محمد أبو زيد مصطفى وزيرالسياحة والآثار السابق والقيادي في جماعة أنصار السُنة.. اختير ضمن التشكيل الوزاري الجديد ليكون وزيراً للصحة، وعرف نفسه من قبل بـ (محمد أبوزيد مصطفى محمد جميل)، من عائلة أولاد “جميل” بمحلية الكاملين ولاية الجزيرة، أسرته من مؤسسي منطقة الكاملين، تفرعت منها قرى منطقة الجميعابي الشيخ الطيب، والده الجميعابي”أبوزيد” كان اتحادياً وختمياً، تم سجنه في العام 1967 لعام كامل إثر مقاطعته الانتخابات، والاعتداء على مركز(أبو عُشر) وإفشال العملية الانتخابية استجابة لنداء حزب الشعب الديمقراطي عندما تم فصله .
درس أبوزيد التعليم العام بالجزيرة، والتعليم العالي بالخرطوم، والأولية بالمعيلق الغربية والريحانة المتوسطة، كان لاعباً بمنتخب كرة قدم في المدرسة الثانوية وهدافًا من الطراز الأول.
الجانب الفكري
ظهرت انتماءاته الفكرية خلال المرحلة الثانوية، اهتم كثيرًا بالجوانب الاجتماعية والرياضية حسب تصريح سابق له، ذلك لأن أهله كانوا أهل زعامة، وتطورات حياته كانت تتصف بالغرابة، نتيجة لتفوقه في أحايين كثيرة أكاديمياً، ولكن سرعان ما ينتكس مرة أخرى ويرسب فيها، كان مولعاً بالإنجليزية والرياضيات وبالرغم من ذلك، فان الأكاديميات لم تكن اهتماماً أساسياً بالنسبة له حسب اعترافه، يقول: كنت أتخوف من أن يكون ذلك على حساب النشاط التنظيمي والاجتماعي والرياضي، يعتبر أول من أسس تنظيماً للطلاب في وسط أنصار السُنة في مدرسة الحصاحيصا الثانوية قبل الانتقال إلى الخرطوم.
الجامعة
كانت رغبته تنصب فى دراسة اقتصاد جامعة الخرطوم، بعد أن أصبح خطه يتوافق مع التنظيم الفكري، ولكنه تنازل عن رغبته لمصلحة التنظيم الذي رأى أن تكون وجهته القادمة هي السعودية، التي جعلته يتجه إلى الجانب الأكاديمي، ومع عدم إهماله لمنهج الجامعة، فرغ نفسه لمعالجة القضايا التي ذهب من أجلها وتخرج في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بأبها، وزامل شيخ “إسماعيل عثمان” رئيس الجماعة السابق، ويوسف الكودة، بجانب عائض القرني وعبد الله مصلح، وعبد الله تركي، فضلاً عن زملاء من دول كثيرة من الصومال والمغرب والجزائر.
شخصيات مؤثرة
لم يأت تأثره بأنصار السنة لترتيب مسبق، إذ كان أخاه الأكبر يعمل في الهيئة المركزية في الكهرباء، هو من ربطه بشيوخ أنصار السُنة، ثم التقى بكبار شيوخها شيخ الهدية وأبوزيد ومصطفى أحمد ناجي. ويقول أبوزيد إن زميلاً له بالمرحلة المتوسطة كان من قيادات الإخوان المسلمين في المنطقة اجتهد معه ليضمه للإخوان ولكن لم ينجح.
مهام
بعد تخرجه مباشرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في (أبها) أوكلت له العديد من المهام التي تتعلق بالعمل الطلابي والشبابي للجماعة في مؤسسات التعليم العالي ومشرفاً على تأهيل الكوادر وإعدادها، ثم تطورت التكاليف ليكون مسؤولاً عن العمل السري والخاص عبر أمانة التنظيم المركزية بمقر الجماعة بالسجانة للإشراف على حركة الجماعة بالخرطوم وبقية الولايات الأخرى، بجانب العمل الخارجي ممثلاً في التواصل مع العناصر السلفية بدول المهجر، بالإضافة إلى رعاية القطاعات والشرائح الفئوية والمهنية مثل ملف خريجي الجماعة واستقطاب الدعم والتمويل الخارجي للجماعة بدول الخليج العربي والاتجاه نحو استثمار بعض رؤوس الأموال في دنيا التجارة والسوق، ثم تقلد منصب نائب الأمين العام خلفاً للدكتور إسماعيل عثمان الرئيس السابق للجماعة والذي تم تعيينه وقتها كمعتمد لمحافظة دنقلا ثم محلية كادقلي.
تيار معارض
كان محمد أبوزيد مهتماً بتشكيل تيار معارض للنظام الحاكم عبر تعبئة وتحريض قواعد ومنسوبي الجماعة “خاصة طلاب الجامعات”ضد حكومة الإنقاذ، وقاد خطاً مناوئاً للحاكمين خلف الكواليس دون أن تظهر بصماته في إطارها العام، الأمرالذي أدى لاعتقاله والقبض عليه من قبل الأجهزة المختصة، ولم يطلق سراحه إلا بعد تدخل العديد من الوسطاء والأجاويد.
مقربون منه يعرفون شغف وهاجس الرجل ونزوعه وتطلعه لكرسي رئاسة الجماعة في وقت سابق، وإصراره ليل نهار للوصول لمنصة التتويج والجلوس على مقعد الرئيس في أعقاب وفاة نائب الرئيس الأسبق الشيخ مصطفى أحمد ناجي وتخطيطه الدؤوب لإزاحة وإقصاء الشيخ أبوزيد محمد حمزة من موقعه كنائب لشيخ الهدية، لكن تداخلت عدة عوامل داخلية وخارجية أبعدت محمد أبوزيد عن بلوغ هدفه ومقصده، حيث خلق التنافس المحموم بين الأنداد واقعاً جديداً أوجد خارطة مغايرة لما كان يهوى محمد أبوزيد خاصة بعد رحيل الرئيس العام السابق ميرغني عمر عثمان، حيث اقتضت الموازنات الداخلية للجماعة عبر حسابات واعتبارات كثيرة تقديم إسماعيل عثمان لمنصب الرئاسة واحتلال الدكتور عبد الله أحمد التهامي موقع الأمين العام، ليتم سد وقطع الطريق على محمد أبوزيد في الوصول لنهائي المونديال والوقوف دون خطف النجومية، كانت الجماعة شددت على تحريم الجمع بين (الأختين) “المنصب الدعوي في المركز العام والموقع الدستوري في أجهزة الحكم والسلطة”، في محاولة اعتبرها الرجل استهدافاً موجهاً له من قبل رفقائه.
محاصصة
من جانبه اعتبر الخبير الصحي سيد قنات في حديثه لـ(الصيحة) أن وزارة الصحة وزارة خدمية وأنها في الفترة الأخيرة أصبحت وزارة محاصصة، غير أن وزير الصحة الاتحادي لا يمتلك سلطة على وزراء الصحة بالولايات، وأن دوره محدود في السياسة العامة، مشيراً إلى وجود خلل إداري أدى إلى أن يكون وضع الولاة في القيادة، ويستثني من ذلك حالة أن يكون الوزير الاتحادي جاء عبر المحصاصات أو الموازنات الحزبية، وأشار إلى مسؤولية الدولة دستورياً عن صحة المواطن، وبحسب نظرة قنات فإن الصحة ليست من أولويات الحكومة في وقت يعتمد فيه نجاح السياسات الحكومية على ما تضعه من ميزانية، واعتبر أن ما يخصص لوزارة الصحة لا يكفي لتشغيل مستشفى حكومي، مشيراً إلى أن وزير الصحة السابق بحر إدريس أبو قردة كانت له علاقات خارجية حسب وضعه المتميز مما أعطاه دفعة قوية جداً فى تحسين صورة وأداء وزارة الصحة، ويرى بأهمية أن يوجه محمد أبوزيد أهدافه نحو المواطن وصحته، مؤكداً أن هذا يعتمد على اجتهاداته في مجلس الوزراء لوضع الصحة في سلم أولويات واهتمام الحكومة، وإلا فإن الصورة ستكون أسوأ من الحاصل، وقلل من أن يكون لاتجاهات محمد أبوزيد سهم في تأدية خدمته بوزارة الصحة، وشكك في أن يخصص الولاة ميزانيات مقدرة للوزارة، مؤكداً أن ميزانيات الولايات ستوجه بما يتسق وسياسات الحزب الحاكم.
صحة “سنية”
وأكد الخبير الصحي عبد الحميد يوسف السيسي في تصريحه لـ(الصيحة) أن معظم وزراء الصحة بالولايات ينتمون إلى جماعة أنصار السنة، وأن عدداً كبيراً من الأطباء في تخصصات مختلفة ينتمون لذات الجماعة ويعملون في منظمات طوعية، مشدداً على أن الاختصاصيين المنتمين إلى الجماعة قليلو الهجرة إلى خارج السودان، فضلاً عن أن تنظيم أنصار السنة الذي ينتمي إليه محمد أبوزيد ذا علاقة وثيقة بأطراف خارجية، الأمر الذي من شأنه أن يدر أموالاً ضخمة لدعم القضايا الصحية، وتفاءل السيسي بالاتجاه الفكري لمحمد أبوزيد، مستبشراً بأن يضع حداً للصراعات الموجودة في وزارة الصحة، خاصة بين المنتمين إلى حزبي المؤتمر الوطني والشعبي.
صحيفة الصيحة.