اختتمت الحركة الإسلامية مؤتمرها العام التاسع وسط حضور دولي وإقليمي وقيادي، تقدمه النائب الأول لرئيس الجمهورية بكري حسن صالح ورئيس الهيئة التشريعية القومية إبراهيم أحمد عمر ونائب رئيس الوطني فيصل حسن إبراهيم، وانتخب هيئة الشورى القومية الجديدة المكونة من 400 عضو وتقرر اجتماعها مساء اليوم لاختيار أمين عام جديد.
نافع يبحث عن مقعد وهارون يصفر المشكلات
بعد أن شكل غيابه الملحوظ عن أعين الصحافة والإعلام في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحركة، شكل حضور د.نافع علي نافع في الجلسة الختامية أمس، مفاجأة مربكة ربما لكثيرين لم يتوقعوا وجوده. أما مناصروه بمظان مراهنتهم على قدرته على إحداث المفاجآت وإرباك خطط من يخالفونه الرؤى كان التفاؤل يتسيدهم بمقدمه.. الشاهد أن د.نافع حرص على مصافحة الصف الأول. وبابتسامة ماكرة طلب السماح بالعبور للجلوس خلف المقعد الأمامي، حينها نهض والي شمال كردفان أحمد هارون الذي كان يجلس بجوار علي عثمان، وأصر على إجلاس نافع في مقعده، ولم يكتفِ هارون بذلك حيث دخل في حديث هامس وحميم مع د.نافع، مبدداً بذلك أحاديث كثيرة من وحي مؤتمر الشورى الاخير للوطني تُشير لوقوع جفوة بينه ونافع. ويبدو أن هارون انتهز مصادفة حضور د.نافع مؤخراً للقاعة وأراد حسم تلك الأحاديث.
إيلا يُشعل الخلاف
يبدو أن الخلافات التي دارت في أوساط المؤتمر الوطني بالجزيرة، ألقت بظلالها على الحركة الإسلامية هناك. بالأمس فجر رئيس الآلية التنسيقية العليا للحركة ووالي الجزيرة د.محمد طاهر إيلا خلافاً شديداً وسط كتلة الولاية بالشورى، بعد أن رفع قائمة تضم 23 اسماً قيادياً، لكن القائمة قوبلت باعتراضات شديدة، وتم اتهام إيلا بإقصاء قيادات مؤثرة، وأنه غيب تمثيل المرأة.
اللجنة الفنية للمؤتمر العام التاسع برئاسة المهندس حامد صديق سعت لامتصاص الأزمة، واقترحت على إيلا إدخال ثلاثة أشخاص فقط من التيار الآخر المناوئ له لتجاوز المشكلة، ليُوافق على ذلك، وتم رفع أسماء رئيس المجلس التشريعي المنحل د.جلال من الله ووالي الولاية السابق د.محمد يوسف والفاتح الحسين، لكن إيلا رفض بشدة الأسماء الثلاثة ورفض كذلك ثلاثة أسماء بديلة أخرى. وبعد ضغوط مكثفة مورست عليه، طلب أن يختار المعتمدون أسماء من التيار الآخر، وتمت تسوية عضوية د.جلال من الله باختياره من ضمن أسماء القائمة القومية.
خروج طه ونافع
القائمة القومية لاستكمال مجلس شورى الحركة الإسلامية الجديد والمكون من نحو 400 عضو، جاءت مليئة بالمفاجآت التي تمثلت في خروج الأمين العام الاسبق للحركة الإسلامية علي عثمان محمد طه ونائب رئيس المؤتمر الوطني الأسبق د.نافع علي نافع، خلافاً لما هو متوقع من تمثيلهما ضمن القائمة القومية حيث جرى اختيارهما ضمن أعضاء ولاية الخرطوم. المفاجأة الثانية تمثلت في أن قائمة الاستكمال القومي جاءت خالية من اسم رئيس اللجنة التنسيقية العليا للحركة ورئيس المؤتمر الوطني عمر البشير، والأمين العام للحركة المنتهية ولايته الزبير أحمد حسن، لتُطالب د.رجاء حسن خليفة بفرصة اشبه بـ(نقطة نظام) اقترحت خلالها إضافة البشير والزبير للقائمة القومية، ومعالجة تكرار اسمين وردَا في قوائم ولائية.
ومن بين الأسماء المُكرَّرة كان لافتاً تكرار اسم نائب الرئيس السابق حسبو محمد عبد الرحمن بالقائمة القومية وقائمة ولاية شرق دارفور. وقد اعتمد رئيس اللجنة الفنية حامد صديق اقتراح رجاء، وطلب من أعضاء المؤتمر إضافة البشير والزبير للقائمة القومية فوافق المؤتمرون بتكبيرة عالية.
قائمة النساء.. خروج وتجديد
من أبرز الملاحظات أن قائمة النساء جاءت خالية من أسماء قيادية بارزة مثل د.سعاد الفاتح البدوي وسامية أحمد محمد ود.بدرية سليمان ود.رجاء حسن خليفة. وبالمقابل شهدت القائمة دخول قياديات لمجلس شورى الحركة القومي الجديد أبرزهن سمية إدريس أكد ود.سامية هباني. ولوحظ ضعف تمثيل النساء في أغلب قوائم الولايات، ورأى البعض في ذلك أن المرأة لديها (كوتة) خاصة معتبرة تمكنها من التمثيل داخل الشورى على مستوى العضوية والقيادة داخل الحركة.
معتز في آخر الصف
في آخر قاعة المؤتمر جلس رئيس الوزراء وزير المالية معتز موسى، حيث انتهى به المجلس. معتز أخذ يُنصت لكلمة النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح
باهتمام. أما رئيس الكتلة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني د.عبد الرحمن سعيد الذي جرى تداول ترشيحه لمنصب الأمين العام للحركة الإسلامية على نطاق واسع، ظلَّ يُتابع ختام المؤتمر بقلق ملحوظ حيث كان يقف إلى جوار المدخل الرئيسي لقاعة المؤتمر. وبنهاية كلمة الفريق بكري أمسك عبد الرحمن سعيد بيد رئيس القطاع السياسي للوطني د.عبد الرحمن الخضر وتجاذب معه أطراف حديث جانبي. أما د.الخضر فقد اقترح علي عبد الرحمن السماح له بأداء صلاة العشاء.
الزبير يُبدي زهده في التجديد
بعد أن قدمه رئيس المؤتمر د.أحمد إبراهيم الطاهر، واصفاً كلمته بأنها كلمة “وداع” لأعضاء المؤتمر؛ ألقى أمين الحركة الزبير أحمد حسن، كلمة مطولة ومؤثرة، لفت فيها انتباه الآخرين للهجمة العالمية الشرسة التي يتعرض لها الإسلام المعتدل، وشدد على ضرورة استمرار الحوار مع الآخر وتقوية الجبهة الداخلية. ودعا الزبير أعضاء الحركة لقبول الآخر، وطالب بتعزيز منهج التربية الروحية بخاصة للقيادات العليا على المستوى التنفيذي والتشريعي، ليُسهم في التجرّد والتزكية والبعد عن الصراع والتكالب نحو المواقع.
الخرطوم: عبد الباسط إدريس
صحيفة السوداني.