أعاد الأستاذ “معتز موسى”، رئيس الوزراء، وزير المالية، حالة الانضباط التي اشتهر بها النائب الأول لرئيس الجمهورية، الأستاذ “علي عثمان محمد طه”، دخل الأستاذ “معتز” قاعة مجلس الوزراء عند الساعة الثامنة صباحاً وهو الزمن الذي حدد لانعقاد الجلسة الاستثنائية للمجلس، للنظر في سياسات الصادر والوارد، بعد قراءة آيات من القرآن الكريم، بدأ المجلس جلسته والتي استمع فيها إلى تقرير من الدكتور “محمد خير الزبير” محافظ بنك السودان، قدم من خلالها شرحاً لسياسات الصادر والوارد والفائدة التي يجنيها الاقتصاد السوداني منها، وقال إن تلك السياسات ستعود بالفائدة على المواطنين لأن أسعار العُملة يتحكم فيها مضاربون من أجل المصلحة الشخصية، ولكن السياسة الجديدة ستكون عبر آلية مكونة من خمسة بنوك وخبراء مختصين بالداخل والخارج، هم الذين سيعملون على تحديد السعر يومياً وكل من يخالف تلك السياسة سيعرض نفسه إلى القانون، السيد الوزير “معتز” من خلال مداخلته قال إن البنوك التي ستعمل على المضاربة بالعُملات الأجنبية ستعرض نفسها إلى الإغلاق النهائي بالشمع الأحمر، وقال إن السياسة الجديدة لا علاقة لها برفع الدعم عن أي سلعة، فالوضع سيظل كما هو إلى أن يتم خفض التضخم واستقرار أسعار العُملة، أما الآن فلا تحرير للدولار ولا تعويم للجنيه، وإنما سياسة من أجل رفع الاقتصاد، وقال الدكتور “محمد خير الزبير” إن سياسات وإجراءات الصادر والوارد هدف منها مراجعة وإصلاح سياسات الصادرات غير البترولية، وصادر الذهب، بما يحقق أعلى عائد من العُملات الحُرة، وقال إن الصادرات غير البترولية تحددها عدة عوامل وهي سعر المنتج عند باب المزرعة وسعر المنتج على ظهر الباخرة والسعر العالمي وسعر العُملة الوطنية، وقال إن شراء عائدات الصادر سيتم الشراء بالنقد الأجنبي، وهناك آلية مستقلة تتكون من صناع السوق وبعض الخبراء لتحديد سعر الصرف بالعُملة المحلية، وتعلن الآلية سعر الصرف وفقاً لمؤشرات العرض والطلب، ويطبق على شراء حصيلة الصادرات غير البترولية بما في ذلك صادرات الذهب وشراء عائدات صادر الخدمات وشراء موارد النقد الأجنبي تحويلات العاملين بالخارج، وقال المحافظ إن صادرات الذهب سيستمر بنك السودان في الشراء عبر الوكلاء المعتمدين بموجب عقود بينهم وبنك السودان، دون قيود لعدد الوكلاء والشراء المباشر عبر نوافذ بنك السودان، إن السياسات الجديدة وجدت الاستحسان والقبول من الوزراء ووزراء الدولة ورؤساء التحرير، حيث بلغت المداخلات حوالى (37) مداخلة منها أربع عشرة مداخلة من رؤساء التحرير خلال الجلسة التي امتدت لأربع ساعات.
إن السياسات التي أجيزت من خلال جلسة الأمس فيها كثير من البشريات رغم عدم تفاؤل البعض ظناً منهم بأن الأسعار سوف تشتعل وإن الدولار سوف يتصاعد، ولكن السيد رئيس الوزراء متأكد من تلك السياسات ونجاحها يسانده فيها القطاع الخاص والإعلام الذي يعد الشريك الأساسي فيها، صحيح هناك مخاوف من هذه السسياسة لمن لم يستمعوا إلى تلك الجلسة المهمة والتي أزاحت كثيراً من المخاوف والهواجس حتى على مستوى المسؤولين، ومن أهم البشريات التي خرجنا بها من لقاء الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء أمس تخفيض الدولار الجمركي تدريجياً فالتخفيض سيعيد الوضع السابق قبل أن يصبح السعر ثمانية عشر جنيها بدلا من ستة جنيهات.. وفي نظري هذه ستعمل على إدخال الكثير من السلع والبضائع بعد أن أحجم التجار من الاستيراد بسبب رفع سعر الدولار الجمركي، عموماً السياسة ستمضي طالما السيد رئيس الوزراء يمتلك الحماس والإصرار على تحسين الوضع الاقتصادي والذي سينعكس إيجاباً على معاش الناس.
صلاح حبيب – لنا رأي
صحيفة المجهر السياسي