(عثمان) موظف يسكن الكلاكلة الوحدة يعمل في شركة خاصة مقرها وسط الخرطوم يستغل المركبات العامة من وإلى مكان العمل.. عثمان قال إنه يضطر في غالبية أيام الأسبوع إلى دفع أكثر من 70 جنيهاً يومياً ذهاباً وإياباً بسبب الخطوط المتقطعة التي ابتدعها أصحاب المركبات العامة حيث (تشحن) المركبة إلى أبو حمامة ثم إلى اللفة ثم إلى الوحدة وهكذا في كل الخطوط في العاصمة القومية بمحلياتها السبع.
(أحلام) تعيش المأساة بنفس تفاصيل ما يعانيه عثمان لكنها تزيد قليلاً، فهي تسكن الكدرو شمال محلية بحري وتستغل العربة الهايس من وإلى مكان سكنها وتبلغ تعريفة الهايس 15 جنيهاً من الخرطوم إلى كبري الحلفايا ثم تمتطي عربة أخرى بنفس القيمة. . أحلام قالت إنها وفي بعض الأيام تضطر إلى تأجير عربة تاكسي لأن المواصلات تنعدم في أوقات محددة . حمد النيل عثمان قال إنه يقضي نصف يومه في مواقف المواصلات الرئيسة ومع ذلك يضطر لدفع تعريفة مضاعفة لأكثر من ثلاثة أضعاف حتى يصل إلى مكان عمله أو إلى البيت .
خالد إسماعيل الطالب الجامعي قال للجريدة إنه عادة ما يطلب من أصحاب العربات الخاصة إلى أن يأخذونه معه وأضاف أبناء الحلال كثيرون ولا يرفضون الطلب لكنه رجع وقال إنه بدأ يتحرج من ذلك الطلب ويشعر بأنه أصبح ثقيلاً على الناس وتابع (لكن أنا مضطر وبيقولوا إن المضطر يركب الصعب).
الطالبة سناء يوسف من سكان الحاج يوسف تدرس بأمدرمان شنت هجوماً على جهات الاختصاص وقالت إن هذه الفوضى أساسها عدم الرقابة على سائقي المركبات، وأضافت أنها أصبحت تحتاج لمصروف مضاعف من الأسرة لتغطية الخطوط القصيرة، وذكرت سناء أن تقسيم الخطوط رفع تعرفة المواصلات إلى ضعفي المبلغ، موضحة أنها كانت تأخذ مصروفها اليومي من والدها خمسة وعشرون جنيهاً ثم تضاعف المبلغ إلى أربعين جنيهاً أما اليوم فتأخذ سبعين جنيهاً وفي بعض الأحيان ثمانين جنيهاً..
وفي السياق قالت عفاف محمد إن تعرفة المواصلات أصبحت جحيماً لا يطاق، وذكرت أن لديها ثلاثه أبناء في الجامعة منهم ولدان والثالثة بنت، وقالت يعاني أبنائي في المواصلات كل يوم وخاصة البنت، (الولد ممكن يقيف شماعة أو يملح) أما البنت فمضطرة أن تدفع مبلغ ٢٠ جنيهاً لمركبة أمجاد من نفق الجامعة مقابل الوصول إلى المنزل بالإضافه إلى المواصلات الأخرى ووجبة الإفطار التي أصبحت لا تقل عن عشرين جنيها .ً
حالة سخط وغضب رصدتها الجريدة داخل مواقف المواصلات العامة من قبل المواطنين بسبب تقسيم وتجزئة خطوط المواصلات ومطالبات بإعادة الرقابة على قطاع النقل الذي يعيش حالة من الفوضى ألقت عبئاً إضافياً على كاهل المواطن المثقل بالأعباء.
الجريدة: نسيبة فرحان
صحيفة الجريدة