تعامل (التجربة الإنقاذية) في (إدارة البلاد) وبخاصة في مواجهة الأزمات تشبه إلى حدٍ كبير حلة (العزابة) المعروفة بـ (القطر قام)،
وهي (حلة) لا تلتزم بأي مواصفات أو مقاييس أو مقادير أو (توقيت) ففي (الحلل) العادية يضع الطاهي الزيت، ثم (البصلة) التي ينتظرها حتى (تتحمر)، ثم يضع قطع اللحم (إن وجدت)، ويقلبها في الزيت، ثم يضيف الطماطم وهكذا.. غير أن الأمر في (القطر قام) حاجة تانية فهو جد مختلف حيث يقوم الطاهي بوضع جميع المكونات الموجودة (في بيت العزابة) داخل (الحلة) مرة واحدة ويقفل عليها ثم يتركها في النار حتى تستوي!
وما من شك في أن نسبة نجاح (القطر قام) وهي تفتقر إلى أدنى فنون (الصنعة) وتكتيكاتها نسبة متدنية تعتمد على (الصدفة) شأنها تماماً شأن ما نراه الآن في الساحة (الإنقاذية) التي تدير البلاد بنظرية (القطر قام)!
في محاربة الفساد، فالقطر قام جاهزة.. ضع شرائح من القطط السمان وكمية من النهب المصلح مع قليل من زيت الغتغتة فسوف تحصل على حلة مسبكة تختفي منها كل روائح القانون وطعم العدالة!
تعالوا معاً نتحدث عن (حلة الدواء) حيث تواجه منظومة الدواء في البلاد خطراً كبيراً بسبب عدم استطاعة الدولة توفير (العملات الحرة) مما أدى إلى اختفاء كثير من أصناف الدواء المنقذة للحياة التي لم تعد متوفرة علاوة على ارتفاع أسعار الأدوية الموجودة مما جعل (كمثال) بخاخ الأزمة يصل سعره إلى نحو 800 ألف جنيه (ذاتو بقى أزمة)، مما يحرم السودانيين حقهم في تلقي العلاج!
تعالوا نتعرف إلى مكونات حلة (القطر قام) الخاصة بالدواء، فنضع المكون الأول وهو هذا الخبر الذي ورد بالزميلة السوداني في يوم 2 نوفمبر الجاري والذي يقول: (طالبت شعبة الصيدليات مجلس الأدوية والسموم بحل مشكلة شركات الدواء لتتمكن من إيفاء طلبيات الصيدليات وتوفير الأدوية، في وقت كشف رئيس الشعبة د. عبد العزيز عثمان عن شح في عدد كبير من الأصناف الدوائية بالصيدليات بسبب إيقاف الشركات لبيع الدواء مؤخراً، ولفت إلى أن سياسات الدولة بشأن الدواء لا تزال مرتبكة وغير واضحة داعياً الجهات ذات الصلة بالأمر بالوقوف وتذليل العقبات لانجلاء الأزمة)!
ثم تعالوا يا سادتي نضع في (الحلة) أيضاً (المكون الثاني) وهو هذا الخبر الذي ورد بذات الصحيفة بعد يومين فقط (يوم 4 نوفمبر) من ذلك التصريح الذي ينذر بعواقب وخيمة، يقول الخبر: (أكد مساعد الرئيس السوداني، فيصل حسن إبراهيم، حرص الحكومة على توفير الدواء لكافة شرائح المجتمع بأسعار ميسرة وتوطين صناعته بالداخل، وتعهد إبراهيم، لدى لقائه بوزيرة الدولة بوزارة الصحة، سعاد الكارب، اليوم الأحد، بالعمل على إحداث نهضة في مجال الصناعات الدوائية بالتركيز على الأدوية والمستحضرات والمستهلكات الطبية، وأمن على أهمية تعزيز دور المؤسسات الصحية بما يضمن توفير العلاج والبيئة الصحية اللازمة للعمل والإنتاج.
مما يتضح من التصريحين أن مكونات (القطر قام) هذه والخاصة بالدواء ينقصها التجانس، ففي الوقت الذي تطالب فيه شعبة الصيدليات مجلس الأدوية والسموم بحل مشكلة شركات الدواء لتتمكن من توفير الأدوية وتكشف فيه عن شح في عدد كبير من الأصناف الدوائية بالصيدليات بسبب إيقاف الشركات لبيع الدواء مؤخراً.
(في هذا الوقت) يؤكد السيد مساعد الرئيس السوداني، فيصل حسن إبراهيم، حرص الحكومة على توفير الدواء (لكافة شرائح المجتمع بأسعار ميسرة وتوطين صناعته بالداخل)، مش كده وبس (ويتعهد بالعمل على إحداث نهضة في مجال الصناعات الدوائية بالتركيز على الأدوية والمستحضرات والمستهلكات الطبية)!
وهكذا يا سادتي تنتظرالإنقاذ (حلة الدواء) هذه أن (تتسبك) وتحل مشكلة حاجة المواطنين للدواء بمثل هذه التصريحات الهلامية التي لا تلامس الواقع المزري الذي نعيشه جميعاً، هذه التصريحات التي لا تعدو أن تكون أحلاماً في ظل واقع قمئ لا يوجد فيه أي بصيص ضوء.. فبدلاً عن أن يحدثنا السيد مساعد رئيس الجمهورية عن كيفية تجاوز الأزمة الراهنة وحياة الكثيرين من المرضى في (كف عفريت) يتحدث عن نهضة في مجال الصناعات الدوائية قال إيه مع التركيز على المستهلكات الطبية وما عارف شنوووو!.. (ورمتو فشفاشنا ياااخ)!!
كسرة:
والحال هكذا وأزمة الدواء تحتاج إلى حل ناجع وسريع.. صرحت (الست) وزيرة الدولة بالصحة عقب لقائها مع السيد مساعد رئيس الجمهورية بأن اللقاء بحث الوضع الصحي وسبل توطين الصناعات الدوائية لتحقيق الاكتفاء الذاتي! (الاكتفاء الذاتي مرة واااحدة تصوروا)!!
• كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 103 واو – (ليها ثماني سنين وسبعة شهور)؟
• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 62 واو (ليها خمس سنين وشهرين).
ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة