يخيم شبح الإغلاق على المصانع الحكومية العاملة في قطاع السكر هذه الأيام، بشكل ينبئ بخطر قادم، يؤدي إلى شح الإنتاج..
والمسؤول الأول والأخير حيال ذلك أزمتا “السيولة والوقود”، اللتان ما زالتا تسيطران على الموقف، الأمر الذي دفع العديد من أصحاب المصانع لإطلاق تنبؤات بفشل موسم الإنتاج بشكل مباشر، وبلا شك فإن هذا يؤدي إلى دخول البلاد منعطفاً جديداً يشير إلى أزمة في أنتاج السكر حال عدم التحرك السريع للحكومة لوضع المعالجات.
تحديات مركبة
تحديات مركبة تواجه الحكومة لدعم المصانع المتعثرة، أمر يجعل المهمة تزداد صعوبة خاصة بعد تعرض أربعة مصانع حكومية وهي “الجنيد، سنار، حلفا، عسلاية “، تعمل في القطاع إلى احتمال الإفلاس والخروج عن دائرة الإنتاج، نظراً لتراجع إنتاجيتها بنسب لا تقل عن الـ” 60%”.
وأوضح مصدر بمصنع حلفا ـ فضل حجب اسمه ـ أن العمل أصبح طاردًا منذ ظهور أزمتي الوقود والسيولة، مشيراً إلى أهمية الصناعة المرتبطة بحركة إنتاج السلع الغذائية وحركة الاقتصاد عموماً، وتوقع ذات المصدر خلال حديثه لـ” الصيحة ” عدم استقرار الأوضاع بالمصانع المعنية حال لازمنا عدم الاستقرار الاقتصادي والتباطؤ في إنفاذ السياسات الأخيرة التي اتخذتها الدولة، داعياً إلى ضرورة توفير ما لا يقل عن الـ700″ ألف برميل من الوقود لتسيير العمل بالمصانع، مع منح امتيازات مالية أو قروض لفك التعثر الذي تعرضت له، بجانب معالجة المشاكل الأخرى المحيطة بصناعة السكر.
أزمة راهنة
وتواجه أربعة من مصانع السكر الحكومية، هذه الأيام أزمة حادة تهدد بفشل موسم الإنتاج الذي بدأ أمس، حيث إنها تعاني شحاً في الوقود والسيولة. وبحسب حديث نقابيين لـ”الصيحة “، من المتوقع أن يتوقف موسم الإنتاج بعد أيام قليلة لعدم كفاية الوقود، وأشاروا إلى أن كل مصنع يحتاج في الشهر إلى 150 ألف برميل، وأكدوا أن المتوفر في مصنع “الجنيد ” على سبيل المثال يبلغ خمسة عشر ألف برميل فقط تكفي لثلاثة أيام، وشددوا على أن السيولة تمثل تحدياً آخر لحاجة المصانع الأربعة لأربعين مليون جنيه شهرياً لمواجهة استحقاقات العمالة المؤقتة التي يمكنها أن تضرب عن العمل حال عدم صرفها أجورها الشهرية، وحذروا من فشل موسم إنتاج السكر حال عدم تدخل الحكومة لمعالجة مشكلتي السيولة والوقود. ووصف الخبير الاقتصادي عماد الزين إبراهيم ما يحدث بتدمير للصناعة المحلية للسكر، وطالب بضرورة توفير دعم مالي للمصانع تمكنها من مواصلة الإنتاج.
زيادات متوقعة
ويرتبط إنتاج السكر بالعديد من الصناعات الغذائية الأخرى، وبحسب توقعات مراقبين، أن فشل موسم الإنتاج سيخلق أزمة جديدة تتعلق بزيادات في أسعار المواد الغذائية والمشروبات الغازية وغيرها من المنتجات المرتبطة بصناعة السكر.
ودعا المحلل السياسي إبراهيم صافي الدين العاملين في القطاع إلى تحمل هذه الفترة الشاقة الموعودة بالزوال، وأكد أن البلاد تعيش فترة عابرة سوف يأتي بعدها الازدهار دون شك، لكنه نادى بوضع التحوطات لدعم قطاع السكر قبل زيادة أسعاره، وذلك من خلال العمل بجدية لمعالجة الأزمات.
بينما تخوف الخبير الأمني عمر أحمد الريح، من مخاطر توقف المصانع وفشل الموسم الذي سوف يساهم في تشريد أكثر من عشرة آلاف عامل يعملون بالمصانع، ونادى بضرورة تكوين لجنة طارئة تدرس إمكانية دعم المصانع قبل “وقوع الفاس على الرأس” على حد قوله”.
مطالبات وزيارة
واتخذت الحكومة الفترة الماضية، عدة سياسات لتوفير السيولة بالبنوك ولمعالجة أزمة الوقود، غير أن الأزمات ما زالت شاخصة، وفقاً لمصادر عاملة في قطاع السكر، والتي أكدت على عدم تمكنها من الحصول على الأموال الكافية للتشغيل واستيراد المواد الخام وسداد المديونيات المتراكمة، وطالبوا وزير المالية معتز موسى بالوقوف على وضع المصانع وتوفير الدعم اللازم من خلال القروض أو تخصيص نسب محددة من المال والوقود لتسيير العمل بالمصانع التي تمثل رقماً في إنتاج السكر، قبل أن تدخل دائرة التعثر.
إنتصار فضل الله
صحيفة الصيحة.