كروجر مباراة المريخ وكمبالا سيتي، وقلنا إنه ساهم في إضعاف الفريق،
صعّب مهمته.
@ وتطرقنا كذلك إلى معاناة الأندية السودانية الكبيرة في تجاوز المراحل الأولية للبطولات الإفريقية بسبب الموسم المقلوب.
@ كل ذلك حقيقة.. ولو لم يبادر الاتحاد العام بتقديم موعد بداية الدوري في الموسم الحالي من أواخر أبريل إلى الأسبوع الأول منه للعب المريخ وأهلي عطبرة مباراتي الذهاب والإياب في الدور التمهيدي قبل أن يؤديا أي مباراة في الدوري المحلي!!
@ لا خلاف على أن الأندية السودانية المشاركة إفريقياً تتأثر سلباً بأنها تلعب قارياً قبل أن تعجم عودها باللعب في المسابقات المحلية.
@ من يجادل في ذلك يعد من أهل بيزنطة.
@ قد يقول قائل إن الأندية نفسها حققت نتائج متميزة في بطولتي
الكاف سابقاً ووصلت مراحل متقدمة بذات الخريطة الحالية للموسم!
@ ذلك الزعم صحيح بمقدار، لأن القرعة ظلت تترفق بأنديتنا وتوقعها مع خصوم ضعفاء من دول متخلفة كروياً في بداية مشاوريها الإفريقية في معظم السنوات المذكورة.
@ ما أن تقسو القرعة وتوقعنا مع فرق محترمة حتى تقع الفأس في
الرأس، وتلحق أنديتنا (أمات طه) مثلما حدث في الموسم الماضي، عندما غادر الرباعي السوداني بطولتي الكاف من الدورين الأول والثاني.
@ ذلك كله لا يعفي لاعبي المريخ من مسئولية التقصير، لأنهم نالوا إعداداً متميزاً، خاضوا خلاله خمس مباريات إعدادية، ولم يقدموا بعده أي ملمح للإجادة.
@ في مباراة المريخ وكمبالا سيتي لم نلتمس في نجوم الأحمر ما
يكفي من الرغبة في تحقيق الفوز.
@ افتقدنا فيهم الإصرار والحماسة.
@ تابعناهم يلعبون باهتزازٍ شديد، ويؤدون بشفقة لا تليق بمن يرتدون
شعار فريق حرصت إدارته على توفير أفضل سبل الإعداد له، وأنفقت
مليارات الجنيهات على تجهيزه، ووفرت له مباريات إعداد مع خصوم أقوياء، وقدمت له معسكراً نموذجياً في فندق خمسة نجوم بالعاصمة القطرية الدوحة.
@ لذلك كله لن نصدق حديث لاعبي المريخ عن قدرتهم على تعويض جماهيرهم وانتزاع بطاقة التأهل من الفريق اليوغندي في كمبالا ما لم
يحدث ذلك عياناً بياناً في أرض الملعب.
@ أتركوا الحديث بالألسنة.
@ نريد منكم حديثاً بالأقدام!
@ صرحتم برغبتكم في الفوز.. وتوعدتم اليوغندي بالويل والثبور في لقاء الذهاب، وكانت المحصل هزيمة موجعة، وسقوطاً مدوياً في عقر الدار.. وأمام آلاف الأنصار!
@ لن نصدق أنكم قادرون على التعويض حتى تنجزوا التعويض فعلياً!
@ وإلى ذلك الحين نقول لك: من يعجز عن الفوز في ملعبه فهو عن
تحقيق النصر خارجه أعجز.
@ ومع ذلك سننتظر ونرى.
@ والفيهو بخور بنشم!
زيكو…وجع لا يهدأ
@ لم نستغرب للفتة الوفاء النادرة التي ابتدعتها الصفوة في مباراة كمبالا سيتي، عندما رفعت صورة المشجع الراحل (الأمين زيكو) قبل بداية المباراة.
@ لم أر في حياتي من يعشق المريخ أكثر من صديقي الأثير زيكو، الذي اختار أن ينزوي بهدوء، تاركاً من عرفوه عن كثب غارقين في دموع الوجع.
@ كان رحمة الله عليه يمثل سفارةً شعبيةً للمريخ.. تنثر الحب، وتنشر الطيبة والجمال والبساطة والوداعة.
@ أسلم زيكو الروح إلى بارئها مرتدياً شعار المريخ، وملتحفاً علمه
الجميل.
@ كان علم لا يفارقه في صحوه ومنامه.
