يعتبر منتدى “التعاون الإفريقي الصيني” إحدى ثمرات العلاقات المتميزة التي تربط الصين بالدول الإفريقية وقد شهد تطوراً ملحوظاً منذ إنشائه في العام 2000 حتى الآن كما أن العلاقات السودانية الصينية هي الأخرى تحظى باهتمام كبير من قيادتي البلدين.
إن إستضافة الصين لمؤتمر التعاون الإفريقي الصيني يومي 3 – 4 سبتمبر الجاري تأتي في وقت بالغ الأهمية بالنسبة للسودان وخاصة بعد توقيع فرقاء جنوب السودان على اتفاقية السلام وإعادة ضخ النفط من جديد، إضافة للاكتشافات النفطية الجديدة كما أن السودان يتجه نحو توسيع الاستثمارات الخارجية ورفع مستوى التجارة الدولية من أجل إنعاش الاقتصاد الوطني بعد رفع العقوبات الأمريكية.
شارك السودان في هذا المؤتمر بوفد رفيع المستوى قاده رئيس الجمهورية عمر حسن أحمد البشير وقد حضر الجلسة الافتتاحية للحوار رفيع المستوى بين القادة الصينيين والأفارقة ورجال الأعمال التي انعقدت يوم 3 – 9-2018م .
وقد تحدث في الجلسة الافتتاحية الرئيس الصيني شي جين بينغ وذكر في كلمته أن حجم التبادل التجاري مع افريقيا بلغ 170 مليار دولار وحجم الاستثمارات الإفريقية في الصين بلغ 20 مليار دولار .
و دعا أثناء كلمته القادة الافارقة للاستفادة من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لإحداث طفرة في التنمية.
وأعلن شي عن تقديم منحة للسودان بقيمة 400 مليون يوان وقرضاً بدون فوائد بقيمة 200 مليون يوان لاستخدامه في مشاريع متفق عليها .
وقال شي إنهم يتفهمون الظروف الاقتصادية التي يمر بها السودان قائلاً: “إننا نتفهم الظروف الاقتصادية المؤقتة التي يمر بها السودان والصعوبات التي تواجهه منذ انفصال جنوب السودان وإننا نتعاون معا لتجاوز هذه الصعوبات”.
وأكد شي أن النفط يمثل العمود الفقري للتعاون بين البلدين مضيفاً: “إننا نتفهم تطلعات السودان لزيادة إنتاج النفط”. وحث الشركات الصينية على زيادة الثقة بما يوفر الظروف الإيجابية لزيادة الإنتاج .
مثل المؤتمر منبراً من منابر تعميق العلاقات بين السودان والصين في مختلف المجالات، وأعرب شي عن ترحيبه بمشاركة السودان في مبادرة الحزام والطريق وأكد حرص بلاده على تنفيذ مسلخ الخرطوم والمشاريع الأخرى وكل الأفكار والمبادرات لتعزيز التعاون بين البلدين.
ولتأكيد التعاون اللامحدود بين الجانبين في مختلف الاصعدة ذكر الرئيس الصيني دعم بلاده للحفاظ على السلام والامن في السودان، مشيراً لتحسن الاوضاع في دارفور ودعم بلاده لانسحاب يوناميد في الوقت المحدد كما وصف المحكمة الجنائية بأنها أداة غربية لمعاقبة الدول النامية، معلناً رفض بلاده لاتهامات المحكمة الجنائية ضد السودان وقال إن الصين تواصل التنسيق من أجل حل هذه المشكلة.
شهد المؤتمر الحالي لقاءً من نوع خاص إذ التقى رئيس الجمهورية عمر حسن أحمد البشير برئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين ومسار تنفيذ المشروعات في إطار اتفاق الشراكة الإستراتيجية بين البلدين وقال رئيس مجلس الدولة الصيني إن السودان بلد مهم في القارة الإفريقية، واعداً باستعداد الصين لتعزيز التعاون مع السودان في مختلف المجالات.
من النقاط المهمة التي أفرزتها القمة الحالية ما أعلنه وزير النقل مكاوي محمد عوض عن اكتمال الدراسة الاقتصادية والفنية والبيئية لخط السكة حديد الرابط بين بورتسودان وإنجمينا مع الشركة الصينية لبناء السكة حديد.
ولفت مكاوي إلى شروع الشركة الصينية في بناء مصنع للفلنكات الخرصانية للخط بمدينة سنار بمواصفات الاتساع القياسي والمزدوج الذي يشمل المتسع والضيق، مشيراً إلى أن المصنع سيكتمل قبل نهاية العام الجاري وسيتم افتتاحه في الربع الأول من العام القادم.
على هامش المنتدى التقى الرئيس عمر البشير مع رئيس شركة “نورينكو” الصينية وقال إن السودان يتطلع إلى مزيد من التعاون بين الشركة والمؤسسات والشركات السودانية في كافة المجالات العسكرية والمدنية للتعاون في المجال العسكري والمساهمة في تطوير الاقتصاد السوداني والاستثمار في مجالات الأسمدة والسكك الحديدية، النفط، التعدين وتقديم التسهيلات اللازمة لدخول المنتجات الزراعية السودانية إلى السوق الصيني إضافة لتوفير التدريب للكادر السوداني.
سونا.