يبدو أنه من الأفضل طلب الإذن قبل عرض المساعدة على الزملاء في العمل،
إذ إن تقديم المشورة غير المرغوب فيها حول طريقة تنفيذ المهام قد يسبب مشاحنات وحساسيات بينك وبين زملائك.
نتائج الاستبيانات التي شارك فيها موظفون يعملون في المصانع والوظائف الحكومية، إضافة إلى قطاع الرعاية الصحية والتعليم، أثبتت أننا لا نتفاعل بشكل جيد مع زملائنا الذي يفرضون علينا المساعدة من تلقاء أنفسهم.
لذلك، ربما عليك التفكير مرتين قبل أن تتوجه إلى زميلك وتقدم له المشورة غير المرغوب فيها حول كيفية أداء عمله بشكل أفضل.
كما توصلت دراسة جديدة في مجلة “علم النفس التطبيقي” إلى أن النصيحة الجيدة التي تكون من منطلق حسن النية، قد تأتي بنتائج عكسية على من يقدم المساعدة وعلى متلقيها على حد سواء، خاصة إذا لم يطلب المتلقي هذه المشورة.
ويشرح الأستاذ في مجال الإدارة راسل جونسون نوعين من المساعدة التي من المرجح أن يقدمها الموظفون لزملائهم في العمل؛ يتمثل أولهما في تقديم المساعدة عندما يُطلب منك ذلك. أما النوع الثاني، فهو تقديم المساعدة من تلقاء نفسك.
وحصل الزملاء الذين طُلبت منهم المساعدة، على الامتنان لتصرفهم الذي ينم عن السخاء، في حين كان المشاركون أقل ميلا لتقديم الشكر على المساعدة التي لم يطلبوها من زملائهم في العمل.
تقديم المساعدة للزملاء دون أن يطلبوها يمكن أن يؤثر سلبا على الشخص الذي قدم المساعدة (بيكسلز)
وعندما تتوجه إلى زميلك في العمل وتقدم له نصيحة لم يطلبها منك، فستشعر بأنك من الزملاء الأكثر سخاء على الإطلاق، لكن زميلك في العمل قد يظن أنك تتصرف بتعال معه، حتى أنه قد يقول “هل يعتقد أنني لا أستطيع التعامل مع هذا الأمر بمفردي؟”
من جهة أخرى، قد تشعر أحيانا بأن زميلك لم يقدّر مساعدتك؛ فقد يقول الشخص الذي قدّم نصيحة لأحد زملائه دون أن يُطلب منه ذلك “لقد فعلت كل ما بوسعي لمساعدة هذا الشخص الناكر للجميل”، وفي هذه الحالات قد يكون من الأفضل أن تلتزم الصمت.
كما أن تقديم المساعدة للزملاء دون أن يطلبوها، يمكن أن يؤثر سلبا على الشخص الذي قدم المساعدة، حيث إنه في أغلب الأحيان لا يحظى بالامتنان من قبل زملائه الذين ساعدهم، وهو ما يضعف حماسه عندما يحضر للعمل في اليوم التالي.
ويقول راسل جونسون إنه “في أغلب الأحيان، لا يعبر الأشخاص، الذين طلبوا المساعدة من أحد زملائهم عن امتنانهم له بشكل فوري، مما يجعل عبارات الشكر بلا معنى بالنسبة للشخص المساعد. أما بالنسبة لمن حصل على المساعدة دون أن يطلبها، فسيبدأ في التشكيك في قدراته، كما سيشعر بوجود خطر يهدد استقلاليته في مكان العمل”.
وفي حال سألك زميلك في العمل عن رأيك حول كيفية التعامل مع مشكلة ما، فلا تتردد في مساعدته وإسداء بعض النصائح له بكل أريحية. ولكن ما لم تُطلب النصيحة منك، فإن أكثر عمل جماعي يمكنك القيام به هو أن تهتم بعملك.
الجزيرة نت