حديث الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” عن المملكة العربية السعودية قبل أيام ، وابتزازه القبيح والسافر لحكومتها ، يمثل فصلاً جديداً من فصول سقوط هيبة ووقار واحترام مؤسسة الرئاسة في البلد الأعظم “الولايات المتحدة الأمريكية” !
لم يحدث في تاريخ البيت الأبيض أن حل عليه رئيس بهذه الفجاجة والجلافة والغباء .
نقل “دونالد ترمب” كل ثقافة وسلوك حلبات (المصارعة الحرة) الأمريكية التي كان مصارعاً فيها ومدرباً لأصحاب الأجسام الضخمة والعقول الصغيرة ، قبيل توليه الرئاسة في أمريكا بتسع سنوات فقط ، نقلها بالمسطرة إلى المكتب البيضاوي في “واشنطن” وسط دهشة وذهول وعجز مؤسسات صناعة القرار والسياسة الخارجية في الولايات المتحدة !
ما هذا الهراء الذي يردده “ترمب” ، أن السعودية غير قادرة على حماية أراضيها لمدة أسبوعين ، لو أن هذا الخرتيت سحب حمايته لها ؟!
السعودية محمية بقوة السماء منذ أن بنى سيدنا “إبراهيم” بيت الله الحرام في “مكة” وقامت عليها كعبته المشرفة .
أما سمعت عن الطير الأبابيل وحجارة من سجيل ، وكيف تسمع ، وكيف تقرأ وعقلك الهزيل لا يستوعب غير أسعار العقارات في “نيويورك” وقواعد لعبة المصارعة ؟!!
كيف سمح مستشاروه وكبار ساسة ومفكري الدولة الأكبر في العالم لهذا الرئيس الأخرق أن يخاطب العالمين بهذه الفجاجة ، ضارباً بعرض الحائط كل إرث وأدبيات الرئاسة والدبلوماسية والعلاقات الدولية في الولايات المتحدة الأمريكية ؟!
أين عقلاء أمريكا .. وهل بقى في إداراتها عقلاء ؟
هل يمكن أن يتفوه أي رئيس دولة صغيرة ومغمورة من (جمهوريات الموز) بما يقوله ويكرره “دونالد ترمب” ؟!
إن المملكة العربية السعودية هي التي وهبتك (460) مليار دولار ، قيمة لطائرات وبارجات وصفقات سلاح هي ليست في حاجة ماسة إليها ، لكنها تساعدك كحليف على أن تقدم كسباً لناخبيك المخابيل الذين ارتكبوا في حق بلادهم جرماً تاريخياً لن يغتفر لهم وله بانتخابك رئيساً ، فهاهي دولتهم الأقوى متوحلة في ورطات متلاحقة سياسية ودبلوماسية وقانونية ، مرة مع روسيا ، ومرات مع الاتحاد الأوروبي ، الصين ، كوريا الجنوبية والشمالية ، اليابان وكل بقاع الدنيا !
لم تعد للرئاسة مكانة .. ولا رصانة .. ولا بريق ، فقد أهانها “دونالد ترمب” ومرغ أنفها في التراب !!
الهندي عزالدين
المجهر