في بيئة العمل المليئة بالشاشات، حيث الإشعارات الكثيرة والمواد الملفتة للانتباه، وحيث تعدد المهام والإلحاح في
إنجازها، يصبح دماغنا -أداتنا الوحيدة للعمل- مهددًا بالإفراط في الإدراك، مما تنتج عنه حالة من الإرهاق الذهني المفرط وصعوبة في التركيز والحفظ.
فكيف يمكننا في هذه الحالة تنظيم عمل دماغنا؟ وكيف يمكننا حمايته؟ هذا ما حدده لموقع “أل.سي.إي” الفرنسي استشاري علم الأعصاب ومؤسس وكالة “كوغ إكس” للاستشارات والنصائح المعرفية غاوتان دو لافليون، وذلك في النقاط الست التالية:
1- راقب نفسك بنفسك، إذ على المستوى الشخصي عليك أن تتأمل في تفكيرك الخاص وتعي حجم ما يقوم به دماغك من مهام في لحظة معينة. على سبيل المثال، عندما أشعر بالجوع في الساعة الواحدة بعد الظهر، فإن دماغي يدرك أن عليّ أن أتوقف عن العمل وأذهب لتناول الغداء، لكن عندما يكون دماغي مثقلا بالمعلومات المتواردة إليه في نفس الوقت، فإن الإشارات المرسلة من جسدي لا تكون قوية بما فيه الكفاية، لذلك علينا طرح السؤال باستمرار، ومراقبة بعضنا البعض.
2- قطع الإشعارات الخارجية، فقد لا يروق هذا الأمر للكثيرين، لكن ينبغي فعلا قطع الإشعارات وخاصة الآلية منها، إذ قد يكون لدى الإنسان عدد من تطبيقات الأخبار فتتوالى عليه الإشعارات الآلية، وهو أمر مزعج.
3- فرض فترة انقطاع عن الإنترنت، فلا ينبغي قراءة رسائل البريد الإلكتروني باستمرار، بل يمكن الاكتفاء بالاطلاع عليها في أقوات متفاوتة من اليوم، كما أننا نعيش في عصر “تعدد المهام”، لكن دماغنا لا يمكنه أخذ قرارين في آن واحد، ونتيجة لذلك ينبغي تنظيم العمل وعدم الضغط على أدمغتنا.
4- أرح دماغك، فمن أجل تحفيزه بدلا من تأجيل جميع المهام التي تحبط النشاط في نهاية الأسبوع، حاول أن تناوبه بين مهام محفزة وأخرى غير محفزة، فهذا ينشط العديد من حقول الاهتمام ويجعل التركيز أفضل.
5- لا بد من فترات استراحة حقيقية، فمن المهم جدًا الحصول على فترات استراحة حقيقية، ولكن يمكن أن تكون قصيرة جدا، مثل أن تغمض عينيك بضع ثوان للسماح للفكر بالتحليق هنا وهناك.
ينظر بعض أرباب العمل إلى الاستراحة بوصفها لحظة كسل أو عدم إنتاجية، والواقع أن الاستراحة ليست مضيعة للوقت، إذ تمكن دماغنا من إعادة تنشيط بعض الموارد، فالعامل بطبعه يعاني بالفعل من انخفاض في أدائه مع مرور الوقت، ويمكن أن يصاحب ذلك انخفاض في القدرة التنظيمية وتعب، وإذا حصل الشخص على استراحة حقيقية فإن ذلك يزيد من كفاءته وأدائه.
6- ينبغي للمسؤول أن يكون القدوة، ودور المدير في هذه الحالة أن يتحدث مع فرقه وأن يجرب هذه الممارسات بشكل جماعي ويقيمها، ويمكن تحسين الكثير من الأشياء شريطة التعاون بين المنظمة والفرق والمدير.
الجزيرة نت