واجه الموسم الزراعي منذ بدايته العديد من المُشكلات، أبرزها مُشكلة الجازولين منذ بدايته مما تسبّب في تراجع المساحات الزراعية لجهة عدم حُصُول المُزارعين على الحصة المُقرّرة، بجانب عدم حصول عددٍ كبيرٍ من صغار المُزارعين على الوقود وهم يمثلون السواد الأعظم من المُزارعين.. وتفاجأ مُزارعو المشاريع المروية بمُشكلة أُخرى، بجانب الوقود وهي شُح السُّيولة في البنوك، وشَكَا المُزارعون من عدم حُصُولهم على السُّيولة رغماً عن التزام الشركات المُتعاقدة معهم لزراعة محصول القطن بتوفيرها في البنوك وتسليم المُزارعين شيكات للصرف.
أشار عددٌ من المُزارعين في حديثهم لـ(السوداني) إلى أن القطن حالياً وَصَلَ مرحلة الجَنْيَة الثالثة ولم يصرف المُزارعون السّلفيات حتى هذه اللحظة، مُتّهمين وزارة المالية والبنك المركزي بعدم توفير السُّيولة في البنوك.
شكوى وتحدٍ
أشار علي حويري، المُزارع بمشروع الرهد الزراعي القسم الأول إلى أنّ السُّيولة تُشكِّل تحدياً وعائقاً كبيراً لمحصول القطن في هذا الموسم، مُؤكِّداً التزام الشركات المُتعاقدة مع المُزارعين لزراعة القطن بتوفير استحقاقاهم، كاشفاً عن أن شركة السُّودان للأقطان أدخلت في حسابها مبلغَاً كبيراً من المال للمزارعين الذين تعاقدوا معها لزراعة القطن، وأضاف: لكن المزارعين تفاجأوا بانعدام السُّيولة في البنوك، مُشيراً إلى أنّ المُزارعين حالياً يستلفون من التجار بصيغةٍ ربويةٍ، لجهة أنّ التجار يتحكّمون في السُّوق، والمُزارعين يَستلفون لحاجتهم المَاسّة لإكمال العمليات الزراعيّة، لافتاً إلى أن مساحة 50% من القطن حالياً لم يتم رشّها بمبُيد الحشائش بسبب غزارة الأمطار، وأضَافَ: حالياً المحصول تَعرّض للغرق لارتفاع مُعدّلات الأمطار، بجانب مُشكلة في التسميد، مُتّهماً وزارة المالية والبنك المركزي بالتسبب في فشل محصول القطن في حال عدم توفير سُيولة للشركات.
تأكيد الاتهام
من جانبه، قال إدريس العوض، المزارع بمشروع الرهد الزراعي في حديثه لـ(السوداني) أمس، إنّ الشركات المُتعاقدة التزمت بتوفير استحقاقات المُزارعين لزراعة القطن ولكن البنوك لم تُوفِّر السُّيولة، مُشيراً إلى أن القطن حالياً وصل مرحلة الجَنْيَة الثالثة ولم يصرف أيِّ مزارع سلفيات للجني، وأضاف: نخشى أن يُواجه المُزارعون مشكلة السُّيولة في اللقيط والأرباح.
فيما دعا محمد عبد الله أبو سمبل المزارع بمشروع الرهد إلى أهمية تدخل الجهات المُختصة لحل المشاكل التي تُواجه الموسم الزراعي، وأضاف لـ(السوداني) أنّ الموسم الزراعي الحالي استثنائي ولم يمر بالسُّودان، وأن شُح السُّيولة أكبر مُهدِّد للموسم الزراعي، مُؤكِّداً أنّ الشركات وفّرت المبالغ المطلوبة لزراعة القطن ولكن لم تصرف للمزارعين أيِّ مبلغ حتى
هذه اللحظة.
المزارع الطاهر الطيب، أوضح في حديثه لـ(السوداني) أن المُزارعين مُتعاقدون مع الشركات لتمويل زراعة القطن، وان الشركات مُلتزمة بالتمويل ولكن شُح السُّيولة بالبنوك أثّر على المُزارعين، وأضاف: ما لم تتوفّر السُّيولة فلا تُوجد زراعة، مُناشداً الجهات المُختصة بتوفير السُّيولة في البنوك حتى يستطيع المُزارعون إكمال العمليات الزراعية.
السودان للأقطان
بدورها، كشفت شركة السودان للأقطان، عن ضخ مبلغ 78 مليار جنيه في البنوك للتعاقد مع المُزارعين لزراعة محصول القطن في المشاريع المروية للموسم الحالي، واستبعد مدير شركة السودان للأقطان محيى الدين علي أحمد لـ (السوداني)، حل مشكلة السُّيولة، وأضاف: المُشكلة مُتفاقمة لا أرى حلاً لها، مُتوقِّعاً استمرارها حتى مرحلة حصاد القطن (اللقيط)، مُؤكِّداً أنّ الشركة وفّرت مبلغ 78 ملياراً للتعاقد مع المُزارعين وتم تسليمهم شيكات للصرف، ولكن البنوك لم تستطع توفير المبالغ المطلوبة بسبب السُّيولة، قاطعاً بسعي الشركة لحل مشكلة السُّيولة مع بنك السودان ووزارة المالية.
الدَّيْنَ الربا:
في المُقابل، أكد عضو هيئة علماء السودان شمس الدين علي خلف الله، حرمة التعامل بالصيغة الربوية، مُوضِّحاً في حديثه لـ (السوداني)، أنّه كَانَ ينبغي على التُّجّار والمُزارعين التعامل بصيغة (السّلم) وهي صيغة إسلامية متعارف عليها في التمويل، مُشيراً إلى أن تعامل الدولة بالصيغة الربوية تسبّب في حُدُوث أضرارٍ كَثيرةٍ، لافتاً إلى أنّ مُشكلة السُّيولة الحالية ليست مبرراً للتعامل بالربا لحل المُشكلات التي تُواجه المُزارعين، داعياً المُزارعين والتُّجّار إلى ترك الربا، لجهة أنه يتسبّب في عدم حدوث البَرَكَة.
الخرطوم: رحاب فريني
صحيفة السوداني.