انتقلت عدوى عمليات تجميل الإنسان للحيوان وخاصة الإبل التي دخلت مرحلة التنافس في تجميل أجزاء من جسمه عبر نفخ شفاه الإبل، وقص أذنيها وتصغيرها، وإخضاعها لجلسات حلاقة، وحمام صابون.
ويتم ذلك بغرض تزيينها ولفت الأنظار إليها، ويجري عمليات التجميل أطباء بيطريون بطلب من ملاك الإبل ما تتطلب تدخل السلطات السعودية ومنع عمليات التجميل ومعاقبة مرتكبيها.
في البداية سلطت “سبوتنيك” الضوء لمعرفة أين تقع عمليات تجميل الإبل وأساليبها والدوافع لها ولماذا منعت وما العقوبة.
تحدث لـ”سبوتنيك” مربي ومالك الإبل بالعاصمة السعودية الرياض، خالد القحطاني، عن عمليات تجميل الإبل مبيننا أنها تتم من خلال أطباء بيطريون بطرق غير نظامية ومخالفة للأعراف الطبية لزيادة دخلهم المادي، مشيرا إلى أن الطبيب البشري لا يجري عمليات تجميل الإبل كما يظن البعض.
وعن الأسباب التي تدفع ملاك الإبل إلى إجراء عمليات تجميلية لإبلهم قال القحطاني: “يعود ذلك لعدة أسبابا أهمها الاهتمام بمظهرها الخارجي والتنافس عليها في مسابقات جمال الإبل وسباق الهجن والمشاركة بها في المحافل الوطنية، وارتفاع أسعارها خلال عملية البيع.
وعن الأماكن المحددة التي يتم تجميلها في جسم الإبل أوضح مربي الإبل القحطاني أن التجميل في الغالب ما يكون في شفاه الإبل، والأذنين بعمليات جراحية لما يميز تلك المناطق بالجمال وحسن المظهر، لافتا الى ذلك مدعاة للتفاخر بين ملاك الابل واضاف لدينا إبل مميزة بالجمال الطبيعي ويتغنى بها ملاكها، في كافة المحافل لندرتها ذات العيون الزرقاء أو المخطط باللون الأبيض، كما تتميز بالسنامين ويتجاوز أسعارها ملايين الدولارات.
واعتبر القحطاني أن عمليات تجميل الإبل غش، لاسيما عمليات قص الأذن وتصغيرها، وجلسات حلاقة، وحمام صابون، بغرض تزيينها ولفت الأنظار إليها أثناء بيعها للترغيب في شرائها.
وعن صالونات الحلاقة الخاصة بالإبل بين القحطاني أن الصالونات تنشط قبل مسابقات جمال الابل، ومحافل البيع العامة، يجرون فيها عمليات تنظيفها وتزيينها، بقصات تجمل مظهرها من ثم يتم تنظيفها داخل حمامات خاصة بالإبل.
في السياق ذاته، أكد استشاري الجلدية والتجميل الدكتور أحمد الأكلبي، لـ”سبوتنيك” أن عمليات تجميل الإنسان تختلف عنها في الحيوان وكلا منها لها أسباب ومسببات، فالطبيب البشري لا يمكن أن يجري عملية تجميلية للحيوان بالرغم من كون المادة المجملة للإنسان في الغالب يتم استخدمها في عمليات تجميل الحيوان وهي البوتوكس وغيرها وتتباين تكلفتها عند الإنسان والحيوان كما تتباين المواضع الجسدية بينهما في الإنسان يستخدمها في أماكن متعددة إلا أن ملاك الحيوانات وتحديدا الإبل يركزون على تجميل شفة الإبل السفلى حتى تتدلى وتطول، والأنف والمواضع المائلة بقصد إبرازها وتكبير حجمها، لحصولها على تقييم ونقاط خلال مشاركتها في مسابقات جمال الإبل.
إبل خلال في المراح
من جانبه، تذمر الطبيب البيطري في مستشفى التويج البيطرية الدكتور محمد فهمي من الممارسات البيطرية التي تنافي أخلاقيات المهنة كتغيير خلقة الحيوان أيا كان سواء أبل أو غيرها مطالبا الأطباء الممارسين لمهنة الطب البيطري أن يتركوا المهنة إن كان غرضهم من العمليات التجميلية الكسب الغير مشروع، وتساءل الدكتور محمد فهمي لماذا يقوم ملاك الإبل بإجراء عمليات تجميل إن كانت من باب الفوز في المسابقات فهذا يعتبر غش، وإن كانت بقصد تعديل تشويه أو عاهة في أي عضو بجسد الحيوان فهذا عمل جيد وإلا فلا.
من جانبه، أكد مدير عام إدارة الصحة والرقابة البيطرية في وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية الدكتور علي الدويرج لـ”سبوتنيك”، أن وزارة البيئة منعت عمليات تجميل الحيوان وبالتحديد الإبل ولم يتم حظر عمليات التجميل للإبل التي تتم لدواعي طبية بحتة، وإنما تم حظر الاستخدام غير الأخلاقي لعمليات تغيير ملامح الحيوانات، والتي غالبا تتم بطرق مسيئة لها ولا تراعي الممارسات الطبية البيطرية الجيدة وكذلك الرفق بالحيوان، واصطلح على تسميتها بـ”عمليات التجميل”.
مؤكدا رصد وزارة البيئة السعودية حالات تجميلية للإبل وإصدار عقوبات مالية بملاك الإبل وقال رصدنا العديد من تلك الحالات بطرق مختلفة وتم معاقبة عدد من ملاك الإبل ممن قاموا بتعمد إجراء تلك العمليات إضافة إلى بعض البياطرة الذين قاموا بإجراء مثل تلك العمليات بعقوبات مالية وصلت إلى 50ألف ريال في بعض الحالات، حيث أن العقوبة تشمل صاحب الإبل المسيء وكذلك أي ممن له علاقة بتلك الإساءة بطريقة أو بأخرى متى ما توفرت الأدلة على ذلك.
سبوتنك.