اتهامات متبادلة بالمسؤولية عن كارثة الطائرة اليمنية

تضاءلت أمس الآمال في العثور على ناجين آخرين من حادث طائرة الخطوط الجوية اليمنية التي تحطمت قبالة سواحل جزر القمر فيما تواصل فرق إنقاذ فرنسية وأميركية تمشيط المياه بحثا عن المزيد من الحطام، بينما أعلن عن تحديد موقع صندوق اسود تابع للطائرة التي قررت الشركة المالكة لها تعويض أسر الضحايا بـ 20 ألف يورو عن كل راكب.

واستؤنفت أعمال البحث عن ناجين محتملين من طائرة «الايرباص ايه 310» اليمنية بعدما حصلت قوات جزر القمر على مساعدة من فرنسا والولايات المتحدة ومدغشقر، وارسلت هذه الدول سفن وطائرات ومروحيات وغواصين للبحث عن ناجين محتملين من بين ركاب الطائرة المنكوبة البالغ عددهم 152 شخصا.

واشار وزير الدولة الفرنسي لشؤون التعاون الان جويانديه الموجود في عاصمة جزر القمر موروني ان فرنسا تنوي اعادة الفتاة الناجية بهية بكري الى فرنسا مشيرا الى انها تخضع حاليا للعلاج بعد انخفاض حرارة جسمها، الا ان وضعها «لا يدعو للقلق».. في وقت وضع المستشفى الرئيسي في موروني في حالة تأهب قصوى للتعامل من وصول ناجين محتملين.

وقالت الناطقة باسم الهلال الاحمر القمري رامولاتي بن علي انه بالرغم من الاحوال الجوية السيئة وبعد مرور اكثر من 24 ساعة على الحادثة «ما زالنا نامل العثور على ناجين».

الا أن أمين عام وزارة النقل في موروني عبد الله مغني أكد إنه بعد تعليق عمليات البحث خلال الليل «لم تعد هناك من الناحية العملية فرصة» للعثور على المزيد من الناجين. وأضاف «على عكس ما صرحنا به أمس، فلم يتم انتشال أي جثث». وأوضح أنه شوهد أمس خمس جثث في المياه إلا أن محاولات انتشالها باءت بالفشل بسبب ارتفاع الأمواج التي حالت دون نجاح عمال الإنقاذ في انتشالهم.

رصد الصندوق الأسود.. والتعويضات

من جهة ثانية، أكد جويانديه على ان «دورية جوية رصدت اشارة الصندوق الاسود الثلاثاء على مسافة 40 كيلومتراً من سواحل القمر الكبرى». وفي صنعاء، أعلن رئيس مجلس ادارة شركة الخطوط الجوية اليمنية عبدالخالق القاضي انها الشركة قررت دفع مبلغ 20 الف يورو على سبيل التعويض لعائلات الضحايا.

وبينما استمر الجدل وتبادل الاتهامات بين الدول الثلاث المعنية في الحادث، أكدت شركة الخطوط الجوية اليمنية انها تطبق بشكل صارم المعايير الدولية على طائراتها، ردا على الانتقادات الفرنسية لحالة الطائرة المنكوبة.

وأعربت في بيان عن استغرابها «مما تناقلته بعض وسائل الاعلام من معلومات مغلوطة وتوقعات وتخمينات بحصول مشاكل فنية للطائرة المنكوبة واستباقها لنتائج التحقيق النهائي» مؤكدة ان «سلامة الركاب تأتي في الدرجة الأولى من اهتمامات الشركة في تسيير رحلاتها». وذكرت الشركة بسجلها «النظيف والخالي من أية حوادث على مدى أربعين عاما».

جزر القمر تتهم

من جهتها، اتهمت حكومة جزر القمر فرنسا بالتمييز والتحفظ على معلومات خاصة بمشكلات في الطائرة. وقال نائب رئيس جزر القمر إيدى نادهويم في تصريحات لقناة «فرانس 24» الإخبارية الفرنسية انه «كان يتعين على الفرنسيين أن يخطرونا بكافة المشكلات الموجودة في هذه الطائرة.. كان الأمر سيصبح أكثر سهولة علينا إذا أعطتنا قائمة بطائرات الإيرباص غير الصالحة للطيران».

وفي الوقت نفسه أكد نادهويم أن جميع الطائرات التي تهبط في جزر القمر يتم فحصها بشكل دوري، وأضاف ان «غالبية طائرات الخطوط الجوية اليمنية -إن لم تكن جميعها، من إيرباص التي يزعم أنها تقوم بصيانة تلك الطائرات». واتهم نادهويم فرنسا بشكل غير مباشر بالتمييز ضد المواطنين المنحدرين من أصول قمرية، وقال ان «الركاب الذين يتوجهون عبر الخطوط الجوية اليمنية إلى جزر القمر فرنسيون بنسبة 99%…فما هذه التفرقة بين فرنسيين يتعين حمايتهم وفرنسيين يتركون لارتياد هذه الطائرات».

لقطات

كشف والد الفتاة بهية بكري التي نجت بأعجوبة من حادث الطائرة ان ابنته سمعت حديث بعض الركاب الذين كانوا يحاولون النجاة من الغرق. وذكر أنه ابنته قالت له في مكالمة هاتفية من المستشفى «أبي ، إننا سقطنا في الماء وسمعت أناس يتحدثون لكنني لم أر أحدا لأن الظلام كان يحيط بكل شيء حولي». وذكرت الفتاة لوالدها أنها رأت فرق الإنقاذ بعد بضع ساعات من سقوط الطائرة.

حاول محتجون غاضبون من جزر القمر منع إقلاع طائرة تابعة لشركة الطيران اليمنية من باريس إلى صنعاء واتهم المتظاهرون الشركة اليمنية باستخدام طائرات غير آمنة على الخط المتوجه إلى جزر القمر. وغيرت السلطات في المطار مكان إقلاع الطائرة. وساعد عدد كبير من رجال الشرطة ركاب الطائرة في الصعود إلى متنها.

أكد بيل فوس رئيس مؤسسة «سلامة الطيران» ومقرها الولايات المتحدة ان العوامل البشرية تظهر كاتجاه مقلق وراء حوادث الطيران في العالم بينما تمثل عوامل عرضية أخرى مثل الارهاق وأجهزة الطيران المعقدة وعدم اتساق التدريب والتنظيم تحديات جديدة لشركات الطيران. وأبلغ فوس مسؤولين في صناعة الطيران ومسؤولين حكوميين أن عام 2009 قد يكون أسوأ عام في عشر سنوات من حيث حوادث الطيران التجاري الكبرى.

المصدر :البيان الاماراتية

Exit mobile version