الواقعة أقرب إلى قصص الخيال، لايصدقها إلا من عاشوها بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة، العامة والخاصة .
إذ صُدم مجتمع السوشيال ميديا، على مدى يومين متتاليين، بفتاة خالطوها وأحبوها وعاشوا معها إسفيرياً بكل مشاعرهم، ودلقوا لها كل أسرارهم الخاصة ومشاعرهم الجياشة، ليفيقوا على صدمة قاسية أفقدتهم توازنهم النفسي، وطيرت النوم من عيونهم، وذلك بإعلان وفاتها، لتنهمر الدموع وتنزف القلوب وتلهج الألسنة بالدعاء لها بالمغفرة والرحمة، إلا هنا كل شئ عادياً بحسب مانقل محرر “كوش نيوز” ولكن الصدمة قادمة في تفاصيل الواقعة المثيرة !
وبما أن القلوب قد تعلقت بالفقيدة، وتنقلت معها في أدغال إفريقيا وهي تقوم بالعمل الإنساني والطوعي، كما أنها سكنت قروبات الفتيات اللائي كشفن لها عن أسرارهن وعلاقاتهن الخاصة والعامة، فمن الطبيعي وبسماحة وطيبة السودانيين أن يبحثوا جاهدين عن ذويها وأهلها لتعزيتهم في فقدهم الجلل وليخرجوا ذاك الهواء الساخن من الحزن، فكانت المفاجأة الصادمة أن لم يجدوا لها بيت أو هاتف أو أهل، وبدأوا ينظروا بريبة لبعضهم البعض ومن تبقى “سارة رحمة” إذن !
ليفاجأوا وبحسب “كوش نيوز” أن الفقيدة قد خرجت من قبرها لتغلق حسابها بعد وفاتها !! فكانت الصدمة الكبرى التي تلقوها للمرة الثانية بعد أن قطعت نياط قلوبهم بفقدها، ليكتشوا أنها شبحاً إسفيراً، كان ناشطاً سودانياً مُتنكراً في صورة “سارة رحمة” طاف جميع قروبات الفتيات الخاصة والعامة، كما ولج بريدهم الخاص، وقد دلقن له كل ما في جعبتهن من صورهن الخاصة وأسرار، وقد عبر عن وصف هذا المشهد بدقة الكاتب الساخر حسين ملاسي قائلاً :” شعورهن تجاهه بعد أن انكشفن عليه/ها عاطفياً وخصوصياً، كشعورهن نحو الذي تاوق إليهن في الحمام! ”
ودخل الجميع تحت صدمة ثالثة بإعتراف الفنان “علاء الدين سنهوري “عن إنشاء حسابين وهميين بإسم “سارة رحمة، وآخر بإسم “كاميليا التجاني” بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” مما أحدث فاجعة صادمة في أوساط رواد مواقع التواصل من الذين كانوا لهم تواصلاً وعلاقة وطيدة مع الحسابين الوهميين، اللذان يعودان لـ علاء السنهوري، وقد شارك بهما لسنوات طويلة وسط قروبات نسائية شهيرة منها قروب “مهيرة” الذي يجمع عدداً من الفتيات، خالطنه إسفيرياً وكشفن له عن أسرارهن ومشاكلهن الخاصة في بريده الخاص، مما أحدث غضباً عارماً في أوساط رواد مواقع التواصل الإجتماعي، وطالب عدد منهم بمقاضاته قانونياً .
وتشير “كوش نيوز” إلى كشف” غازي الريح سنهوري” مساء اليوم الثلاثاء ، من خلال فيديو مباشر بفيسبوك ، أفصح فيه عن الحسابين الوهميين لـ سارة وكاميليا اللائي يعودان للناشط والفنان ” علاء الدين سنهوري” المقيم حالياً بالدوحة، قصد بهما الترويج لمشروعه الفني، كما كان يتواصل معه في مشروع مقاومة سياسية بواسطة إحدى هذين الحسابين الذي بإسم “سارة رحمة” وقد رفض فكرة مشروعها ولم يكن له علم بأنها “علاء الدين نفسه”، وقال ” غازي” بالبث المباشر بحسب مانقل محرر “كوش نيوز” إن علاء مُصاباً بمرض نفسي يوصف بإزدواجية الشخصية وهو الذي تسبب في هذا الفعل، بإختلاق شخصيات لفتيات يتواصل بهن، الأمر الذي لم يقنع عدد كبير رواد مواقع التواصل، وعدوه مُبرراً فطيراً لينفذ من المسآلة القانونية.
وكان “علاء الدين” قد حصل على آلاف السير الذاتية لفتيات من خلال إعلانه عن وظائف بالأمم المتحدة، بواسطة حسابه الوهمي” سارة رحمة”، وفوجئ عدد من المتقدمات أن من أسئلة التقدم للوظيفة “هل أنت على إستعداد للقيام بعمل خارج الوظيفة” !
