*لا توصيف لعهدنا هذا أبلغ من صفة الجنون..
*فكل شيء من حولك يبدو مجنوناً جداً… وكل أحد..
*ثم تكتشف إنك لا يمكن أن تكون العاقل الوحيد… إذن فأنت مجنون أيضاً..
*وذلك إن اكتشفت أصلاً… فالمجنون لا يدري أنه مجنون..
*و(الفضل) في حالة الجنون الجماعي هذه يرجع إلى بعض أهل الحكم..
*والبعض الآخر هو مجنون أيضاً… بتماهيه مع المجانين..
*أما نحن – من غير أهل الحكم – فقد أصابنا الجنون كذلك… بتعايشنا معه..
*ويمكننا تبعاً لذلك أن نقول (يا عزيزي كلنا مجانين)..
*ولكنا لا نستطيع أن نقول (يا عزيزي كلنا لصوص)… اقتباساً من الفيلم العربي..
*فلو كان الأمر كذلك لأضحى جنوناً جميلاً… لا نريد علاجاً منه..
*ومن رموز (الوطني) من يجعلك تتشكك في أحد شئين ؛ إما عقله… وإما عقلك..
*يعني إما هو المجنون… وإما أنت ؛ وما من احتمال ثالث..
*وأصدق مثال (طازج) على ذلك ما قاله أحد هؤلاء الرموز قبل يومين..
*قاله دون أن يطرف لتدينه… ولا عقله… ولا منصبه… جفن..
*ومنصبه هو رئيس لجنة اقتصادية… ومن منصتها قال (مكافحة الفقر حرام)..
*وأضاف وعيناه في غاية اتساعهما (من يحاربه يحارب الله)..
*فمثل هذا الجنون إن أخذته مأخذ الجد – وأردت الرد عليه – فأنت نفسك مجنون..
*وإن أردت تجاهله… فهذا يعني تعايشك مع الجنون..
*وإن ذكرته ساخراً – كذكرنا إياه هنا – فهذا لا يعفيك من (التلوث الجنوني)..
*فبالله عليكم ماذا نفعل إذن؟!… إنها ورطة جنونية محيرة..
*ولا يقل عن هذا جنوناً – من ضفة المعارضة الأخرى – كلام أحدهم أمس..
*قال إن النظام سقط بالفعل… وأفادته بهذا مصادر بالداخل..
*ثم يحاول إقناعنا جهد جنونه بهذه (الحقيقة)… لندرك إنه ما من نظام قائم الآن..
*خلاص… انتهى كل شيء… وعلى الشعب أن (يصدِّق)..
*وعلى نسق هذا الجنون ذاته حاول فلاسفة (المثالية) إقناعنا بعدم وجود الوجود..
*قالوا إن ما نراه من ماديات محسوسة هي محض أوهام حواسنا..
*وهذا المعارض يقول لنا (إن رأيتم النظام بعد الآن فهذه أوهام حواسكم)..
*ولكن النظام قائم… وجنوننا لم يبلغ بعد كل الحد هذا..
*ويمارس جنون محاولة إقناعنا بعدم تصديق حواسنا في وجود أزمات تارة..
*وتحذيرنا من حرمة محاربتها – إن وُجدت – تارة أخرى..
*وللحديث المجنون ذاك من تلقاء رئيس اللجنة الاقتصادية بقية ألذ جنوناً..
*قال إن الفاروق كان يتفقد (30) بيتاً… فكم بيتاً نتفقد الآن؟!..
*ونسي أن نظامه به نحو (300) وزير… و(3000) مسؤول… و(30000) متمكن..
*واللهم احفظ لنا (ما تبقى) من عقولنا !!!.
صحيفة الصيحة