أكدت جولة (السوداني) في عدد من المصارف بالخرطوم استمرار تفاقم أزمة السيولة بالمصارف والصرافات في وقت كشفت فيه مصادرمصرفية لـ( السوداني)عن تكوين بنك السودان المركزي لجنة خاصة للنظر في مشكلة السيولة بالمصارف والصرافات الآلية منذ عدة أيام.
وأشار عدد من المواطنين الذين تحدثوا لـ(السوداني) أمس منأ المصارف لاستمرار مشكلة السيولة، مؤكدين أنهم ينتظرون عدة ساعات أمام المصارف والصرافات إلا أنهم يحصلون على مبالغ ضعيفة جداً لا تزيد عن ألف جنيه.
وأشار المواطن أحمد عمر إلى قيام بعض المواطنين من عملاء المصارف بإغلاق حساباتهم بالكامل.
وقال المواطن عمرعبد اللطيف في حديثه لـ(السوداني ) إن أعمال المواطنين تعطلت بالكامل بسبب نقص السيولة وتابع أن بعض مكاتب التحويلات تتعامل مع المغتربين بفارق سعر كبير فى التحويل ما بين الاستلام المباشر والتحويل عن طريق البنك وقال إنه أصبح يأتي يومياً لفرع أحد البنوك إلا أنه لايصرف سوى 1000جنيه فقط .
وقال المواطن طه عبد الله إن بعض التجار اتجهوا لفتح حسابات في عدد من البنوك لتفادي تعطيل أعمالهم إلى جانب الاستفادة من الخزن بالمنازل ولفت إلى أن بعض البنوك تقوم بمجاملة كبار المودعين والتجار على حساب المواطنين.
وأرجع المصرفي محمد الزين شح السيولة بالمصارف إلى زيادة الأسعار والصرف الزائد لمقابلة شراء السلع، إضافة إلى وجود ندرة في حجم السيولة المتداولة داخل الجهاز المصرفي بجانب الارتفاع غير المسبوق في أسعار السلع المتداولة يومياً والذي ينعكس في كمية السحب اليومي مما يقلل من حجم السيولة لزيادة الطلب عليها إلى جانب فقدان الثقة في الشيكات داعياً إلى ضرورة الإسراع في معالجة أزمة السيولة.
ودعا المحلل المصرفي محمد عبد العزيز إلى أهمية وضع حلول عاجلة لمعالجة تفاقم مشكلة السيولة بتغيير السياسات لكسب ثقة العملاء بالمصارف خاصة بعد أن ظهرت بعض التقارير التي تشير إلى أن حوالى 97 % من الكتلة النقدية خارج الجهاز المصرفي الأمر الذي يؤدي إلى زيادة مشكلة السيولة خاصة أن البنوك لم يعد لديها الأموال الكافية لإرضاء العملاء مستبعداً نجاح الحكومة الجديدة فى إنهاء الأزمة خاصة أن العديد من المتعاملين مع البنوك اتجهوا لشراء الخزن وإيداع الأموال بالمنازل.
صحيفة السوداني.