لساعة كاملة وثماني دقائق ظلت محكمة جرائم الفساد ومخالفات المال العام وكذلك المتهمين والمحامين والنيابة يترقبون حضور مسئول بالهيئة القومية للاتصالات لمثوله بالمحكمة وسماع أقواله كشاهد دفاع عن المتهم الثاني في قضية تسريب امتحان الكيمياء.. المسئول حضر متأخراً عن موعد الجلسة المقرر لها التاسعة صباح أمس ليقدم اعتذاره عن التأخير للمحكمة.. المسئول، وطيلة أقواله بالمحكمة، ظل يفجر معلومات أقل ما وصفت به بأنها نارية.
فحص هاتف.. وتعذر آخر
مدير إدارة تأمين الإنترنت والمعلومات بالهيئة القومية للاتصالات المهندس عبد المنعم عوض محمد الحسن، أكد للمحكمة بوصفه شاهد دفاع عن المتهم الثاني بأن إحدى مستندات الاتهام في القضية صادر عنهم وهو عبارة عن التقرير الفني لفحص أجهزة الهواتف المحمولة للمتهم الثاني وآخرين في الدعوى، منوهاً إلى إعداده التقرير الفني بناءاً على خطاب وَرَدهم من النيابة يشير إلى فحص هواتف عدد من المتهمين النقالة، مبيناً استلامه الهواتف وإخضاع ملفاتها ومستنداتها وحتى المحذوف منها للفحص بواسطة المعامل المختبرية الجنائية الحديثة منذ تاريخ الأول من مارس وحتى الحادي والثلاثين منه، منوهاً إلى أن هذه الأجهزة لها القدرة على استعادة الملفات المحذوفة من الهاتف مرة أخرى، مشيراً إلى عدم تذكّره فتح أو إغلاق الهواتف عند استلامها. بينما نوه إلى استلامهم عادة الهواتف للفحص مغلقة لحفاظ شحن بطاريتها، مقراً بعدم فحصه الهواتف بنفسه، وإنما عن طريق فنيين مختصين، مؤكداً بأن دوره اقتصر على الإشراف عليهم وإعداد التقرير الفني النهائي، منبهاً إلى أنه تم الكشف عن هاتف محمول واحد فقط يخص المتهم الثاني ماركة (جلاكسي قراند) وعثر به على ورقتين من الامتحان الذي أرسله في قروب واتساب (فيزكس تي تيتشر) وكان ضمن مرفقات دردشة، لافتاً إلى أن هناك هاتفين محمولين فُحصا لم يوجد بداخلهما شيء، إضافة إلى هاتف ثالث تعذر فحصه لخلوه من الذاكرة الخارجية.
معلومات ثابتة.. لا تتغير
شاهد الدفاع مهندس الهيئة القومية للاتصالات عبد المنعم كشف في أقواله للمحكمة عن أن هناك ثوابت لا تتغير مطلقاً في أي عملية أجريت بواسطة الهاتف المحمول، موضحاً بأن أزمنة الرسائل لا تتغير ولا علاقة لها بإغلاق أو فتح الجهاز المحمول، مؤكداً بأن أي عملية تحدث داخل الهاتف المحمول تكون موجودة بزمنها وتاريخها بالدقيقة والثانية حتى وإن حُذفت، في سياق متصل أفاد للمحكمة بأن هناك صعوبة لفحص تطبيق الواتساب وذلك في حال عدم تواجد الهاتف المحمول أمامهم، فيما نوه إلى سهولة فحص تطبيق (فيسبوك) من أي مكان.
القول.. والتراجع عنه
كشف مدير إدارة تأمين الإنترنت والمعلومات بالهيئة القومية للاتصالات أمس، للمحكمة عن رؤيته امتحان آخر غير الكيمياء مسرب ومنشور على فيسبوك، في وقت عاد فيه وقال عند مناقشته بواسطة رئيس ممثل الاتهام مولانا ياسر أحمد محمد، بأنه لا يجزم بحسب التقرير الفني بأن هناك امتحاناً (تَسرَّب) سوى الكيمياء.. المهندس لم يقف عند ذلك، بل فَجَّر مفاجأة داوية للمحكمة تفيد بأنه رأى تسريب امتحان الكيمياء على فيسبوك قبل يوم كامل من جلوس الطلاب إليه وكذلك قبل ورود خطاب النيابة إليهم بشأن بلاغ التسريب، مبيناً بأن الامتحان ظهر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في شكل ورق فلوسكاب محلول بخط يد جميل وتظهر على أطرافه يد مخضبة بالحناء، مشدداً على أنه هو ذات الامتحان الذي رآه مسرباًَ، وورد في الواتساب وتمت إعادة إرساله بعد تصويره عبر قروبات كثيرة في فيسبوك.
في سياق منفصل كشف شاهد الدفاع مهندس الاتصالات بأنه وقبل خطاب النيابة، تم تكليفهم من قبل مدير الهيئة القومية للاتصالات للبحث ورصد فيسبوك للعثور على تسريب الامتحانات لمعرفة من قام بتسريبها وتدوالها. لافتاً إلى أنه وعقب ذلك جاءهم تكليف من النيابة عن تسريب الكيمياء فقط وليس لامتحانات أخرى. نافياً للمحكمة ورود أي بلاغ إليهم بشأن تسريب امتحان الشهادة في العام 2015-2016م.
فرصة أسبوع
قاضي المحكمة الأصم الطاهر الأصم في ختام جلسة المحكمة بالأمس قال لممثلي الدفاع والاتهام بأنه تم إعلان ضابط بجهاز الأمن والمخابرات الوطني للمثول أمامها كشاهد دفاع عن المتهم الثاني في القضية لكن تعذر حضوره، منوهاً إلى أن هناك إفادة شفهية وردته من الجهاز تفيد بمنحهم فرصة لأسبوع كامل حتى يتسنى لهم معرفة الإدارة التي يتبع لها الضابط شاهد الدفاع في القضية ومن ثم إعلانه.
الخرطوم: رقية يونس
صحيفة السوداني.