعادة تصدير وليست ملابس جديدة كما يعتقد البعض. ولفَتَ جمعة إلى أن الملابس التي تأتي من السعودية ماركات عالمية مخصصة للسعودية، لكن ارتفاع الدولار في البلاد في الآونة الأخيرة إضافة إلى تكلفة الاستيراد أديا إلى رفع أسعار الملابس.
(3)
وكشف جمعة أن سعر البلوزة بما فيها الشفون والتيشيرات وصل إلى 200 – 350 جنيها أما فساتين فقد تراوحت أسعارها بين 250 و300 جنيه أما التونكات فإنها من 300 إلى 350 جنيها، لكن البناطلين بين 500 و700 جنيه، فيما رد محمد جمعة مؤسس أسواق الـ CD أنهم ليسوا سبباً في التقليعات الجديدة التي نشاهدها في بعض ملابس الفتيات، مبينا أن “الجيل الحالي من البنات يدرك الموضة، ويطلبها من الفيسبوك، وفي بعض الأحيان تُطلب منا عندما نذهب إلى الخارج، لأنهن شاهدنها عبر النت أو المسلسلات لذلك لم نكن سبباً في الخروج عن التقاليد السودانية الأصيلة”.
تقرير: أميرة صالح
صحيفة السوداني