كاتبة من تونس تكتب: عن د. أنور دفع الله المرشح لرئاسة السودان

أنا مترجم إذن أنا أستطيع أن أغَير العالم
عادة عند الحديث عن موضوع يتعلَق بعلوَ الهمَة و التَفاني و التَضحية وعظمة النَفس والإيثار نضرب كمثال كلَا من غاندي وتشي غفارا و نيلسون مانديلا وبيل غيتس . لكنني في ذلك اليوم في درسي عن أهمية العمل الجدي والمثابرة واختيار الأشخاص الذين يحيطون بنا في تحقيق ما نرنو إليه من أهداف ذكرت لتلاميذي اسما عربيا فالعظمة ليست مناطة بالهند أو جنوب افريقيا أو أمريكا اللاتينية أو أوربا. كما أن العظمة لا تقاس بما يتعرَض له المرء من شدائد و صعاب ففي الرخاء أيضا تتجسد عظمة الأشخاص وذلك بقدرتهم على العطاء و التشارك.
لقد ذكرت اسم أنور دفع الله. هو سوداني الجنسية ولكنني أستطيع القول أن صيته تجاوز حدود السَودان. عرفته كمترجم سنة 2010 ثم كمهندس حاسب آلي فمترشح لرئاسة السودان لسنة 2020 عن حملة أمل.

ليس أنور دفع الله مترجما عاديا فلقد كرس معرفته والكثير من وقته و جهده لترجمة و مراجعة العديد من المحادثات التابعة لتاد توك وهي سلسلة من المؤتمرات العالمية التي تهدف لتعريف و نشر الأفكار الجديدة والمتميزة للعالم شعارها “أفكار تستحق الانتشار” وهو في الحقيقة شعار أنور دفع الله أيضا فهو على حد عبارته “مهووس ” بنشر الأفكار و التوثيق ” ∙و لقد فاز هذا المترجم النشيط جدا بلقب ” أفضل مترجمي تاد ” من بين 8000 مترجم متعاون بترجمته أكثر من 720 محادثة كما أنه قدم العديد من البحوث و الأوراق العلمية في العديد من المؤتمرات العالمية ليتم تكريمه لعمله الجدي و التزامه في أمريكا و هولندا و ألمانيا∙

ولد هذا الرجل في 23 جانفي من سنة 1978 بمدينة بورتسودان ، البوابة الشرقية للسودان التي عاد إليها من جديد بعد إقامته سبع سنوات في كوريا الجنوبية لدراسة الماجستير في جامعة تشونغ بوك الوطنية في مدينة جونغ جو و التحضير لرسالة الدكتوراه في تكنولوجيا المعلومات∙ لقد عاد أنور دفع الله ومعه لقب أول طالب سوداني متحصل على درجة الدكتوراه في الحاسوب الآلي من كوريا الجنوبية و حلم عنوانه ” سودان الأفضل”∙

وهناك في السودان صنع الدكتور أنور دفع الله من تجربته في الترجمة و العمل التطوعي و التعليم و معرفته بالتكنولوجيا شمسا لنشر وتطبيق الأفكار الايجابية و الجميلة التي بمقدورها أن تجعل أرضه بلدا أفضل يساعده في ذلك العديد من المتطوعين والمتطوعات من بلاده فلطالما وصف نفسه “بشخص مبادر و متطوع” حتى أنه قام بتعليم أطفال و نساء حيه تقنيات الحاسب الآلي بنفسه∙ كما نلمس حبه للتعليم ” الذي سيدفع السودان بلدي وأفريقيا قارتي الى التألق والتقدم” وإيمانه بأهميته في تغيير الفرد السوداني و رؤية العالم للسودان في العديد من المبادرات التي قام بها فمثلا قام بمبادرة إثراء المكتبات في الجامعات و المكتبات العامة بالكتب و قام بتأسيس مؤتمر “أنوركم” لنشر الثقافة السودانية لهذا سمي كواحد من السودانيين الذين أنجزوا انجازات ضخمة الى جانب منحه العديد من المنح والجوائز من منظمات علمية و معرفية عالمية مثل منحة مؤسسة ميليندا وبيل غيتس ∙

وكان في نشر أفكاره جريئا لا يخاف لومة لائم فهو مثلا يؤمن أنه ” يمكن للسودان أن يصبح بلدا عظيما يوم أن يتألم الجميع لدارفور و الجنوب و حلايب مثلما يبكون على غزة “إذ يدعو د∙ أنور إلى التركيز على “حل إشكالاتنا قصيرة الأمد في السودان و ثم يمكننا المساهمة في حل إشكالات أكبر في هذا العالم ∙” وهي رؤية إن تمعنا فيها جيدا للمسنا الكثير من الحكمة فيها ففي نهوض الدول العربية الإسلامية وقوتها مدَ وتعزيز لدولة فلسطين ولقد قام بمبادرة تتطلب من صاحبه شجاعة كبيرة تتمثل في إنتاج فيديوهات ناقدة لنظام الحكم في السودان سماها البعض بفيديوهات أنور كنج في اليوتيوب∙

أمَا عن الصَراع الذي يمزَق ثوب الوحدة و التناغم للسودان فهو يؤمن أن ما أشعله هو رفض التنوع و التشارك إذ يقول د∙ أنور دفع الله :”.لأننا لم نحتفي بالتنوع الفريد في سوداننا…قامت حروب لا داعي لها…لأننا لم نحتف بكل اللغات والثقافات والأديان في السودان…قامت الحروب ولازمنا الفشل…فهلا تداركنا هذا الخطأ؟ ”

وهنا يخاطب المترجم فيه عقول الناس، ذلك الإنسان الذي يهدف إلى بناء ثقافة كونية ترتكز على ثقافات إنسانية متنوعة و يؤمن أن ” بمبدأ المعلومات المفتوحة والتعاون التام بين جميع الأطراف يمكننا ان نغير العالم من حولنا نحو الأفضل .”

عند البحث عن كلمات لوصف أنور دفع الله حتما سنختار من الكلمات عملي،عالم ،مبادر،طموح،مثابر،نشيط،متطوع وهي من الصفات المحببة للقائد وهذا ما رآه أنور دفع الله فقام بترشيح نفسه لرئاسة السودان لسنة 2020 ليواصل مهمته كمترجم وهي مهمة نشر الحب و السلام عبر بوابة السياسة.

سهام حمودة
(تونس)

Exit mobile version