لن ينتهي الحديث عن أكبر تجمع للجالية السودانية في الإمارات من خلال مباراة القمة بين الهلال والمريخ،
أو كما سمتها اللجنة المنظمة بـ ” كلاسيكو السودان 2018″ على كأس الشيخ زايد في مئويته التي تصادف هذا العام.
ومباراة يشهدها سبعة وثلاثون ألف متفرج ليست حدثاُ عادياً، فقد تم التحضير لها مبكراً وتنظيمها على أعلى المستويات، وكانت القوة الناعمة حاضرة من خلال الوجود الإعلامي الكثيف بصورة لم يسبق لها مثيل في التاريخ القريب، سواء كان الذي تم توجيه الدعوة له من السودان أو من خلال التغطية المتميزة من خلال الفضائيات الإماراتية والمواقع والصحف والإذاعات وحتى الحسابات الإلكترونية الشخصية في شبكات التواصل الاجتماعي.
و قبل بداية المباراة بدقائق أعلنت المذيعة الداخلية للاستاد عن عرض فيديو يتحدث عن العلاقات الإماراتية السودانية، ولم يتوقع أكثر المتفائلين بأن يكون العرض لمشهد سابق بين الرئيس السوداني عمر البشير والشيخ محمد بن زايد رجل الإمارات القوي، وهما يتحدثان عن عمق العلاقات بين الدولتين والشعبين، واشتهر ذلك اللقاء عندما كان يتحدث فيه الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي وهو يضع يده على ركبة الرئيس البشير لعدة مرات في تواصل حميم تفتقده العلاقات بين الدولتين في هذه الفترة، والتي يبدو أن دولة الإمارات تحاول أن ترسل رسالة رقيقة للبشير من خلال هذا الحدث الكبير بأن الفرصة مازالت قائمة لتطوير العلاقات بشكل أفضل، لاسيما أن الساحة الدولية بها كثير من المتغيرات التي تستدعي اتخاذ القرارات الحاسمة.
ولتعبر كذلك عن عدم رضاها لكثير من المواقف السودانية، ويتجلى ذلك في حضور مساعد الرئيس السوداني عبدالرحمن الصادق المهدي ضيفاً للمباراة لكن بدون أن يكون معه ضيفاً بالمقابل من الجانب الإماراتي في رسالة أخرى لحكومة السودان.
وقد قوبل مشهد ظهور الرئيس البشير والشيخ محمد بن زايد بتصفيق وهتاف من الجمهور السوداني اهتزت له جنبات الاستاد في رسالة أخرى بأن الشعوب لا ذنب لها في المواقف المتغيرة، فهي ترغب في وجود علاقات متميزة لديها أساس تاريخي متين. فهل وصلت الرسالة؟ وهل نتوقع أن نرى البشير في العاصمة الإماراتية أبوظبي من جديد؟!.
أبوظبي (كوش نيوز)