للوصول إلى اقتصاد المعرفة النشاط الإبداعي.. مطالبات بالدعم لتحقيق نمو اقتصادي

ورشة تهدف الى تسليط الضوء على واقع مجمعات العلوم والتكنلوجيا في العالم العربي

قال أسامة عبد الوهاب ريس، رئيس مدينة إفريقيا التكنلوجية، إن التكنلوجيا أصبحت تتحكم في نمو الاقتصادات العالمية، مشيرًا إلى أهمية الإبداع والابتكار في العلوم التكنلوجية لتحقيق القيمة المضافة. وأكد خلال مخاطبته ورشة عمل حوكمة مجمعات العلوم والحاضنات التكنلوجية التي عقدت بقاعة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، استمرت ثلاثة أيام، بمشاركة عدد من المختصين والمهتمين من الدول العربية ورعاية وزيري التعليم العالي والبحث العلمي الصادق الهادى المهدي، والدكتور موسى كرامة، وزير التجارة والصناعة، إن الورشة تهدف إلى تسليط الضوء على واقع مجمعات العلوم والتكنلوجيا في العالم العربي لاعتبار دورها في تعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة والعلم، مشيراً إلى أهمية البحث العلمي في تعزيز الأفكار والابتكار والاحتضان التكنلوجي والتدريب.

تبادل خبرات

وأشار رئيس مدينة أفريقيا التكنلوجية إلى المجمعات العلمية والحاضنات التكنلوجية، وكيفية الاستفادة منها لتوليد التكنلوجيا وتبادل الخبرات من خلال دعم الشركات ورفع القدرات التنافسية وتشجيع الابتكار، مؤكداً أن للمجمعات التكنلوجية دوراً كبيراً في التعاون بين الأوساط الأكاديمية والقطاع الصناعي لتحقيق تنمية مستدامة.

من جانبه قال الدكتور حيدر فريحات، ممثل الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي أسيا “أسكوا” إن الهدف متابعة مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية، معتبراً المجمعات التكنلوجية إحدى الحلول الجديدة لمواجهة التحديات الاقتصادية، لأنها تخلق فرص عمالة، وتواكب متطلبات المرحلة المقبلة، توطئة لانعكاسها على مستوى المعيشة، ودعم الشراكات وتعزيز التعاون والبحث العلمي، إضافة إلى وجود أكثر من فائدة تندرج تحت المسار الجديد للتنمية.

وقال إنها فرصة لاستعراض دراسات قيمة في مجال الحاضنات والعمل العربي المشترك، وقال إن منظمة “الأسكوا” تسعى لتعزيز خطوات التواصل وتوفير الخبرات، لأنها تعتبر من أهم مقومات العمل، كما أن الحاضنات تعتبر أساساً لتحقيق التنمية المستدامة ومحركاً أساسياً للتنمية، وهي أيضاً مؤشر على قوة الدول، كما أن عدم القبول بها يقوض جهود الدولة في التنمية المستدامة.

متطلبات اساسية

إلى ذلك، قال المهندس عادل الصقر، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين، إن المنظمة تتولى تهيئة المتطلبات الأساسية اللازمة لدفع عجلة التصنيع وتنمية الثروة المعدنية بالدول العربية، وتحقيق تعاون عربي يرتقي بمستوى الصناعة العربية والتعدين لمسايرة التطورات التكنلوجية والإدارية المتلاحقة على المستوى العالمي.

وناقشت ورشة العمل الخاصة بحوكمة مجمعات العلوم والحاضنات التكنلوجية التي أنهت أعمالها أمس الأول كيفية النهوض بالمجتمعات العربية للوصول إلى أهداف التنمية المستدامة عبر التكنلوجيا والمعرفة التي تحتاج إلى قدر من التدريب وللركائز الأساسية للنهوض بالدول العربية، ورأت ورشة العمل أهمية التكنلوجيا التي تعتبر من أهم العوامل لتحقيق التنمية المستدامة وأن عدم الحصول عليها ربما يقوض جهود الدولة في الوصول إلى التنمية المستدامة.

