* فى محاولة بائسة لاكتساب عطف القطاع الطبى، ظل البشير يكرر عبارته الممجوجة (أتحدى اى زول عملية ركبة بالخارج يطلع ويعرض معاى) قاصدا بذلك تفوق العلاج فى السودان على العلاج بالخارج باعتبار انه أجرى عملية تغيير الركب بالسودان .. رغم معرفة الكل أن الطاقم الطبى الذى أجرى له العملية أُستقدم بأكمله من الخارج، بمن فيهم رئيس الطاقم الجراح السودانى (شرف الدين الجزولى) الذى عمل فترة طويلة بألمانيا المعروفة بكفاءتها الشديدة فى مجال جراحة العظام، فضلا عن شراء (قطع الغيار) المطلوبة من الخارج، وإجراء العملية بمستشفى خاصة هى (رويال كير) التى لا يقدر على نفقاتها الباهظة إلا الأثرياء .. !!
* وأجزم بأنه لولا الحصار المفروض على (البشير) بواسطة المحكمة الجنائية الدولية، لسافر بسرعة الصاروخ الى أوروبا لإجراء العملية، مثلما أسرع بالسفر الى السعودية للعلاج من ورم حميد فى الحبال الصوتية يسمى (عجيرة المغنين ــ Singers’ nodule ) يصيب المغنين والمدرسين والاشخاص الذين يفرطون فى إستعمال أصواتهم كما كان يفعل (البشير) فى مخاطباته الجماهيرية، ولم يكن الأمر ليستدعى السفر الى السعودية إذ كان بإمكان أى جراح سودانى متخصص فى جراحة الانف والاذن والحنجرة أن يجريها له فى السودان، ولكنه فضل العلاج بالسعودية على العلاج فى السودان، فعليه أن يكف عن ترديد مقولته الساذجة، التى كررها قبل يومين فى مؤتمر شباب المتأسلمين!!
* الطبيب السودانى ليس من السذاجة ليخدعه البشير بالحديث المضحك عن نجاعة النظام الطبى فى السودان، فهو أول من يعرف قصور هذا النظام والمشاكل الكبيرة التى يعانى منها، مثل بيئة العمل المتردية، وانعدام الامكانيات، وانعدام التدريب ..إلخ والضن عليه بأبسط الاحتياجات، وأبسط دليل على ذلك المبلغ الضئيل الذى ترصده له الدولة فى الميزانية العامة، ولقد كان نصيبه (على سبيل المثال) فى ميزانية العام الحالى (2018 ) حوالى (2 مليار جنيه) فقط ، بينما بلغت ميزانية الامن والدفاع ومليشيا الدعم السريع أكثر من (43 مليار جنيه ) .. فعن أى نظام طبى يتحدث البشير؟!
* ولا يزيد مرتب الطبيب العمومى الذى قضى فى الخدمة بضعة أعوام عن ألفى جنيه فى الشهر (45 دولار أمريكى) .. ورغم ذلك يساهم مع بقية زملائه فى تسديد نفقات العلاج للمرضى فى المستشفيات الحكومية التى تفتقر لابسط المقومات، ولقد ظل الاطباء يتعرضون لاعتداءات لفظية وبدنية متكررة من منسوبى القوات النظامية لأتفه الأسباب، بدون ان يجروء أحد على سؤالهم، دعك من محاسبتهم بسبب الحصانة القانونية المفتوحة (أو بالأحرى، غير القانونية) التى منحها لهم النظام الحاكم، فاستغلوها فى ضرب وقتل الابرياء .. وكلنا يعرف كمية الاضرابات الهائلة التى نفذها الاطباء فى محاولة لحل هذه المشكلة العويصة بدون فائدة تذكر .. ثم يأتى (البشير) ليحاول بسذاجة إستقطاب تعاطف الأطباء بمقولته الساذجة، معتقدا أنهم أغبياء !!
* نفى (البشير) فى نفس المؤتمر وجود وفيات فى (كسلا) بسبب (الشيكونغونيا)، مسندا هذا الزعم الى منظمة الصحة الدولية ــ وهو ما لم تقله المنظمةــ ومتهماً جهات بتبخبيس أعمال الحكومة وتضخيم المشاكل لإحباط معنويات الشعب، ونسأل (البشير) لعله يتواضع ويرد .. هل يحتاج الشعب الى من يحبط معنوياته، أو يحدثه بوجود وفيات أم لا، سواء بالشيكونغونيا أو بغيرها، فى كسلا أو فى غيرها من ولايات السودان الأخرى؟!!
* إن من يقتل أهل السودان هم أنتم يا البشير، ومن يحبط شعبه هم أنتم، ومن يسرقه هم أنتم، ومن يدمره هم أنتم، فاتركوه واذهبوا .. قبل ان تذهبوا مرغمين !!
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة