السودان يتجه لاستقلال الطاقة الشمسية

الطاقة الشمسية أصبحت محطّ الأنظار في تطوير الإنسان حول الطاقة النظيفة والمتجددة، فمنذ الثورة الصناعية ازداد الطلب بشكلٍ هائلٍ على أشكال الطاقة المختلفة، وأصبح الوقود الأحفوري هو الخيار الأول لدى الإنسان، إلّا أنّ المضار التي يشكلها هذا الوقود وعدم ديمومته أدت إلى النظر إلى مصادر أخرى للطاقة فكانت الطاقة الشمسية أولى هذه المصادر، حيث إنها طاقة متجددة غير قابلة للنضوب، كما أنها طاقة نظيفة.

ويضع السودان استراتيجية قومية للاستفادة من الطاقات المتجددة في توفير الكهرباء من أجل التنمية المستدامة بالاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ، في وقت صنفت فيه الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) السودان ضمن أفضل الدول الأفريقية التي لديها أكبر قدرة في على إنتاج الطاقات البديلة.

وفى اطار الاهتمام الذي توليه وزارة الموارد المائية والري والكهرباء للمشاريع الزراعية نشات فكرة الاستفادة من الطاقة الشمسية فى كهربة المشاريع الزراعية البعيدة من الشبكة القومية للكهرباء فكانت الولاية الشمالية المحطة الاولى بعد الدراسات الكاملة لانطلاقة مشروع كهربة المشاريع الزراعية باستخدام الطاقة الشمسية بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي وعدد من الجهات الحكومية والبنوك واطلق على اسم المشروع مشروع تعزيز استخدام المضخات الكهربائية فى الري بالسودان بتبديل مضخات الديزل وتركيب مايقارب 1,500 مضخة تعمل بالطاقة الشمسية فى الفترة من ( 2016-2021)م .

يهدف المشروع الى دعم اعتماد تكنلوجيا الطاقة الشمسية الكهروضوئية فى ضخ المياه لاغراض الري بالسودان والاعتماد على الطاقة المتجددة باعتبارها اولوية فى البلاد للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتقليل استخدام الوقود الاحفوري بجانب مساعدة المزارعين فى خفض تكلفة الانتاج وضمان استمرارية المياه .

وأكد المهندس خضر قسم السيد وزير الموارد المائية والري والكهرباء ان مشروع استخدام المضخات الشمسية للري بالولاية الشمالية إحرز نتائج إيجابية في من واقع زيادة الرقعة الزراعية وتقليل تكلفة الانتاج ، مشيرا الى عزم وزارته للاستفادة القصوى من تكنولوجيا الطاقة الشمسية لضخ المياه للري والاستخدامات الأخرى خاصة إن العالم أصبح يعتمد على الطاقات المتجددة .

فيما جدد التاكيد وزير الدولة بوزارة الموارد المائية والري والكهرباء ابراهيم حمد علي التوم تنفيذ مشروع المضخات الشمسية لقطاع الري في ولايتي نهر النيل والنيل الأبيض ومن ثم على بقية ولايات السودان بعد نجاح تجربة المشروع بالولاية الشمالية .

ووصف وزير الدولة بالمالية مسلم أحمد الأمير مشروع المضخات الشمسية بالنقلة النوعية في القطاع الزراعي لجهة مساهمته الفاعلة في زيادة الرقعة الزراعية والإنتاج وتخفيف حدة الفقر.

واشاد وكيل الوزارة الأستاذ عمر الأمين عثمان بالايدي العاملة السودانية ، مؤكداً أن مشروع استخدام المضخات الشمسية للري تم تركيبه بأيدٍي سودانية من مهندسين وعمال، مشيرا الى السند القوي من وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي للمضي قدما في تنفيذ هذا المشروع وتعميم التجربة على بقية ولايات البلاد.

ونجد لعقود طويلة ظلت المحروقات هي المصدر الرئيسى لتوليد الكهرباء بالرغم أن الطاقة المتجددة معروفة منذ عقود إلا أن مساهمتها فى توليد الكهرباء كانت محدودة وكان يُنظر لها على أنها مكلفة اقتصاديا، ويصعب أن تنافس المحروقات، لكن مصادر الطاقة المتجددة ظلت تحارب وبالفعل خلال العقود الأخيرة، استطاعت الطاقة المتجددة أن تجد لنفسها مكانا على خريطة الطاقة العالمية.

سونا.

Exit mobile version