زار ولايتي كسلا والبحر الأحمر رئيس الوزراء.. تحركات في ملعب آخرين

تركت الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء، معتز موسى، لولايتى كسلا والبحر الأحمر الأسبوع الماضي، عدة تساولات حول مهامه والمهام التي تخص رئاسة الجمهورية، حيث تعتبر الولايات واحدة من المؤسسات التي تتبع لرئاسة الجمهورية بشكل مباشر خاصة أن رئيس الجمهورية المشير عمر البشير هو المسؤول عن تعيين وإعفاء الولاة وليس لها أي علاقة مباشرة برئيس الوزراء.

مهام رئيس الوزراء

حددت التعديلات الدستورية الأخيرة مهام رئيس الوزراء عبر المادة (72) بالرقم (ا) حيث تنحصر المهام في أن يرأس مجلس الوزراء القومي ويدعو مجلس الوزراء القومي للانعقاد ويضع جدول أعماله وينفذ السياسات العامة التي يضعها مجلس الوزراء القومي وينفذ القوانين ويعمل على حماية حقوق المواطنين ومصالح الدولة بالتنسيق مع الجهات المختصة، ويشرف ويتابع مع الجهات المختصة لإعداد الموازنة العامة للدولة. إضافة إلى إشرافه مع الجهات المختصة لإعداد مشروعات القوانين، ويتابع أعمال الوزرارات والهيئات العامة، وينسق بين الوزراء ويصدر التوجيهات العامة لضمان سير العمل ويصدر القرارات الإدارية وفقاً للقانون، ويتابع تنفيذها، ويطرح السياسات العامة للحكومة أمام المجلس الوطني، ويوصي لرئيس الجمهورية بإعفاء أي وزير قومي أو وزير دولة كما يقوم بأي مهام أخرى يكلفه بها رئيس الجمهورية.

ولاة الولايات

وبالمقابل يتبع ولاة الولايات بصورة مباشرة لرئاسة الجمهورية خاصة بعد إجراء البرلمان تعديلات دستورية في العام 2014م ألغى بموجبها المادة المتعلقة بانتخاب الولاة انتخابات مباشرة وجعل من ضمن مهام واختصاصات رئيس الجمهورية أن يقوم بتعيين وإعفاء الولاة، وبذلك ووفق تقسيم الاختصاصات الوارد في الدستور فأن ولاة الولايات ليسوا جزءًا من مجلس الوزراء ولكن يوجد وزير مسؤول عن الولاة يقدم تقريرًا راتبًا عن الولايات وأداء الولاة المعينين فيها وهو وزير الحكم الاتحادي.

صلاحيات نواب الرئيس

تنحصر صلاحيات نواب رئيس الجمهورية في القيام بمهام رئيس الجمهورية في حالة غيابه بالإضافة لعضويتهم في مجلس الوزراء وعضوية المجلس الرئاسي والقائد الأعلى للقوات المسلحة السودانية في حالة خلو منصب رئيس الجمهورية وذلك وفقاً للمادتين 65 و66 من الدستور، بالإضافة لأي مهام أخرى تأتيهم من رئاسة الجمهورية.

مهام المساعدين

ينحصر دور مساعدي الرئيس في عدد من الملفات حيث يتولي الحسن الميرغني أحد الملفات المتعلقة بالأمن الغذائي بالإضافة لإشرافه على قاعة الصداقة، بينما يتولي موسى محمد أحمد ملفات تتعلق باتفاقية الشرق وإنزالها على أرض الواقع، فيما يشرف عبدالرحمن الصادق المهدي على بعض المؤسسات الرياضية والشبابية، كما أشرف لفترة شهرين على ملف العلاقات مع الجنوب، بينما تنحصر مهام إبراهيم السنوسي في تولي ملف (منظمة الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا ”النيباد”) التابعة للاتحاد الأفريقي. وتنص لائحة نيباد على أن أعمال المنظمة تتلخص في الأمن والسلام في القارة‏،‏ وتحقيق الحكم السياسي والاقتصادي الرشيد‏،‏ وتعميق مفاهيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان‏، وزيادة الإنتاجية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي، وتعظيم حجم التجارة الأفريقية البينية‏‏ ونفاذ الصادرات الأفريقية للأسواق العالمية، وتحسين البيئة، وتطوير التعليم والبحث العلمي‏، والاستفادة من تكنولوجيا المعلومات، والصحة ومكافحة الأمراض المتوطنة، خاصة الإيدز والملاريا‏‏ والتنمية البشرية وبناء القدرات الأفريقية‏‏ مع العمل في هذا السياق على توفير الموارد اللازمة لتطوير المشروعات والبرامج التنفيذية اللازمة لتحقيق هذه الأهداف .

أين مؤسسات الرئاسة

يتساءل البعض عن سر جولة رئيس الوزراء التي قام بها في الأيام الماضية لولايتي كسلا والبحر الأحمر خاصه وأن أمر الولاة ليس من ضمن صلاحيات رئيس الوزراء المنوط به الجوانب التنفيذية داخل مجلس الوزراء ومتابعة أداء الجهاز التنفيذي الوزاري بشكل دقيق، غير أن خبراء يرون أن الجولة التي قام بها رئيس الوزراء تدخل تحت بند أي مهام أخرى يسندها رئيس الجمهورية لرئيس الوزراء وربما أتت الزيارات للولايات في الأيام الماضية بتوجيه من رئيس الجمهورية.

تداخل الصلاحيات

قطاع عريض يرى أن رئيس الوزراء ربما تتقاطع صلاحياته مع نواب الرئيس خاصه في الملفات المتعلقة بالولايات والمجالس الرئاسية، وطالب البعض بأن يهتم رئيس الوزراء بالجوانب المنوط به خاصه المتعلقة بتطوير الاقتصاد عبر وزارة المالية ومتابعة الملفات الدقيقة داخل مجلس الوزراء عطفًا على ملفات الحوار الوطني وتنفيذها حيث تعتبر مخرجات الحوار واحدة من المهام التي يجب أن يقوم بها رئيس الوزراء بالتشاور مع الرئيس والقوى المحاورة.

توجيه رئاسي

في السياق قال المحلل السياسي والكاتب الصحافي عبدالماجد عبدالحميد إن الزيارة التي سجلها رئيس الوزراء لولايتي كسلا والبحر الأحمر في الأيام الماضية أتت بتوجيه من رئيس الجمهورية خاصة أن الدستور يسمح للرئيس بتكليف رئيس الوزراء بأي مهام خلافًا لمهامه المحددة في الدستور، وقال عبدالحميد لـ(الصيحة) ليس من مهام رئيس الوزراء تفقد الولايات ولكن في حالة تكليفه من رئيس الجمهورية فأن تفقده لها يصبح قائمًا على سند قانوني.

الصيحة

Exit mobile version