لو إسرائيل تعاملنا الآن مع الزيارات المدهشة منها و إليها بمثلنا الشعبي ( سهر الجداد ولا نومو )فإن أكثر من البرلمان هو الشارع السوداني وهو الدولة العميقة الحقيقية ..وهو من يقرر لو كان يريد تطبيعا مع اليهود أو لا ..فحتى الآن اللاءات الثلاث هنا في الشارع السوداني بذات فعاليتها ..تريدها الدولة العميقة هذي منذ صيحة المحجوب .
> وحتى التطبيع يا مسكين ..مصطلح تجاوزته دولة اليهود ..وقالت بإمكان مسؤوليها أن يجنوا الثمار بعلاقات تقام دون إعلان كلمة (التطبيع) فهي لو كانت ضرورية في السبعينات والثمانينات .. فالوضع الإقليمي الآن يجعل دولة اليهود مثل دول المنطقة ..لا تحتاج إقامة العلاقة معها إلى مؤامرة تطبيع.
> واليهود هم أمهر من يخدم قضية باطلة .. هم أخبث من يناور لجس النبض .. وهم لو يروا أن من تقبلوهم الآن سرا وعلانية كمرحلة سابقة لإعلان العلاقة وتبادل السفارة معهم أفضل من السودان .. فليكتبوا أفضل في ماذا ..؟ وحتى النظام الديمقراطي في تركيا اليوم يبحث عن التخلص من تطبيع مع اليهود موروث .. وقد رأيتم كيف خرج السفير الإسرائيلي من أنقرا غاضبا.ً. فما حاجة تركيا إلى طائفة اليهودي أتاتورك ( الذي هو من يهود الدونمة) بعد التحول الديمقراطي المستدام وإتاحة الفرصة لقرار الأغلبية.؟
> في السودان بخيره وشره السياسي يبقى قرار التطبيع عند الشعب قبل الحكومة .. فلسنا كشعب نخضع لاستعباد واستبداد حكام ينتهكون حقوق الإنسان ويكفرون بالديمقراطية وحرية التعبير ..وفرض التطبيع مع اليهود بالقوة السلطوية والبطش والسجن من انتهاكات حقوق المواطنين .. كما حدث وسيحدث.. ولن تجد مواطنا هناك سيقول (بغم)، لكن الشعب السوداني الحر هو سيد (البغم) ذاته .
> ومهارة اليهود في تسريبات يطلقها موقعهم الالكتروني (مكان)تأتي بعد زيارة إدريس ديبي بتوجيه فرنسي ممزوج بوعد الدعم إلى دولة الاحتلال اليهودي في فلسطين .. ليوحي بأن الوقت للتطبيع مع الذي هو أعلى منكم والذي هو أدنى ..لكن بأية معايير توجه الإهانة اليهودية إلى تشاد الشقيقة الحبيبة .؟
> ومن مهارة اليهود لخدمة القضية الباطلة ..أن زار نتنياهو رئيس وزراء العدو سلطنة عمان خدمة للمؤامرة الإيرانية في اليمن وغيرها ..ولو تتابع هل استنكرت إيران الزيارة ووظفتها لصالح خطها .؟ هل استنكر حزب الله اللبناني حليف إيران الزيارة ووظفها حسن نصرالله في خطابه المعادي للخليج .؟ هل استنكرت جماعة الحوثي المدعومة من ايران والتي ترفع شعار الموت لأمريكا وإسرائيل عاليا .؟ كلا ..كلا ..كلا.
> ذلك لأن الحلف الحقيقي الفعال التأريخي الحتمي يضم إسرائيل وإيران والحكومة السورية ..لكنك تحسبهم شتى ..إلا أن سياستهم تجاه المنطقة واحدة ..هي امتصاص ثرواتها وتجهيل شعوبها لهذا الغرض و فتح أسواق السلاح فيها بإشعال الحروب .. لتحسب المغفلين جميعا وقلوبهم شتى.
> لكن ماذا سيستفيد الاحتلال اليهودي من السودان وماذا سيستفيد منه السودان .؟ هل لديك معلومات .؟ طبعا لا ..إذن السودان حكومة وشعبا ومعارضة وتمردا لا يستطيع أن يقدم مبررا واحدا للحاق بركب التطبيع مع أقذر خلق الله على الإطلاق ..مع من حرم الله عليهم إقامة دولة وحكمها بشهادة حاخاماتهم، فهم كطائفة لا يملكون سيادة على أرض في الدنيا .. وإن كنا نعلم ذلك قبل شهادات حاخاماتهم ..
> واليهود أنفسهم ..بماذا سيفيدهم السودان ..؟ هم أنفسهم يزهدون في التطبيع مع الخرطوم حتى لو التزموا بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة القديمة والجديدة بشأن الحقوق الفلسطينية.
> ولو كان هذا القرار هو قرار الشعب السوداني ..وهو محسوم، فلا داعي أن ينبري حزب أو حكومة للرد على تسريبات اليهود التي تهدف إلى تأليب الشعب على الحكومة .. فالأمر ليس مثل قضية شح الخبز أو الوقود.. فللشعب هنا القضية أكبر ..وسترون.
غداً نلتقي بإذن الله.
خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة