حدث الساعة خاشقجي ؛ وقد إتضح ما آل اليه مصيره إلا انه قضيته اثبتت ان الإعلام صار قوة من لم يحز منها ما يشمل المحيط والمخيط فهو عاري من الملابس ومواقفه عارية من الصحة كان الحق معه او عليه ؛
ما حدث بتداعياته واثاره رجحت فيه كفة الرواة والمقريرين من كتبة الاخبار والتقارير ؛ ويجب الإعتراف ان الإعلام التركي ؛ أدار الامر بانسجام وانضباط تكتيكي يدرس ويفسر ؛
روايات منضبطة تفسيرات متحدة المعاني ونقل وضح فيه الإتساق ؛ حدث هذا رغم ان هناك اعلام ضد اوردغان وقد يعاديه لكن هذا لم يستدعي الخروج عن الإطار المصلحي العام للدولة ؛ ووضح ان ان هناك منافذ خصتت جعلا للإعلام الخارجي ؛ عبر مصادر مؤكد انها من مطابخ التحقيق والمعالجة المرتبطة بالقضية ؛
تنظيم دقيق متى يتحدث الامني وبماذا وتحت ميزة الشبح الذي تدل عليه معلومته فقط واين يبرز المصدر الرسمي المعني بإدارة الملف قانونيا ؛ وحتى القيادة السياسية الرئيس ووزير الخارجية تحدثا بايجاز معمم ولكن مقتضب وفي شكل رسائل تساند الاتجاه العام دون ان يتداخل سلك في مكان مسمار وان ان يتدلي فك امام لاقط صوت فيعقد مسارات الاطراف ؛
قناة (الجزيرة) مضت في ذات النهج ؛ تغطية شاملة تمددت فوق مسرح الجريمة ورابطت في غرف التحليل والاستعراض وتشابكت في غرفتها المركزية العواصم فوقعت قواصم الحقائق على مدار الساعة مع اسلوب غير منفر لخاصية الترسيخ والتركيز بوضع مسار محدد قوامه اثبات الجرم ودعم الإدانة دون الحاجة للفظ شاتم او تعبير فظ ليكون هذا هو العمود الفقري مع تغطيته بلحم وشحم تنويع الافادات والاضاءات من محللين اظن بتعبير ادق كانوا مثل الشجر على مسار نهر الحدث ؛
تتبدل زوايا العرض واجلاس الضيوف ويظل المسار الرئيسي قائما وهو جر المشاهد لموقف الانحياز لاستبشاع ما حدث ؛ المثال التركي والجزيري ان صح وصفي اثبت وطالما انه موصوم بإعلام الاخونة انه اعلام (شفت) وقوي الفعالية وقد لاحظت ان حتى الاعلاميين في (الجزيرة ) ظلوا الاشد في رمي النبل حتي في تغريداتهم وانشطتهم خارج الدوام ؛ كما فعل (فرح آري) ؛
وبالمقابل اظهر الاعلام الاخر فقرا مضحك رغم تساوي الامكانيات بل واظن ان الصف الثاني _المناهض للجزيرة _ امكانياته اوسع لكنه ادار العملية الإعلامية بذات بؤس تنفيذ العملية ذاتها واظنه كان وبالا على من صنعوه وادخروه ليوم كريهة وسداد ثغره تركه مفتوحا مثل الهوة السوداء ؛ الاعلام التركي والجزيرة يكتسحون المرمي من كل الزوايا ؛ من يقول ان ما يحدث لا مهنية فيه متحامل وحسود .
بقلم
محمد حامد جمعة