ليتكم تبصرون ما نبصر
انخراط قيادة المؤتمر الوطني في أعمال ومناشط (تنظيمية) داخلية في المركز والولايات ، بينما البلاد تعاني من أزمات اقتصادية خانقة ، أدت إلى غلاء فاحش وغير محتمل في كل السلع والخدمات ، يوحي للمراقب بأن قادة الحزب الحاكم يعيشون في بلد غير هذا البلد الذي نعيش فيه !!
ملتقيات للاتصال التنظيمي واجتماعات لمناقشة ملفات شؤون العضوية ، وكلها مناشط ليست من الأولويات، لو كان هؤلاء القوم يعانون ما يعاني منه السواد الأعظم من الشعب من انعدام السيولة وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية كل يوم وبأرقام خرافية !!
ربما ظنوا أن مبادرة (أشعريون)، التي نظموها أيام عيد الأضحى لجمع نذر من لحوم الأضاحي، قد أنهت ضائقة الشعب المعيشية وجعلته يرفل في نعيم من رخاء ووفرة مستديمة !!
لا أستبعد أن يكون بعضهم قد ذهب هذا المذهب ، فإني أعلم أن فيهم من تعود أن يصنع الوهم ، ثم يصدقه ، فيظن أن الجميع واهمون ومتوهمون !!
يجب أن تعلموا أن كل هذه المؤتمرات والملتقيات والاجتماعات ضرب من العبث مقابل سلسلة الأزمات التي تكاثرت وتناسلت حول المواطن ، فما عاد قادراً حتى على التفكير في ما يفعله في مقبل أيامه .
أخرجوا من قاعات الجدل العقيم والخطاب (غير السياسي) الذي ترهقون فيه أنفسكم وتمرضون به أجسادكم ، وركزوا جميعكم على قضية واحدة ، هي الاقتصاد .. ولا شيء غير الاقتصاد .
أما التخطيط لانتخابات قد تأتي ..وقد لا تأتي بعد عامين ، فهذا عمل مضر بل مدمر لأركان استقرار الدولة .
ليتكم تبصرون ما نبصر .. ليتكم تعقلون .
جمعة مباركة .
الهندي عزالدين
المجهر