وصل الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم الأحد تركيا ليشهد إفتتاح مطار إسطنبول الجديد، على يد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”.
وتأتي زيارة الرئيسين السوداني المشير البشير والقطري الشيخ تميم إلى إسطنبول اليوم، وسط أحداث ساخنة وتصريحات ملتهبة من عدة أطراف عالمية، عقب إغتيال الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” بالقنصلية السعودية في إسطنبول.
والموقف المتشدد من الرئيس التركي “أردوغان”، بمطالبته بمن أعطى الأوامر بقتل خاشقجي، كما طالب أردوغان خلال مؤتمر صحافي، السعوديين بالكشف عن المتعاون التركي “الذي يقولون إنه تسلم الجثة”.
وقال الرئيس التركي في أقوى تصريح له قبل يوم من قدوم ضيفيه الرئيسين السوداني والقطري إلى بلاده :”نملك المعلومات عن الذين ارسلوا فريق الاغتيال، والذين اعطوا اوامر عملية قتل جمال خاشقجي في تركيا، لكننا لسنا مستعجلين، والسلطات السعودية ستعلن اولا” .
وشدد أردوغان على ان الأشخاص الـ18 “الموقوفين في السعودية”، يعرفون قاتلي جمال خاشقجي لأن الجاني بينهم، وقال :” طالما اعترفتم بقتل جمال خاشقجي فأين جثته؟! القتلة معروفون لكن من الذي أعطى لهم الأوامر؟!
وأضاف “أردوغان” قلت للسعوديين اذا لم يتكلم المنفذون للجريمة سلموهم لنا ونحن نعرف كيف نجعلهم يتكلمون”.
وقال أردوغان مخاطبًا السعودية حول مقتل جمال خاشقجي: إذا كنتم تريدون إزالة الغموض، فالموقوفون الـ18 هم النقطة المحورية في التعاون بيننا. وإذا كنتم لا تستطيعون إجبارهم على الاعتراف بكل ما جرى، فسلّموهم إلينا لمحاكمتهم كون الحادثة وقعت في قنصلية السعودية بإسطنبول.
واكد أردوغان : “لدينا معلومات ووثائق أخرى ‘عن مقتل جمال خاشقجي”، ولكن لا داعٍ للتعجل إن غدا لناظره قريب”.
الأمر الذي يطرح تكهنات قوية، بتحرك الرياض والقاهرة لوساطة سودانية مع تركيا لتهدئة إصرار “أردوغان” وإلحاحه بالإعلان عمن أعطى الأوامر لقتل خاشقجي، كما لايستبعد أن تتم تسوية سياسية لإعادة العلاقات وفك الحصار الخليجي مع قطر في ظل حضور أميرها لإسطنبول، واللغة الناعمة تجاه الدوحة من قبل الرياض خلال مؤتمر مستقبل الإستثمار.
وتعيش تركيا غدا ” الإثنين “أكبر حدث تاريخي واقتصادي هذا العام، حيث يفتتح الرئيس رجب طيب أردوغان، مطار إسطنبول الجديد، الذي سمي بمشروع القرن، و الذي يُعتبر أكبر مشروع للبنية التحتية في العالم.
ويقام الاحتفال التاريخي بالتزامن مع الذكرى الـ95 لتأسيس الجمهورية التركية، ويقع المطار في القسم الأوروبي من إسطنبول بمنطقة “أرناؤوط كوي”، قرب البحر الأسود، على مساحة تقدَّر بنحو 77 كم، وله سبعة مداخل رئيسية و229 نقطة مراقبة جوازات للقادمين والمغادرين و77 بوابة طيران.
وستكون سعة المطار السنوية في المرحلة الأولى 90 مليون مسافر، وفي الثانية 150 مليوناً، كما أنه مزوَّد بأحدث أجهزة مراقبة وتوجيه الملاحة الجوية وأنظمة أمنية متطورة.
ومن المتوقع أن يسهم المطار الثالث بـ4.9% من إجمالي الدخل المحلي في تركيا بعد انطلاقه، إلى جانب 79 مليار دولار أرباحاً إضافية.
ويعرف باسم “مشروع القرن” بمساحة واسعة تتسع لـ150 مليون راكب، وتصل إلى 200 مليون عند انتهاء مراحل إنشائه الأربع، مع وجود 165 جسراً لنزول الركاب من الطائرات، وبمساحة داخلية تبلغ مليوناً و500 ألف متر مربع، ومواقف سيارات تسع لـ7 آلاف مركبة، و6 مدارج هبوط وإقلاع مستقلة، و16 مدرجاً موازياً، و6 ملايين و500 ألف متر مربع ساحة وقوف تسع لـ 500 طائرة.
ويحتوي المطار كذلك على 3 مبان تقنية متطورة، وبرج مراقبة حركة الطائرات، وصالات للشخصيات الهامة VIP مع فنادق راقية، ومستشفيات ومركز طوارئ، وغرف للصلاة، ومراكز للمؤتمرات، و4 مبانٍ للمطار، موصلة معاً عبر الأدراج الكهربائية، و8 أبراج مراقبة للمدرجات، وقصر يتبع للدولة، ومحطات توليد الكهرباء، ومرافق لمعالجة المياه والنفايات.
يذكر انه بافتتاح المطار الجديد فسيتم التخلص من مطار اتاتورك نهائيا بهدمه وتحويل ارضه الى متنزه كبير بحسب ما اعلنته الحكومة التركية.
ويبقى السؤال المهم، هل سيغيب ذكر الرياض في وجود البشير وتميم وأردوغان، والذي يلعب الأول بينهم “ملك التوازنات” الوصف الذي وصفه به المغدور خاشقوجي للرئيس البشير، ليكون مهماً متعلقاً به “نفسه” كما شاءت الأقدار.
أبومهند العيسابي
الخرطوم (كوش نيوز)