وكتبت إحداهن ” البنات المشوا المعاينات عن طريق سارة رحمة تعرضن لتحرش كعب شديد وفِي واحدة كتبت انها لمن اعترضت الزول البيعمل المعاينات سألها انتي سارة ما كلمتك بي مواصفات الوظيفة الانتي مقدمة عليها، و الكلام دا في الخرطوم ”
وقد حُظي حسابه الوهمي بإسم ” سارة رحمة ” حُب ومودة عشرات الآلآف من رواد مواقع التواصل الإجتماعي خاصة الفتيات، حتى أصبحت من نجوم السوشيال ميديا، كما كانت لها علاقات خاصة مع الآلآف من الفتيات السودانيات داخل وخارج البلاد.
وتدرج “علاء الدين ” في الإنسحاب من المشهد بإسم “سارة ” فأعلنت عن إصابتها بالسرطان مما زاد التعاطف معها وأصبحت مثار إهتمام أعداد كبيرة من البنات يتابعن حالتها أولاً بأول، ثم أعلن بعدها ” علاء الدين ” عن وفاتها موضحاً أنها قد دفنت بالعاصمة الاثيوبية ” أديس أبابا” وينتهي العزاء بمراسم الدفن بحسب وصيتها.
وبحسب ” سودان تايمز ” أن علاء إختلق شخصية سارة رحمة، التي تعمل في الأمم المتحدة، وهي من مدينة مدني، وتعاني من مرض سرطان الدم، وتقيم في باجمبورا. وسارة التي رسمها علاء الدين من محض خياله إنسانة لدرجة بعيدة تساعد الجميع، وكل ذو حاجة تدله على أن علاء افضل من يقضي لها حاجتها وتوزع أرقام تلفوناته. وأضاف عليها حالة من الحزن والعاطفة المتعطشة لزوجها الذي توفى في فلندا قبل تسع سنوات ولم تتزوج عليه، وهي تذكر شهوره التسعة التي قضاها معها.
وحازت سارة على درجة كبيرة من الشهرة وسط رواد مواقع التواصل الاجتماعي، جعلتها تتصل بالمخرجة رزان هاشم لإخراج عمل للفنان علاء الدين سنهوري، وكان علاء نفسه حلقة الوصل بين شخصيته المتوهمة “سارة رحمة” ورزان، التي أخرجت العمل الذي مولته سارة رحمة دون تحديد سقف لم تتحدث معها بالتلفون وإنما عبر الماسنجر، وعندما تفقد الاتصال بها تتصل على علاء الدين. وذكرت بعض المهيرات أن سارة رحمة تعرفت على لدن أدمن صفحة مهيرات على علاء سنهوري وصارت تدير صفحته.
واحدث خبر وفاة سارة رحمة موجة حزن كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب “سودان تايمز” فقد وضعت صورتها في بروفايلات الناشطات السودانيات وعزى بعضهن البعض الآخر، لكن لم تعثر إحداهن على منزل ذي سارة رحمة .
وتشير “كوش نيوز” إلى نعي مُؤثر ومُحزن للشبح الإسفيري “سارة ” نعاها فيه الكاتب الصحفي “عثمان فضل الله” قائلاً :
لم تلامس كفي كفها ولا لصوتها قد سمعت ،، ولكن وجع رحيلها نخر العظم مني .. تابعت صفحتها مختلسا لفترة طويلة أراقبها تتنقل بين كيغالي واروشا كمبالا ونيروبي تُمسح دمعة هذا وتقيل عثرة ذاك ،، لم ارها احتضنت طفلا لاجئا امام فلاشات الكاميرات ولكن من كتابتها كنت على يقين انها ضمت العشرات بقلبها تفرح لفرحهم وتحزن بحزنهم،، Sara Rahma هكذا انسرب اسمها الى صفحتي هذه اولا .. ومن ثم الى روحي فبت كلما حاصرني الغم أسارع الي حائطها أجد فيه المسرى والسلوان ،، احيانا احسها قنديلا يضئ في عتمة افريقيا بزيت من الخرطوم وعلى احد جنباته كتب صنع في السودا ن وفي اخرى أراها ملاكا اسمر بعث من مقرن النيلين ساعة هجعة في ليلة شتاء دافئة تمطت فيها الاجساد وانطرحت بعد طول كرفسة ، أواه ياسارة هممت بعد قرأت بوستاتك عن المرض الذي الم بك ان أراسلك متمنيا لك الشفاء ،، ولكني لم افعل ،، وكنت على يقين انك ستهزمينه ،وتغافلت بغباء اظنه متعمد عن توق روحك الى لقاء وليد الذي كثيرا ما ناجيته.. اواه ياسارة يا ملاك لم يطب له المقام في هذه الارض التي احتشدت بالظلم وارتوت بالمظالم فآثر الرحيل على البقاء .. وداعا سارة رحمة .
ابومهند العيسابي
الخرطوم (كوش نيوز)