الوفد المرافق لسيادته

صورة عبر الأسافير لمسؤول سويسري رفيع المقام تظهره جالساً على الأرض يكتب على أوراق متفرقة.. التعليق المرفق مع الصورة يقول إنه على وشك الدخول الى جلسة من جلسات الأمم المتحدة.. أول سؤال بدر على ذهني.. (طيب وين الوفد المرافق بتاع سيادته).. اذ عادة ما يظهر المسؤولين تبعنا وحولهم وفد رفيع المستوى.. كثير العدد.. يرافقه في الحل والترحال.. ولم يحدث طوال سنوات عمري أن سمعت أو شاهدت ولاة أمورنا وهم يسافرون فرادى.. أو حتى بوفود رشيقة.. يكون من شنو دا يا ربي؟

المفارقة أن صورة السويسري.. أتت الي متزامنة مع صورة لوفد السيد رئيس الوزراء الى ولاية الجزيرة.. الفيديو لوفد السيد رئيس الوزراء كان يظهر البص الذي يقل مجلس الوزراء.. ومن ثم يليه عربات دفع رباعي.. لم أستطع عدها بصراحة.. اذ انشغلت بمتابعة تعابير أمراة من عامة الشعب يبدو أنها كانت عابرة للشارع عندما مرت (السيرة المرقت عصر)…. كانت تضع يدها على خدها.. ساهمة تنظر لسير العربات.. ولسان حالها يقول (مخير الله في حكمو).

السيد معتز موسى رئيس الوزراء.. أبدى نشاطاً قوياً في الإصلاح.. وتغريداته التي عبر الأسافير.. أعدها شخصياً خطوة موفقة لم يسبقه أحد عليها.. لذلك أجدني متحمسة أن أرسل له نداء عبر هذه الزاوية.. وأرجو أن يصلك (تغريدي)…. رجاء يا سعادتك.. أوقف سفر الوزراء الى الخارج.. أجعلها في أضيق نطاق.. وإن كان لابد الوزير فاعلاً .. رجاءاً الغ بند الوفد المرافق.. وإن كان لا مفر منه.. اجعله لا يتجاوز عدد 2 شخص من الذين لا يمكن الاستغناء عنهم..
الوفود المرافقة هي أس البلاء.. لأنها لا سقف لها.. ليس هناك قانون يحدد عدد المسافرين.. قبل فترة كان أحد الوفود المرافقة لحضور جلسات مؤتمر خاص بالمراة.. كان 35 أمراة.. بالتمام والكمال.. .كيف كان هذا الوفد يتابع الجلسات؟.. اذ لا أعتقد أن قاعة المجلس تسمح بهذا العدد من المقاعد لوفد من دولة واحدة!!.. ولا تزال في الأذهان قصة الوفد البرلماني المكون من 40 عضواً مرافقين لوزير العدل في ذلك الوقت.. لحضور كلمته في جنيف.. الطريف في الأمر أن الوزير عندما ألقى كلمته كان في معيته 5 أفراد فقط.. أما البقية فقد تفرقوا في أنحاء أوربا ليقضوا منافع لهم.

كل الصور المتاحة للمسؤولين الغربيين تظهرهم بمفردهم.. لا وفد مرافق ولا بودي قارد ولا يحزنون.. صورة لوزير المالية الألماني وهو يمتطي دراجته في طريقه الى العمل.. صورة لعمدة لندن في انتظار المواصلات.. (طبعاً دي ما ممكن تحصل عندنا)…. صورة لرئيس وزراء كندا في دعوة غداء لرئيس فرنسا.. كانوا أربعة أشخاص.. كل رئيس وزوجته.. فقط.. فيديو يظهر وزراء رئيس فرنسا وهو يشارك رئيس وزراء الدنمارك جولة بالدراجات (دراجاااات).. في مدينة كوبنهاجن.. الوفدين لا يتجاوز عددهم التسعة أشخاص.. تخيلوا معي أن هذه هي الدول التي تعطي المنح والقروض.. لا يوجد وفد مرافق.. وإن كان لابد منه ستجد انه الوزير المعني بالملف المراد مناقشته.. إنتهينا..

ختاماً.. وفي إطار موجة التقشف والاصلاحات الاقتصادية التي تنتظم البلاد هذه الأيام.. نقول نحن دافعي الضرائب أننا لا نستطيع تحمل تكلفة أكثر من شخصين مرافقين لأي مسؤول.. لمدة لا تزيد عن ثلاث ليال.. أي شخص إضافي.. أو مدة إضافية.. يطبق عليهم قانون (العفش داخل البص على مسؤولية صاحبه).

صباحكم خير – د ناهد قرناص
صحيفة الجريدة

Exit mobile version