بعد قطيعة دامت سنوات، وكانت مليئة بالاتهامات المتبادلة، تشير الأنباء لحدوث لقاء نادر بين الصادق المهدي وابن عمه مبارك الفاضل بعاصمة الضباب (لندن) في الايام الماضيات، وجاء اللقاء في سرية تامة دون الإفصاح عن تفاصيله والتكتم الشديد عليه من قبل الطرفين
تكتم كبير
وبحسب مصادر تحدثت (للصيحة)، فان مبارك الفاضل اكتفى برسالة قصيرة وضعها في قروب المكتب السياسي تشير لحدوث اللقاء دون الإفصاح عن تفاصيله، بينما مارس حزب الأمة القومي الصمت التام إزاء ما رشح عن حدوث لقاء جمع بين المهدي والفاضل .
مبارك يبادر
خيوط اللقاء الذي جمع بين الصادق المهدي ومبارك الفاضل تقول، إن الأخير غادر إلى لندن قبل أسبوعين من الآن، حيث جاء ت مغادرته في سرية تامة، ولم يفصح عن أسباب زيارته، بعدها التقى بابن عمه الصادق المهدي المتواجد أصلاً بلندن، وقال مبارك الفاضل في حديث مختصر لعضوية مكتبه السياسي، إنه التقى بالإمام الصادق المهدي دون أن يفصح عن سر اللقاء، بينما أوضح البعض أن وصول مبارك الفاضل للندن كان لدواعٍ اجتماعية خالصة .
ماذا دار في اللقاء؟
بحسب مصادر مقربة من الطرفين أن اللقاء قصد منه في المقام الأول إزالة ما علق في النفوس بين الرجلين طوال السنوات الماضية، خاصة وأن الساحة الإعلامية قد شهدت تبادلاً للهجوم بين ابني العمومة، وكان مبارك دائماً في خانة الدفاع، بينما لم يتورع الصادق المهدي في الهجوم عليه من خلال الإطلالة الصحفية لدرجة دمغه (بالزوبعنجي)، ظل مبارك الفاضل يؤثر فضيلة الصمت في مرات كثيرة ويرد في أحايين قليلة.
ويشير المصدر الذي تحدث لـ(الصيحة) أن اللقاء ناقش الراهن السياسي وإمكانية حدوث تقارب بين الحزبين عطفاً على الاتفاق على العمل السلمي، من أجل إزاحة الحكومة وإحداث التغيير بطريقة سلمية .
مبعوث حكومي
الأيام الماضية، أعلن الصادق المهدي عن عودة وشيكة له للسودان بعد فترة وجيزة قضاها بلندن إثر حرمانه من دخول القاهرة، البعض ربط عودة الصادق المهدي بزيارة مبارك الفاضل له بمقر إقامته، ومضى البعض للقول إن مبارك غادر لندن كوسيط حكومي يحمل رسالة من الحكومة السودانية تحث الإمام المهدي على العودة للسودان، لكن هذا ما نفاه القيادي بحزب الأمة فتحي مادبو، إذ قال: اللقاء بين الرجلين جاء في قالب اجتماعي وليست له صلة بالجوانب الرسمية، وكشف مادبولـ(الصيحة) عن مغادرة الفاضل إلى لندن بغرض الاستشفاء وإجراء بعض الفحوصات الدورية، كاشفا أن مبارك الفاضل غادر إلى لندن بغرض الاستشفاء، ولم يكن مبعوثاً حكومياً لإقناع الصادق المهدي بالعودة للسودان، وأبان: (مبارك الفاضل في زياراته الخارجية حريص على لقاء كل الرموز السياسية بالخارج، ومن الطبيعي أن يلتقي ابن عمه الصادق المهدي وأن يتطرقا للشأن العام).
شأن داخلي
ثمة من يرى أن اللقاء ربما يؤدي لوحدة اندماجية بين حزب الأمة القومي وحزب الأمة بقيادة مبارك الفاضل، خاصة وأن مبارك عاد لحزب الأمة مرة أخرى بعد خروجه الشهير منه في 2002م، لكن عودة مبارك الأخيرة لم تدُم طويلاً حيث خرج من الأمة القومي، وعاد لنفض الغبار عن حزبه الذي تم حله، لذا لا يستبعد البعض أن يعود مبارك الفاضل مرة أخرى لصفوف حزب الأمة القومي، لكن هذه الفرضية يستبعدها رئيس المكتب السياسي بحزب الأمة القومي محمد المهدي حسن، حيث قال إن التقارب بين الحزبين تتم مناقشته داخلياً بين المكاتب السياسية للحزبين، ولا تتم مناقشته في اللقاءات العابرة، وحول تواتر أنباء عن لقاء بين المهدي والفاضل، قال محمد المهدي لـ(الصيحة)، إذا صدقت الأنباء التي تشير للقاء فإنه لن يخرج عن الجانب الاجتماعي، وقال: لا أستبعد لقاء الصادق المهدي ومبارك الفاضل بلندن خاصة وأنهم أبناء عمومة، نافياً بشدة وجود قطيعة بين الرجلين، مشدداً بالقول: المهدي والفاضل يلتقيان بشكل دائم في مناسبات الأنصار، ولا توجد قطيعة بينهما، بالتالي طبيعي أن يلتقيا في الخارج بصورة اجتماعية عادية، دون أن يكون اللقاء سياسياً .
هل مبارك خرج مغاضباً
بعض التسريبات هنا وهناك تقول، إن مبارك الفاضل غادر مغاضباً من الحكومة خاصة بعد رفضه المشاركة في تشكيلتها الأخيرة بعد إزاحته من وزارة الاستثمار رغم ملاحقة المؤتمر الوطني له من أجل تسمية ممثل له في الحكومة، إلا أن الرجل رفض بشدة المشاركة في الحكومة والاكتفاء بالاستمرار في الحوار الوطني.
مصدر مقرب منه نفى مغاضبة مبارك الفاضل، وقال لـ(الصيحة)، الفاضل مستمر في الحوار الوطني وعدم مشاركته في الحكومة لا تعني رفضه للحوار، وأضاف المصدر: لا أعتقد أن مغادرته إلى لندن الغرض منها الخروج من الحكومة وتكوين جبهة معارضة بالتعاون مع الصادق المهدي، بل غادر قبل أسبوعين، وسيمكث عدة أيام أخرى، وسيعود للسودان، أعتقد أن اللقاء إن حدث فلن يتلفّع بالثوب السياسي.
الخرطوم.. عبد الرؤوف طه
صحيفة الصيحة