«فلذات أكبادنا» عبارة ألفناها وكثيراً ما سمعناها لتؤكد لنا أهمية الأبناء لدى آبائهم ولكن الوضع اختلف كثيراً في
هذه الواقعة فقد خرجت الأم عن سيطرتها ونسيت الأيام والشهور التي عانت منها أثناء حمل وولادة طفلها وقررت أن تقسو عليه في مهده ليتحول الأمر إلى مأساة بعدما تعدت عليه بالضرب عدة مرات حتى الموت.
قضية إنسانية تدمي القلوب وتقشعر لها الأبدان كشف عنها المحامي والمستشار حميد درويش، حيث تجردت أم من مشاعرها وعذبت ابنها البالغ من العمر أشهراً معدودة حتى فارق الحياة.
فحينما تتجرد الأم من مشاعرها الأمومة وتتحول غريزة الحب الفطرية لديها تجاه فلذات كبدها إلى كره وضجر حينها تمتلك القسوة زمام الأمور وتسيطر على المشهد، لتهلك طفلاً رضيعاً لا ذنب له سوى أنها والدته التي أقدمت على تعذيبه حتى وصل إلى المستشفى جثة هامدة.
وفي تفاصيل القضية أن الطفل البالغ من العمر 14 شهراً جيء به إلى المستشفى خمس مرات خلال فترات متقاربة، نتيجة تعرضه للاعتداء والعنف، ففي المرة الأولى كان عمره لا يتجاوز 33 يوماً، وكان يعاني نوبات تشنجية وهي عبارة عن انقباضات لا إرادية للعضلات تمنعه من إتمام عملية الرضاعة، وحين قام المشفى بإجراء التحاليل والأشعة اللازمة تبين أنه يعاني نزيفاً في المخ.
وحين جيء بالطفل مرة أخرى إلى المشفى، كان يعاني إسهالاً وقيئاً شديدين، أما في المرة الثالثة فكان يعاني كسراً في عظام الفخذ، ومن المعروف طبياً أن عظمة الفخذ لا تنكسر إلا نتيجة تعرض صاحبها لعنف من العيار الثقيل، وعندما تم إحضاره للمرة الرابعة كشفت الأشعة أنه يعاني كسراً تهتكياً في عظام جمجمة الرأس.
لم تكتف الأم بتعذيب طفلها طوال هذه الفترة ولم يشفع له بكاؤه في قلب والدته التي لم ترحم ضعف صغيرها الذي لا يستطيع الدفاع عن نفسه إلا بالدموع التي تتساقط من عينيه محاولاً بها استعطافها، من شدة الألم بل زاد قسوتها، فقررت أن تجهز عليه وتضغط على بطنه الصغير حتى أصيب بنزيف داخلي حاد، لتقتل براءته، ويقع ضحية أم غير مسؤولة ويتجلى الإهمال في أقسى صوره.
أحيلت الأم الجانية إلى النيابة العامة ووجهت لها تهمة قتل رضيعها، بعد ما تبين أن الوفاة ناتجة عن العنف الصادر من والدته تجاهه، وصدر بحقها حكماً بالسجن لـ 7 سنوات.
صحيفة البيان