@ درج زيكو على أن ارتداء الأحمر وكان يحمل (فوفوزيلا) صغيرة، وعلماً ضخماً يطوف بهما أينما ذهب.
@ لم يعرف في دنياه البسيطة سوى المريخ، وظل وفياً له وعاشقاً
لشعاره حتى الرمق الأخير.
@ ينتصر الأحمر فيحمل الحلوى ويوزعها في الشوارع.
@ يخسر فتسيل دموعه مدراراً ولا تزيده الهزيمة إلا ارتباطاً بناديه.
@ أفتقدا حامل الحلوى، وافتقده معنا كل من عرفوه عن كثب.
@ حتى الأهلة أحبوه وكانوا يداعبونه فيتقبل مداعباتهم بابتسامة لا
تفارق محياه.
@ رحل زيكو بهدوء لا يشبه الضجة التي كان يثيرها في الشوارع
والمجالس.
@ احتجب عنا بلا وداع، وترك لنا الحزن واللوعة.
@ إلى عليين يا الأمين.
ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ
@ قلت لمن حولي: لو أمهلت الأقدار الأمين يوماً واحداً لربما مات كمداً بأمر لاعبي المريخ ومدربهم العنيد.
@ أجمل ما في الراحل زيكو أنه لم يكن يتنكر لشعاره ولا يخفض علمه مهما حدث للمريخ.
@ لم يكن كمن يحبون المريخ منتصراً وينفرون منه عند الهزيمة.
@ شتان بينه والمشجع الذي وقف أمام كاميرات التلفزيون في المباراة الأخيرة ورفع العلم الأحمر وأشار بيديه إلى ما معناه (المريخ انتهى)!!
@ المريخ باقٍ يا هذا.. لا يبطره نصر ولا تهزه هزيمة.
@ يسقط لينهض.. ويمرض ليقوى.
@ لن ننساك يا الأمين.. ولن تسقط للمريخ راية.
@ كان فرحه بهياً.. وحزنه جميلاً.
@ كان سخياً في عشقه للشعار الأحمر.. وكان بسيطاً في تعبيره عن حب برى جسده النحيل.
@ على درب زيكو سار صديقي الحبيب ابن مدني الجميلة وعاشق
المريخ بكري مالك سعدابي، الذي أرسل لي مؤكداً أنه لن يعود مدني ما لم تعود العافية إلى جسد المحبوب، وأنه سيكون أول الحاضرين في إستاد الخرطوم لمساندة الأحمر في لقاء اليوم.
@ باتت ورقة التأهل الإفريقية في مهب الريح.
@ نتمنى ألا يهدر أباطرة المريخ بعدها ورقة الدوري أيضاً.
@ المحافظة على لقب الدوري من الأولويات عند جماهير المريخ أيضاً.
@ هناك فارق عدة بطولات بين الزعيم والوصيف، يجب ردمها بقوة.
@ أحزننا امتناع الكابتن هيثم مصطفى عن المشاركة في تدريبات المريخ خلال اليومين الماضيين.
@ على هيثم أن يكون كبيراً ويعود لقيادة الفريق.
@ البرنس لاعب محترف، ونتوقع منه أن يتحلى بصفات المحترفين.
@ حتى موسى الزومة أغضبه تجاهل الخواجة فانقطع عن التدريبات.
@ نتمنى أن تنعش عودة أوليفيه خط الهجوم وتقضي على عقمه المزمن.
@ نرجو أن يكف عن الشفقة ولا يكثر الوقوع في مصيدة التسلل.
@ خروج الزعيم من البطولة الإفريقية يعني أن القضاء المبرم على أمل
السودان في الفوز بأي لقب خارجي.
@ لقب لا يحرزه الزعيم لن يتحقق لغيره.
@ أثبتت سجلات التاريخ تلك الحقيقة بالأرقام.
@ سامحنا لاعبي المريخ على الخسارة في الودي.
@ رجونا أن تصبح مدخلاً للفوز في الرسمي، ففجعوا أنصارهم بهزيمة
مرة في أول المشوار.
@ نرجو أن نرى منهم بعض ما يسر ويبشر في لقاء اليوم.
@ وننتظر منهم أن يجتهدوا لتطويع المستحيل في يوغندا.
@ الكرة في ملعبهم، ومصيرهم بأقدامهم.
@ آآآآﺁﺧﺮ ﺧﺒﺮ : الزعيم خارج الحلبة..السودان صفر اليدين!
مزمل ابو القاسم – كبد الحقيقة
صحيفة الصدى