*ما عدت أحب الحديث في سياسة بلادي..
*ربما لإحساسي أنها باتت تتقازم… بينما أتعملَّق أنا ؛ أو قد يكون العكس صحيحاً..
*يعني إما أنني جيلفر في بلاد الأقزام… أو في بلاد العمالقة..
*ولكن الشعور الأول يبدو هو الأصدق… بدليل (مخرجاتنا) الآن في كل شيء..
*فهو تبدو (ضئيلة)… مقابل كلام (ضخم) عنها..
*ونهار أمس شاهدت – بمحض الصدفة – نقاشاً على عوامة عن لقاء هلال مريخ..
*وكان المذيع إماراتياً ؛ في سياق الترويج لكأس الشيخ زائد..
*والضيفان ؛ أحدهما – على ما أظن – وزير الدولة بوزارة الإعلام والثقافة..
*والثاني شاعر سوداني مقيم بدولة الإمارات المتحدة..
*قال المذيع إنه قد تم تحذيره من قدرة السودانيين على الكلام… فهم خطباء مفوهون..
*فصحت – لا شعورياً – من فوري (ما دي المصيبة ذاتها)..
*فليتنا لم نكن مفوهين… ولا ثرثارين… ولا (كلاَّمين)… ولا (نضَّامين) ؛ ليتنا..
*يا (ريتنا) لو لم نكن كذلك ؛ فهذه نقمة لا نعمة..
*والصعيدي يزمجر مطالباً أولاده برفع رأسه (فوق) جراء تفريط بنته في شرفها..
*وينطلق الأبناء ببنادقهم… وتظهر في غيابهم براءة البنت..
*ويعودون بعد فترة وكبيرهم يصيح (خلاص رفعنا راسك يابوي… تاويناها)..
*فيُفاجئهم أبوهم برد صاعق (يا ريتكم ما رفعتوه)..
*ويا ريتنا نحن – الآن – لو كنا (تاوينا) الكلام… ورفعنا رأس العمل (فوق)..
*وفي طاش ما طاش سخرية دائمة من كثرة كلامنا وقلة عملنا..
*والزميل عثمان ميرغني من أفضل ما كتب بزاويته سخريةٌ من (الكلام بالكيلو)..
*قال إن مسؤولينا يظنون أن الإنجاز بالكلام..
*فكلما كثر الكلام… وتطاول زمنه… وزاد وزنه… كثر الإنجاز وتمدد وتضخم..
*فتكون النتيجة أن يقل العمل… ويقصر… ويكش..
*هل رأيتم وزيراً أمريكياً أو بريطانياً أو حتى إسرائيلياً يتكلم عما أنجز… أو سينجز؟!..
*إنهم يفعلون ولا يتكلمون ؛ ثم يدعون أفعالهم هذي هي التي يتكلم..
*حتى إثيوبيا التي تجاوزتنا – إنجازاً – لا يتكلم وزراؤها..
*ووزير العوامة المستضاف تكلم أحرفاً أكثر من عدد ذرات مياه النيل التي تحته..
*ذرات الأكسجين والهيدروجين ؛ مع الفارق في القيمة..
*فهو – كعادتنا – كلام إنشائي بلا معنى ؛ (تشيله وترميه في بحر النيل هذا)..
*فيا (ريت) لو نترك الكلام وننصرف إلى العمل..
*فقد تعبنا من تدهور الحال… وتوالي الأزمات… وسياسة (رزق اليوم باليوم)..
*أما إن كانت هذه هي (قدرة) مسؤولينا فليأتوا بغيرهم..
*ليأتوا بعمالقة نسعد بالصعود لمقاماتهم بدلاً من أقزام نترفع عن النزول إلى مستواهم..
*فمنهم من أُفضِّل النظر إليه من (عُلاي الفوق !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة