هل أصْبَحْنَا مِثل لِيبيا؟

مُنذ تَفجُّر ثورات الربيع العربي، ظلّت السُّلطات تستخدم فزاعة الأمن لكبح أيّة بذرة احتجاج، فعلى الدوام تستشهد السُّلطة بالسيناريو الليبي أو السوري، لكن يبدو أنّ هذه الفزاعة بدأت تتساقط.

على مدى أسبوعٍ، ظلّت مواقع التواصل الاجتماعي تتداول وقائع من شوارع الخرطوم تحكي احتكاكات بين شباب وقوات ترتدي زيّاً عسكرياً وصل الأمر حَدّ حلاقة الرؤوس، وما بين مُصدِّقٍ ومكذبٍ لحالة الفوضى في شوارع العاصمة، تداولت ذات المواقع صوراً لشباب حُلقت رؤوسهم على يد هذه القوات، ثُمّ تداولت المواقع مقطعاً مُصوِّراً يُؤكِّد وقوع الحادثة.

وأكّد ذلك ما كتبه مقدم برامج بقناة سودانية 24 الذي حكى وقائع ما جرى له في أحد شوارع الخرطوم.
سَرَت حالة من الرعب بين المُواطنين جَرّاء ما يحدث دون أسبابٍ، بعض مِمّن قابلتهم هذه القوات عرفت نفسها بأنّها تتبع لـ «الدعم السريع» من خلال ما تم تداوله، ليس هناك هدفٌ واضحٌ لهذه القوات غير إثارة الفوضى والخوف في الشارع.

لم تخرج جهة رسمية لتُوضِّح حقيقة ما يَحدث في شوارع العاصمة التي ظلّ حاكموها يتباهون بأمنها.. قبل يومين أعلنت قوات الدعم السريع أن لا علاقة لها بأيّة حملات في الشوارع وأنّها بريئة مِمّا حَدَثَ.
أمس أعلنت الشرطة أن لا علاقة لها بأيّة حملات في شوارع العاصمة.
عاصمة مُمتلئة على جنباتها بالقوات النظامية وبمُختلف أجهزتها الاستخباراتية لا تعلم شرطتها حقيقة ما يحدث في شوارعها، حقٌ للجميع أن يشعر بالرُّعب!

بعد احتجاجات سبتمبر 2013م وما تلى ذلك من تقارير حول مَن قتل المُتظاهرين، كانت لجنة الأمن بالبرلمان قد تَوَصّلَت إلى نتائجَ مُذهلةٍ، بعد عامين من الصّمت جادت قريحتها بأنّ سَيّارات بدون لوحات أطلقت الرصاص على المُتظاهرين، والجميع يعلم لأيّة جهات تتبع هذه السّيّارات.

كانت هذه النتائج المُذهلة تفضح حالة الفوضى المُستشرية، إذ كيف تسمح السُّلطات بسيّارات دُون لوحات أن تجوب شوارع العاصمة وتطلق الرصاص!

هذه الحملات البربرية التي تبرّأت منها قوات الدعم السريع، ثُمّ قوات الشرطة، تُوضِّح حقيقة واحدة وهي أنّ العاصمة ضربتها الفوضى.. شرطة ولاية الخرطوم بكل ما تملك من أجهزة لم تَستطِع التّعرُّف على القوات أو لا تستطيع أن تُشير إليها.
إن كان في الأمر ثمة رسائل سياسية لجهة ما داخل السُّلطة أو السُّلطة نفسها فهذا لعبٌ بالنار.!

بقلم
شمائل النور

Exit mobile version