دعم نشاط

وقدمت الورشة عدداً من الأوراق للنهوض باقتصادات الدول العربية من بينها ورقة دور مجمعات العلوم والحاضنات التكنلوجية ودعم الإبداع والابتكار في الوطن العربي، التي قدمها الدكتور محسن محمود شكري، نائب رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنلوجيا الأسبق بجمهورية مصر، بقوله إن مجمعات العلوم والحاضنات التكنلوجية من أهم الآليات التي تسهم في دعم النشاط الإبداعي وتشجيع الابتكار وتحقيق درجة عالية من النمو الاقتصادي والانتقال إلى اقتصاد المعرفة من ناحية، كما تلعب دوراً في دعم أنشطة البحث والتطوير التي تقوم بها مراكز بحوث الجامعات، وذلك من خلال استحداث الشركات مع قطاعات الصناعة والزراعة والتعاون مع المستثمرين من ناحية أخرى.

وقال إن ذلك من شأنه أن يسهم في نمو المشروعات الناشئة وتحقيق التنمية المستدامة.

عقول مبتكرة

وأكد بوجود دور هام تقوم به مجمعات العلوم والحاضنات في احتضان وتنمية ودعم العقول المبتكرة، ودعم الأنشطة الإبداعية لها، خاصة الشباب في الوطن العربي.

وعن مساهمة الحاضنات التكنلوجية في تعزيز برامج التنمية الاقتصادية، يقول عميد كلية الهندسة الكيماوية بالجامعة التكنلوجية في العراق خالد عجمي سكر، إن عملية التنمية الاقتصادية تعتبر حجر الزاوية في بناء أقوى اقتصاد قوي ومتنوع، مبيناً أن ذلك يتحقق من خلال استثمار المردود المالي المتوفر عن النمو الاقتصادي واستثمارها في المشاريع الإنتاجية الهادفة التي تعمل على استثمار الإمكانيات البشرية والمادية والتكنلوجيا الحديثة، لتطوير البنى التحتية للبلد. إلا أنه يرى أن جانب التسويق ربما يشكل عائقاً دون تقدم المشروعات. وقال: توصلنا إلى حلول ناجحة من خلال التنسيق مع الوزارات الإنتاجية والخدمية والقطاع الخاص من أجل تسويق الإنتاج العلمي، مبيناً أن أهم النتاجات العلمية هو استغلال براءات الاختراع والنماذج الصناعية التطبيقية وتحويلها إلى مشاريع إنتاج صغيرة ومتوسطة رابحة، من خلال احتضانها في حاضنات تكنلوجية. ويقول إن الجانب التسويقي يتطلب الاستعانة بمشرفين ذوي خبرة في مجال ريادة الأعمال وليس أكاديميون فقط.

اقتصادات ناهضة

بدورها قدمت الدكتورة انتصار يوسف حسن تركي، من كلية علوم وتكنولوجيا الإنتاج الحيواني بجامعة السودان، ورقة عن حاضنات الأعمال ودورها في تطوير الأعمال وتشغيل الشباب. مشيرة إلى أهمية بناء مجتمعات المعرفة، ودور رأس المال الفكري في بناء اقتصادات وطنية ناهضة وواعدة باعتماد الطرق والاتجاهات الحديثة في إدارة الأعمال أو ما يعرف بمفهوم ريادة الأعمال القائم على استثمار رأس المال الفكري للقطاعات الإنتاجية من المهنيين والمختصين وأصحاب الأفكار الابداعية.

وقالت إن الحاضنات تعتبر إحدى الوسائل الحديثة في إنشاء المشروعات وبناء الشراكات. وأشارت أيضاً إلى أهمية الحاضنات الاقتصادية والتدريبية والبحثية وما توفره لعملائها، وكذلك أنواعها وكيفية إدارتها. وطرحت بعض التجارب الناجحة في السودان والتي أقيمت في جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا في مجال إنتاج وتكنلوجيا المنتجات الحيوانية، ما يعكس العوائد المادية والمعرفية والمهارات التي يكتسبها المنتسب للحاضنة ليصل في المستقبل مشروع لرجل أعمال يدير شركات كبرى في المستقبل.

وقدم الدكتور أسامة ريس، رئيس مدينة أفريقيا التكنلوجية ورقة عن ريادة أعمال الابتكار وآفاق المستقبل، وأشار إلى أن مناخ الابتكار في مجتمعات تحتاج إلى عملية تطوير وريادة أعمال ابتكار، وإلى نظرة إلى المستقبل، وإلى عمل سيناريوهات لصناعة بنية هيكلية ومساحة مؤسسية لنماء أعمال تكنلوجية تواكب طموحات وقدرات الشباب الجديد، وبناء شراكات إستراتيجية بين المؤسسات ذات الصلة لبناء قدرات الابتكار في الحاضنات التكنلوجية.

صحيفة الصيحة.

Exit mobile version