ظل صوت الحكومة السودانية يشكل غياباً ملموساً في مواقع التواصل الإجتماعي، التي أصبحت قبلةً للرأي العام وأهم الوسائط الإعلامية في تشكيله، متفوقة على الإعلام التقليدي بشكل لايُقارن من ناحية فاعليتها وتأثيرها.
ولأن الطبيعة لاتقبل الفراغ، كان صوت المعارضة السودانية هو من يملأ هذا الفراغ لسنوات خلت، بخطابها الذي يتسق مع أجندتها، وحربها الضروس التي تهدف للتقليل من أي إنجاز حكومي، وتضخيم إخفاقاتها للتأثير على الرأي العام، وقد نجحت في ذلك كثيراً.
حتى فاجأ رئيس الوزراء السوداني “معتز موسى” رواد مواقع التواصل الإجتماعي بدخوله بحسابين نشطين في تويتر وفيسبوك، يديرهما بنفسه، متابعاً عن قرب للمقترحات والأفكار والآراء، في أول سابقة من نوعها لمسؤول سوداني.
الأمر الذي أثار غيرة خصومه، ليطلقوا هشتاغ ساخر، غرّد كأنك معتز، هدفه الإستخفاف بما ينشر وتقليل تأثيره، إلا أن الرجل لم يعبأ بذلك ولم يعيره إهتماماً، مواصلاً نشاطه ومُبدياً إهتمامه بمتابعيه، حتى جعلت منه “قناة الجزيرة الفضائية “في تقرير لها نموذجاً للتعامل على مواقع التواصل.
مع بدايات “معتز” في الفضاء الإسفيري، لاقى الرجل هجوماً كاسحاً تجاه كل ماينشر، وسرعان ما هدأت هذه الوتيرة لتبرز الآراء النيرة والأفكار الثاقبة، والمقترحات المجدية، والنقد الموضوعي، الذي يجد إهتماماً وإستحساناً منه ومن متابعيه، كما أصبح حائطه مُتنفساً لكل من يحمل “غبينة” أو هواءً ساخناً كان كاتماً لصدره.
وكانت “كوش نيوز” قد رصدت كثيراً من هذه الأفكار و الآراء الثاقبة، التي قد لاتجدها عند مستشارين، فأفردت مانشيتاً “هل سيستغني القصر ومجلس الوزراء عن مُستشاريهم بعد دخول ” موسى” مواقع التواصل.
وبسند خلفيته الإعلامية ملأ “موسى” فراغاً كبيراً كان شاغراً للحكومة السودانية في الأسافير، كما جذب مناصرين، الأمر الذي أثار غيرة المعارضة بعد تهديد سطوتها على هذا الفضاء الذي يبدو أن الحكومة قد إكترثت إليه أخيراً .
ومابين هذا وذاك ، يرغب المواطن السوداني في الداخل والخارج، أن يحصل على الحقائق فقط لاغير، دون تغبيش أو تزوير .
أبومهند العيسابي
الخرطوم (كوش نيوز)